06-أغسطس-2021

كريستينا تييمانوفسكايا خلال مشاركتها في مؤتمر صحفي في بولندا (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

لم يخطر للعداء البيلاروسية الشابة كريستينا تيمانوفسكايا أن ينتهي بها المطاف لاجئة سياسية بعد رحلتها إلى أولمبياد طوكيو 2020. فقد تداولت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، خبر طلب العداءة الأولمبية كريستينا تيمانوفسكايا اللجوء لدى السفارة البولندية في طوكيو، وذلك بعد أن تلقت تهديدات من سلطات بلادها، وحاولت إرغامها على العودة إلى بلادها على متن أول طائرة متجهة من طوكيو إلى العاصمة البيلاروسية مينسك.

لم تجد العداءة البيلاروسية كريستينا تييمانوفسكايا وسيلة لطلب النجدة سوى "مترجم جوجل" الذي أنقذها في اللحظات الأخيرة

وقد قبلت السلطات البولندية طلب كريستينا تيمانوفسكايا للجوء إليها، وأقامت في فندق تابع لمطار هانيدا في طوكيو، تحت حماية الشرطة اليابانية، وبطلب من اللجنة الأولمبية الدولية وجهات حقوقية، بعد أن أطلقت كريستينا تيمانوفسكايا نداء استغاثة عبر حسابها، أوضحت فيه بأن السلطات البيلاروسية تحاول إرغامها على العودة إلى البلاد، وأن حياتها قد تكون في خطر، طالبة من اللجنة الأولمبية التدخّل العاجل في قضيتها.

استغاثة عبر "ترجمة جوجل"

حين توجّهت كريستينا تيمانوفسكايا إلى المطار في طوكيو للاستعداد لرحلة العودة إلى بيلاروسيا بطلب من السلطات الرسمية في بلادها، كانت في حالة مضطربة للغاية، إذ كانت تخشى من أن تفقد السيطرة على أعصابها بشكل قد يفاقم مسؤوليتها أمام السلطات البيلاروسية في حال عدم تمكّنها من التنصّل من الرحلة التي أرغمت على القيام بها. كما كانت العداءة الأولمبية كريستينا تيمانوفسكايا عاجزة، لغويًا، عن طلب النجدة من عناصر الأمن اليابانيين، لأنها لم تعرف كيف تتواصل معهم بالإنجليزية، ولا باليابانية بطبيعة الحال. فما كان منها حين وصلت إلى المطار إلا أن استخدمت مساعدة غير متوقعة، من "ترجمة جوجل"، لتترجم من لغتها إلى اليابانية، أنها بحاجة إلى المساعدة الخاصّة، وهو ما أثار تنبه أفراد الأمن في المطار، الذين استجابوا لطلبها وأخذوها إلى منطقة آمنة، من أجل معرفة ما يحصل معها، وتقديم المساعدة الممكنة لها.

رويترز

وقد أوضحت كريستينا تيمانوفسكايا أن المدربين قد شعروا بالحنق تجاهها بعد أن وجهت إليهم بعض الانتقادات، وأنهم طلبوا إعادتها إلى بيلاروسيا قبل إتمام مشاركتها في الألعاب الأولمبية عقابًا لها. وقد خشيت كريستينا تيمانوفسكايا وأسرتها، أن يتمّ تحويلها إلى مستشفى للأمراض النفسية، خاصة وأن جدّتها كانت قد اتصلت بها قبل موعد سفرها إلى بيلاروسيا، وحذّرتها من العودة، خوفًا على مستقبلها وحياتها، وقالت لها: "أرجوك لا تعودي إلى بيلاروسيا، الوضع ليس آمنًا".

وقالت كريستينا تيمانوفسكايا لاحقًا في تصريحات صحفية، بأنها تودّ لو أتيحت لها الفرصة للعودة الآمنة إلى بيلاروسيا، وأنها تحب بلدها، كما قالت إنها لا تشعر بالخوف، ولكن الظروف التي عانت منها خلال السنوات الماضية، وأجواء التهديد التي عانت منها في الرحلة الأخيرة مع الفريق الأولمبي، قد دفعتها إلى اتخاذ هذه الخطوة، وطلب اللجوء إلى دولة أخرى إلى أن تتغيّر الظروف.

وقد بادرت بولندا بتقديم اللجوء الإنساني للعداءة البيلاروسية كريستينا تيمانوفسكايا، وتعدّ بولندا من أكثر الدول انتقادًا لسياسات الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو وحكمه الاستبدادي في بيلاروسيا، وما ترتكبه السلطات هناك من انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان والتضييق على الحريات الأساسية، وهي ليست المرة الأولى التي تستقبل بها بولندا لاجئين إليها من بيلاروسيا لأسباب إنسانية.

لا تشعر تيمانوفسكايا بالخوف، ولكن الظروف التي عانت منها خلال السنوات الماضية، وأجواء التهديد التي عانت منها دفعتها إلى اتخاذ هذه الخطوة

وقد أمضت كريستينا تيمانوفسكايا ليلتين في مقر السفارة البولندية في اليابان، قبل أن تسافر إلى فينا، ومنها إلى العاصمة البولندية وارسو يوم الأربعاء الماضي، حيث شاركت في مؤتمر صحفي يوم الخميس، قالت فيه إن هذه الفترة من حياتها "شديدة الإرباك، ولكني آمل بأن تنتهي قريبًا، وأكون قادرة على متابعة مسيرتي المهنية. وأتمنى كذلك أن أمتلك القدرة على مساعدة آخرين في مثل حالتي، فإن كانوا يشعرون بأي ضغوط عليهم، فأنا مستعدة للمساعدة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بيلاروسيا تستخدم المهاجرين كسلاح ضغط في مواجهة ليتوانيا والاتحاد الأوروبي

السلطات البيلاروسية تخفي المعارضة ماريا كولسنيكوفا بعد فشل ترحيلها قسريًا

وجه المجرم عندما يوجه التغطية الإعلامية للجريمة.. مقاربة من غزة وبيلاروسيا