كيف استقبل الجمهور فيلم "باب الحديد" ليوسف شاهين في عرضه الأول؟
18 أكتوبر 2025
يحتفي مهرجان الجونة السينمائي خلال دورته الحالية رقم 8 بمئوية المخرج يوسف شاهين، وذلك عبر إقامة معرض بعنوان "باب الحديد".
قامت بنفيذ المعرض المهندسة شيرين فرغل بالتعاون مع مؤسسة ساويرس الثقافة وشركة أفلام مصر العالمية. وقد استوحت تصميم المعرض من خلال فيلمه الشهير "باب الحديد"، حيث قامت بتصميم عربة قطار تحتوي بداخلها على مجموعة من المشاهد واللقطات المصوّرة من أفلام شاهين المعروفة عبر تقنيتي DOLBY وVFX لإعطاء تجربة بصرية تفاعلية متكاملة مع الحضور.
رغم التأثير الكبير الذي أحدثه شاهين في السينما العربية، وتأثر العديد من الأجيال بتجربته الثريّة، فإن كثيرين – ربما – لا يعرفون أن فيلم "باب الحديد" (1958) والذي لعب بطولته بنفسه، لم يكن أنجح أفلامه وكاد أن يتسبب في توقف مسيرته الإخراجية!
في حواره مع الناقد السينمائي سمير فريد (جمعية نقّاد السينما المصريين، 1976) يقول شاهين عن هذه التجربة: "كنت قد بذلت مجهودًا كبيرًا في "باب الحديد" ومع ذلك فشل فشلًا ذريعًا، بل وبصق على وجهي أحد المشاهدين ليلة العرض الأول. وأنا بشر وأكره أن أفشل مثل أي إنسان. إنك لا تتصوّر معنى أن تدخل السينما فتجد قاعةً خاليةً. هذا شعور لا يُمكن أن يدركه النقّاد كما يدركه صُناع الأفلام".
فيلم "باب الحديد" (1958) والذي لعب بطولته بنفسه، لم يكن أنجح أفلامه وكاد أن يتسبب في توقف مسيرته الإخراجية!
مر هذا العمل بظروف إنتاجية معقدة، وكان من المفترض أن يقوم الفنان محمد توفيق بدور قناوي بطل الفيلم قبل أن يذهب في النهاية إلى شاهين.
يتناول الفيلم قصة قناوي (يوسف شاهين) بائع الجرائد الذي يعاني من مشاكل عقلية ويعمل في محطة السكك الحديدية بالقاهرة. وفي الوقت ذاته، يتحوّل حبه الشديد لشخصية هنومة (هند رستم) إلى حبٍ مرضيّ يدفعه لارتكاب الجرائم والحصول عليها مهما كان الثمن، بينما هنومة تجمعها قصة حُب بأبي سريع (فريد شوقي) ويخططان للزواج. تتدافع الأحداث وتتعقد مما يزيد من جنون قناوي، وينتهي الفيلم بالمشهد الشهير الذي يسلّمه العم مدبولي (حسن البارودي) إلى مصحة الأمراض العقلية بعد أن أقنعه بالزواج من هنومة وإقامة الفرح.
في الاستفتاء الذي أجراه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996، لمناسبة مئوية السينما المصرية واختيار أفضل 100 فيلم. جاء فيلم "باب الحديد" في المركز الرابع بعد "المومياء" لشادي عبد السلام. والمفارقة أن فيلمًا لآخر لشاهين قد احتلّ المرتبة الثانية في القائمة وهو "الأرض" (1970) عن قصة الأديب عبد الرحمن الشرقاوي.