21-يوليو-2019

الفريق الجزائري بعد الفوز كأس الأمم الأفريقية 2019 (Getty)

من الجزائر إلى القاهرة، رحلة طويلة ومرهقة خاضها محاربو الصحراء انتهت إلى تتويجهم بالكأس الثمينة بعد غياب دام 29 عامًا، وهذه المرة أثمن من سابقتها، فهي المرة الأولى التي يتوج فيها الجزائر بطلًا خارج أرضه.

خلال مباريات منتخب الجزائر امتلأت المقاهي بالمشجعين المصريين الذين أتوا خصيصًا لتشجيع محاربي الصحراء بكل شغفهم وصيحاتهم

لعلك تتفق معنا أن هذه النسخة من الكأس مميزة للغاية، فقد جرت خلالها أحداث درامية ربما ننتظر زمانًا حتى تتكرر، منتخب مصر مستضيف البطولة وبطلها التاريخي يخرج من الدور ثمن النهائي بعد تقديمه أداء هزيلًا لا يليق بتاريخ البلد، تخرج تونس هي الأخرى، يلتفت العرب جميعًا إلى منتخب الجزائر الذي قدم أداء مشرفًا مكّنه من الوصول لمنصة التتويج.

اقرأ/ي أيضًا:

بعيدًا عن صخب الاستاد، ومن مدينة المحلة الكبرى، وهي إحدى المدن المصرية الواقعة في قلب الدلتا، والتي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج، رصدنا حالة هي الأولى من نوعها، خلال مباريات منتخب الجزائر امتلأت المقاهي بالمشجعين المصريين الذين أتوا خصيصًا لتشجيع محاربي الصحراء بكل شغفهم وصيحاتهم.

في مقهى مصري (ألترا صوت)

كانت اللقطة الأبرز حينما سجل رياض محرز في الدقائق الأخيرة هدف العبور إلى المباراة النهائية، حينها وقف الجميع يصفق ويصفّر وكأن منتخب مصر هو من فاز، الأمر كان واضحًا لدى المصريين، الجزائر منتخب بلد عربي شقيق، حينما تخرج مصر ويكون هو ممثل الكرة العربية في البطولة، بل ويقدم أداءً مشرّفًا فلا مجال للحديث عن أم درمان وعن معارك الماضي التي لا يُعلم إن كان الشرف في الفوز بها أو خسارتها.

من قلب العروبة، أعادت البطولة مصطلح "القومية العربية" إلى الأذهان، الأمر لم يتوقف عند المشجعين المصريين الذين تركوا كل شيء وذهبوا إلى ملعب المباراة لمؤازرة الجزائر، بل كان المعلق الجزائري حفيظ دراجي شريكًا أساسيًا فيه.

في مقهى مصري (ألترا صوت)

بدأ دراجي تعليقه في مباراة الجزائر وكينيا قائلًا: "نبدأ بتشكيل كينيا المنتخب الضيف لأننا نلعب على أرضنا في القاهرة". وهي العبارة التي لاقت استحسانًا كبيرًا لدى الجميع، بل وزادت من حب المصريين له، خصوصًا بعد زيارته لوالدة اللاعب المصري الشهير محمد أبو تريكة.

على الجانب الآخر أثارت تصريحات مدرب الجزائر جمال بلماضي جدلًا واسعًا، حيث صرّح عند سؤاله عن تشجيع المصريين للجزائر بأنه غير متهم بذلك بل ويحتاج إلى زيارة طبيب العيون الخاص به ليتأكد من ذلك، تلقى بلماضي هجومًا شديدًا من الجميع إثر تصريحاته، لكنها لم تؤثر في الصورة المشرفة التي جمعت البلدين.

ربما تكون هذه البطولة لحظة للتأمل في كل شيء، في العلاقات بين الدول العربية وبعضها البعض، في فرح المصريين لإخوانهم الجزائريين، وفي كرة القدم ذاتها؛ كيف تجمع وتفرق وتبكي وتضحك، لكن تبقى الحقيقة الأهم أن الجزائر بطل للقارة السمراء، عن استحقاق وجدارة، وبعد حرب خاضها محاربو الصحراء انتهت إلى نصرهم، وهو ما يستدعي الفخر والسعادة.

في مقهى مصري (ألترا صوت)

 

اقرأ/ي أيضًا:

نالها من يستحقّها.. الجزائر تحمل كأس أمم أفريقيا للمرّة الثانية في تاريخها

كأس أمم أفريقيا.. الجزائر تسير بثبات نحو تحقيق اللقب