28-يونيو-2021

ملصق ترويجي من الحملة الانتخابية للمستقلين في نقابة المهندسين في لبنان

توجّهت الأنظار في لبنان يوم الأحد 27  حزيران/ يونيو 2021، نحو انتخابات أعضاء نقابة المهندسين، تمهيدًا لانتخاب نقباء الهندسة في شهر تموز/يوليو القادم، حيث نجح اللوائح المستقلة المنبثقة من انتفاضة 17 تشرين، والتي شاركت في المعركة تحت شعار "النقابة تنتفض" في محاكاة للشعار الشهير الذي رفعه المنتفضون إبّان انتفاضة 17 تشرين "لبنان ينتفض ". 

ساد تباين في وجهات النظر في لبنان حول مدى أهمية نتيجة انتخابات نقابة المهندسين، وكيفية انعكاسها على الانتخابات النيابية المقبلة، على اعتبار أن المهندسين يشكّلون عينة كبيرة قادرة على عكس توجّه الرأي العام

وبالرغم من الارتياح الكبير لدى جمهرة كبيرة من الناشطين اللبنانيين المعارضين لأحزاب السلطة، فإن التباين في وجهات النظر كان حول مدى أهمية هذه النتيجة، وكيفية انعكاسها على الانتخابات النيابية المقبلة، على اعتبار أن المهندسين يشكّلون عينة كبيرة قادرة على عكس توجّه الرأي العام. ومن الأمور المؤثرة التي لا بدّ من التوقف عندها، كان فوز أحد المرشحين على لائحة المستقلين، والذي كان قد فقد طفلته خلال انفجار مرفأ بيروت، في دلالة رمزية على إصرار الناشطين والمعارضين على توجيه صفعة لأحزاب السلطة، وتأكيدهم على الاستمرار في المعركة ضدها في كافة المجالات وبجميع الوسائل. 

وقد استخدم الناشطون وسم #النقابة_تنتفض منذ عدة أيام، للتحضير للمعركة وتحفيز المهندسين لانتخاب لائحة المستقلين، كذلك استخدموه بعد إعلان النتائج، للتعبير عن فرحهم بالانتصار، وتأكيدهم على المضي قدمًا في معركتهم ضد السلطة التي أوصلت البلاد إلى الهاوية، من خلال فسادها وارتهانها للخارج.

الناشطة آية صالح قالت إننا نشهد اليوم أكبر تجمع مستقل للمهندسين والمعماريين في تاريخ النقابة، بعدما شهدنا قبل فترة أكبر تجمّع للطلاب المستقلين في الجامعة اليسوعية، وأشارت إلى أن المستقلين قادمون لأخذ المبادرة، وهو يتقدمون خطوة بخطوة. واعتبر المخرج حليم شبيعة من جهته، ان ما حصل يمثّل شعاع أمل صغير في ظل الظلام الدامس الذي يعيشه اللبنانيون، حيث اتّحدت مجموعات معارضة مختلفة، ضمن بوتقة معارضة كبيرة، ضد أحزاب السلطة في نقابة المهندسين. 

وأشارت المحامية لينا زهيم، إلى أن اللبنانيين جائعون لرؤية انتصارات ضد أحزاب السلطة، وأملت أن يتكرر الأمر في انتخابات 2022 النيابية، ودعت إلى القتال الشرس ضد المؤسسة السياسية الراسخة في النقابات، والبلديات وفي كل مكان، فاللبنانيون لا خيار لديهم سوى بالكفاح وهدم جدران السلطة بحسب وصفها. وقال المخرج جورج ورديني إنه سعيد لرؤية مستوى المسؤولية والنضوج لدى قوى المعارضة، وقيادتها لجبهة موحدة ضد أحزاب السلطة وتحقيق هذا النصر.

وضمن السياق نفسه، قالت الناشطة نورا تركماني، إن النصر المحقق، أعاد الأمل إلى اللبنانيين، وأثبت أن التغيير لن يكون مستحيلًا، في حال تضافرت الجهود، بينما رأى الناشط يوسف الجردي أن الانتخابات أثبتت زيف ادّعاء أن أحزاب السلطة تمثّل الشعب، بل هي تمثّل حفنة من المجرمين، الفاسدين واللصوص، ودعاهم إلى الاستقالة وتسليم السلطة والحكم إلى الشعب. 

وتخوّف الناشط عباس عبد الحسين من أن تلجأ أحزاب السلطة إلى تأجيل الانتخابات النيابية، خوفًا من النتائج الكبيرة التي يحقّقها المستقلون في الانتخابات الطلابية والنقابية، بينما أشارت الناشطة هبة فرحات إلى أن النقابة الفاعلة تعني أن الوطن حرّ، واعتبرت أن النتائج التي حققتها المعارضة اليوم، هي منبثقة عن انتفاضة 17 تشرين. وأيدّها الناشط إيلي شروف، الذي اعتبر أن النصر النقابي اليوم، هو امتداد للانتصارات التي تحققت في الانتخابات الطلابية، وتمنّى أن ينسحب الأمر على الانتخابات النيابية القادمة. واعتبرت الناشطة كريستيل طعمة أن انتخابات نقابة الهندسة 2021، شكّلت صفعة قوية على وجه أحزاب السلطة، ورأت أنها ستشكل مناسبة لهذه الأحزاب لإعادة تنظيم أمورها، والنظر إلى الفساد الداخلي الذي ينخرها، والاستماع لمطالب الشعب. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

تيك توك يقسم الشارع المصري بين مطالب حظره ورفض مصادرة النظام لحرية المستخدمين

بريطانيا تتّجه لحظر الإعلانات المتلفزة للوجبات السريعة قبل الـ9 مساء