30-أغسطس-2021

محطة وقود في بيروت أثناء الحرب الأهلية (Getty)

اشتدت أزمة البنزين في لبنان إلى حدّ فاق كل التوقعات مؤخرًا، إذ  أدت إلى معارك بين أهل القرى المتجاورة بهدف الحصول على الوقود لسياراتهم، كما تفاقمت المشكلة وذهبت كل الوعود التي قدمها المسؤولون بحلحلة الأزمة أدراج الرياح، ونقلت الخلافات من كونها فردية وبالقرب من محطات الوقود، إلى معركة حقيقة بين سكان قرية عنقون شرق صيدا في الجنوب، وجارتها مغدوشة.

أدى رفض محطات الوقود في قرية مغدوشة ببيع البنزين لسكان قرية عنقون إلى قيام شبّان من عنقون بالهجوم على مغدوشة صباح الأحد، واستمرت الاشتباكات طوال النهار

وقد توجّهت أنظار  اللبنانيين يوم الأحد 29 آب/أغسطس إلى الأحداث المؤسفة التي شهدها قضاء جزين في الجنوب، بعدما تطوّر التوتر الذي شهدته المنطقة السبت، مع رفض محطات الوقود في مغدوشة ببيع البنزين لسكان قرية عنقون، ليقوم شبّان من عنقون بالهجوم على مغدوشة صباح الأحد، وتستمر الاشتباكات طوال النهار، ويتخلّلها اعتداء على المزارات الدينية في مغدوشة، وحرق للأشجار، وتكسير السيارات، بالرغم من دعوات التهدئة التي أطلقها أكثر من مرجع سياسي  وديني.

وكما هي العادة في لبنان، بدأت القوى السياسية بتقاذف التهم في ما بينها، واتخذّت القضية أبعادًا سياسية وطائفية، وانتشر وسم #مغدوشة بشكل كبير على موقع تويتر، واستخدمه المغردون للتعليق على الأحداث الجارية، وتضمنت الكثير من التغريدات لغة طائفية ومذهبية، أعادت تذكير  اللبنانيين بالخطاب المستخدم خلال الحرب الأهلية التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1990.

في أبرز التغريدات في هذا المجال، نشرت  الناشطة ميساء صورة لمزار ديني  في مغدوشة تمّ تحطيمه على يدّ شبّان من عنقون، وكتبت معلّقةً "ألا شلّت أيديكم، ألا تبّت أيديكم"، ورأى الناشط محمد غملوش أن الصيغة القائمة في لبنان لم تعد سارية، وما يحصل اليوم هو تقسيم.

بدورها اعتبرت الناشطة مروى شاهين أن الاعتداء على الرموز الدينية مرفوض تمامًا، وإن ما يحصل هو خطة تدميرية تهجيرية، تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي، وقالت إن المخطط لن ينجح لأن لبنان يتّسع للجميع، بينما أشار الإعلامي طوني أبي نجم إلى أن كل الحروب في لبنان بدأت بإشكالات فردية، منذ حرب عام 1840 التي  بدأت على خلفية خلاف بين أطفال يلعبون بال "كلّة".

أما الناشطة ميشيل أفرام فقالت إن العيش المشترك في لبنان لا نراه إلا في الأغاني الوطنية وفي المسلسلات، وحمّل الناشط ضياء الدين زيبرا التيار الوطني  الحر مسؤولية الأحداث في مغدوشة، وقال إن التيار على استعداد لإشعال لبنان، فقط من أجل الاستثمار السياسي، فيما حمّل الناشط ريتشارد أبو حمد حركة أمل مسؤولية ما يجري، وهدّد بأنه سيتمّ الرد عليهم في مناطق أخرى في كسروان والجبل. 

بينما سألت الناشطة ستريدا يونس عن غياب الجيش اللبناني  عن أحداث مغدوشة، كما استنكرت عدم وجود مذكرات توقيف بحقّ اللّذين اعتدوا على البيوت والمزارات الدينية في مغدوشة، واعتبر الإعلامي شربل عبود أن العيش المشترك في لبنان كان تجربة فاشلة، وأن أحداث مغدوشة أثبتب مرّة أخرى أن صورة الشيخ مع الخوري لا تبني بلدًا، وأن النظام في لبنان برمّته بحاجة إلى إعادة نظر. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ناشطون يحولون مكبات النفايات في نيروبي إلى مساحات خضراء لخفض معدلات الجريمة

منصات التواصل الاجتماعي تجني ملايين الدولارات من مقاطع تعنيف الحيوانات