25-يونيو-2021

صورة تعبيرية (Getty)

أفادت وكالة رويترز أن برنامج كوفاكس الذي تشارك في قيادته منظمة الصحة العالمية والذي يهدف للتوزيع العادل للقاحات يخطط الآن لإجراء تعديل في خطته لمواجهة جائحة كوفيد -19، ويعود السبب في ذلك لعدم تلقي الدعم المناسب من قبل الدول الغنية وفشل البرنامج في تلبية احتياجات أفقر الدول والشعوب حول العالم وخاصة في القارة الأفريقية البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، بحسب وثائق داخلية لدى المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها اطلعت عليها رويترز.

يقدر النقص في أفريقيا بخصوص اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بنحو 700 مليون جرعة ويتم وصف الوضع في أفريقيا بالمأساوي حيث تصنف دولها في مؤخرة القائمة من حيث نسبة التطعيم للسكان

وقال مدير المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC AFRICA، جون نكينكاسونج، كما نقلت شبكة CNBCAFRICA أن أفريقيا لم تستطع حتى الآن الفوز في معركتها ضد جائحة كوفيد-19، حيث تجتاح موجة الفيروس الثالثة القارة الأفريقية وبخطورة شديدة لم تكن معظم البلدان مستعدة لها، في الوقت الذي تكافح البلدان الأفريقية للحصول على لقاحات كافية لشعوبها.

اقرأ/ي أيضًا: الكشف عن مدرّس متحرش في مصر يشعل موجة غضب عبر منصات التواصل الاجتماعي

وصرح نكينكاسونج بالقول "اسمحوا لي أن أصفها بصراحة، نحن لا نفوز في أفريقيا في هذه المعركة ضد الفيروس، لذلك لا يهمني حقًا ما إذا كانت اللقاحات من كوفاكس أو من أي مصدر أخر، فكل ما نحتاجه الآن هو الوصول السريع لتأمين اللقاحات لشعوبنا"، وأشار إلى أن ما لا يقل عن 20 دولة كانت في منتصف الموجة الثالثة، ومن بين تلك الدول زامبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعاني من إرهاق مرافقها الصحية. في الوقت الذي سجلت نسبة التطعيم حوالي 1.12% من السكان فقط في كامل أرجاء القارة الأفريقية التي تخطى عدد الإصابات بالفيروس فيها 5.2 مليون إصابة.

وأضاف بأنه كان أكثر قلقًا بشأن الحصول على اللقاحات في الوقت المناسب بغض النظر عن مصدر الجرعات. وتابع بالقول خلال حديثه الأسبوعي للإعلام موضحًا حول ما آلت إليه المعركة ضد كوفيد-19 في أفريقيا "الموجة الثالثة وحشية للغاية". ورأى أن الطموحات النبيلة التي أبدتها الدول الغنية في بداية الوباء بما يتعلق ببرنامج كوفاكس للعمل كغرفة مقاصة لتوزيع اللقاحات حول العالم قد فشلت ولم تحقق أهدافها بالكامل، وحيث كان من المقرر الحصول على اللقاحات من قبل الشركات المصنعة في البلدان المتقدمة وتوزيعها بسرعة على من هم في أمس الحاجة إليها.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، ماتشيديسو مويتي "أفريقيا بحاجة إلى ملايين الجرعات الإضافية هنا والأن"، وأضاف "أفريقيا في خضم موجة ثالثة كاملة، لقد رأينا في الهند وأماكن أخرى مدى السرعة التي يمكن أن ينتشر بها فيروس كورونا وكيف يطغى على الأنظمة الصحية"، عبر تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية هذا الشهر.

ووفق تقرير نشرته النيويورك بوست هذا الشهر أيضًا فإن الوضع في أفريقيا مأساوي حيث تصنف في مؤخرة الدول من حيث نسبة التطعيم للسكان. ففي جمهورية جنوب أفريقيا، الدولة التي تتمتع بأقوى اقتصاد في القارة وأكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، تم تطعيم 0.8% فقط من السكان بالكامل، وفقًا لتتبع عالمي تنشره دوريًا جامعة جونز هوبكنز. وما زال مئات الآلاف من العاملين الصحيين في البلاد، وكثير منهم يواجهون الفيروس وجهًا لوجه كل يوم، بينما ينتظرون حقنهم باللقاح.

أما في نيجيريا، أكبر دولة في أفريقيا ويبلغ عدد سكانها أكثر من 200 مليون نسمة، فقد تم تطعيم 0.3% فقط. وفي جمهورية كينيا، التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، بلغت نسبة التطعيم 0.37%. وقامت أوغندا بتحويل جرعات اللقاح لديها من المناطق الريفية إلى المدن الكبرى لأنها لا تملك ما يكفي تقريبًا لمحاربة تفشي المرض في مدنها الأكثر اكتظاظًا. فيما تأخرت تشاد بإعطاء اللقاح الأول لسكانها في مطلع هذا الشهر حزيران =/يونيو 2021. وهناك ما لا يقل عن خمس دول أخرى في أفريقيا لم يتم فيها إعطاء جرعة واحدة حتى الآن.

ويقدر النقص في أفريقيا بخصوص اللقاحات بنحو 700 مليون جرعة. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن شحنات اللقاحات إلى القارة توقفت تقريبًا، وسط تحذيرات سابقة من أن الدول الغنية قد تحتكر اللقاحات. فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قامتا بتلقيح ما يقارب 40% من سكانهما، ووصلت النسب الأخرى في بعض البلدان الأوروبية إلى 20%، حيث بدأ التفكير لدى هذه الدول بالحصول على شهادات التلقيح من أجل السياحة في الصيف وفتح أبواب البلاد.

وكانت دول مجموعة السبع قد وافقت على إمداد اللقاحات للدول الفقيرة، غير أن نكينجاسونج قال "أود أن أصدق أن دول مجموعة السبع، التي احتفظ معظمها بجرعات زائدة من اللقاحات، تريد أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ"، وأضاف "وزعوا تلك اللقاحات. نحن بحاجة إلى رؤية هذه اللقاحات بالفعل، وليس فقط الوعود والنوايا الحسنة "، وأشار إلى "إنها مسألة أخلاقية" بحسب ما أورده تقرير النيويورك تايمز.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تتابع قرارات رفع الدعم عن السلع يستفز اللبنانيين عبر السوشيال ميديا

برنامج الأغذية العالمي: المجاعة تهدد 41 مليون شخص في العالم