08-نوفمبر-2017

تحركات كوشنر في المنطقة تُشير إلى تدبيره أمرًا ما مع ابن سلمان ونتنياهو (ألترا صوت)

نشر الموقع الإلكتروني لمجلة فورين بوليسي مقالًا يُناقش تحركات صهر ترامب جاريد كوشنر في المنطقة، على ضوء التطورات الأخيرة، تحديدًا حملة الاعتقالات التي نفذها محمد بن سلمان بحق أمراء ورجال أعمال، إضافةً إلى التقارب السعودي الإسرائيلي. في السطور التالية، ننقل لكم المقال مترجمًا بتصرف.


يبدو أن هناك إجماعًا في واشنطن على أن ما يقوم به ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان، من حملة تطهير شاملة للأمراء ورجال الأعمال -ومن ضمنهم أغنى رجال الأعمال السعوديين، وصاحب النفوذ القوي، الأمير وليد بن طلال- مدفوعًا برغبته في توطيد سلطته قبل أن يختفي والده الملك سلمان عن المشهد.

ثمّة إجماع في واشنطن على أن حملة الاعتقالات التي قام بها ابن سلمان، مدفوعة برغبته في توطيد سلطته قبل اختفاء والده عن المشهد

ومن هذه الناحية، فإن محمد بن سلمان يشبه أدونيا (في الميثولوجيا العبرية) الذي توج نفسه ملكًا أثناء حياة والده الملك داوود. ومثل أدونيا تمامًا، ففي طريقه لتتويج نفسه ملكًا، صنع محمد بن سلمان العديد من الأعداء له. وعلى عكس أدونيا، فإن محمد بن سلمان يحظى بدعم والده، وهو عازم على أن يعتقل أي شخص يمثل تهديدًا لطريقه نحو اعتلاء العرش.

اقرأ/ي أيضًا: اعتقالات الأمراء في السعودية.. كل شيء مباح لوصول "السفاح" للعرش

جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكبير مستشاريه، كان مؤخرًا في زيارة للرياض. وتُعتبر تلك هي ثالث رحلة لكوشنر للمملكة العربية السعودية منذ تولي ترامب الرئاسة. وقد قابل مرة أخرى ولي العهد محمد بن سلمان، ويبدو أنهما كونا علاقة شخصية مُقربة. لذلك لا يجب أن نتفاجأ أن ترامب والذي يشارك ولي العهد السعودي كراهية إيران، قد علق بالإيجاب على التطورات الأخيرة في الرياض!

وهناك اعتقاد بأن دونالد ترامب تسبب في إضعاف مصداقية الولايات المتحدة لدى حلفائها. يمكن أن يكون ذلك الاعتقاد صحيحًا بالنسبة لأوروبا، وربما بعض الأجزاء من آسيا، لكن لا ينطبق ذلك على اليابان أو الهند، وبالطبع لا ينطبق هذا الاعتقاد على الشرق الأوسط؛ فالكونغرس الأمريكي- وليس البيت الأبيض- يُعتبر هو مصدر التوترات مع تركيا ومصر. فالعلاقات مع إسرائيل في أفضل أحوالها منذ تولي الرئيس أوباما الرئاسة. وينطبق القول نفسه على السعودية، والإمارات، وبالمثل مع البحرين، والمغرب. والسبب الذي وحّد كل تلك الأطراف هو إيران.

صحيح أنّ ابن سلمان ليس مُصلحًا كما يُحاول الترويج لنفسه، لكن من الواضح أنه يسعى لكبح جماح النفوذ الإيراني في المنطقة، الممتد من العراق شمالًا إلى اليمن جنوبًا، وها هو يتخذ له موضعًا في سوريا، ولا داعي للحديث عنه في لبنان حيث حزب الله، ولذا فيُرجح أن ذلك هو سبب إجبار السعودية لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على تقديم استقالته، مع ما يتردد من احتجازه تحت الإقامة الجبرية.

من جهة اُخرى يُرجح زيارة ابن سلمان لإسرائيل، التي تبدو حليفًا جديدًا لمملكة آل سلمان، فكلاهما (السعودية وإسرائيل) يتشاركان في عداء إيران، ويرونها تمثل تهديدًا لهما. ولم يكن ولي العهد السعودي الشخص الوحيد الذي أجرى معه جاريد كوشنر محادثات مُؤخرًا، فلقد منح ترامب لصهره الصلاحيات الكاملة لإدارة عملية السلام التي كان قد وعد بها. بل ويتردد أن كوشنر صار ضيفًا مُرحبًا به، ودائم الزيارة لمكتب رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو.

ثلاثتهم، كوشنر وابن سلمان ونتنياهو، وكما تُخبر التقارير الصحفية، والتحركات التي يُجريها كوشنر، تُشير إلى تنسيق يحدث -وربما حدث بالفعل- بينهم.

مع وجود كوشنر وابن سلمان ونتنياهو، فإن كل شيء يُمكن أن يحدث، فقد باتوا بمثابة ثلاثي للمؤامرات الخفية في المنطقة

وإذا أخذنا في الاعتبار دور جاريد كوشنر، وترحيب ترامب الأخير بحملة اعتقالات الأمراء السعوديين ورجال الأعمال، فيُرجح أنّ ابن سلمان قد أفصح عن خطته هذه لكوشنر، أو ربما اتفقا عليها مُسبقًا، خلال زيارة الأخير للرياض، والتي أعقبها زيارة لإسرائيل، وسبقها زيارة اُخرى لإسرائيل أعقبت زيارة للرياض، فيبدو أن جاريد كوشنر يتخذ من الشرق الأوسط محطة دائمة لترحاله، أو قل لترحال الدبلوماسية الأمريكية.

يدفع ذلك أخيرًا للتساؤل عن أي مدى قد تذهب واشنطن لدعم السعودية في مواجهتها مع إيران في حال اشتعلت المواجهة؟ وهل ستكون إسرائيل وكيلًا عن الإدارة الأمريكية في هذه المواجهة؟ فمع وجود ابن سلمان ونتنياهو وترامب وممثله جاريد كوشنر، فإن كل شيء ممكن حدوثه، إذ يبدو أنهم باتوا ثلاثي المؤامرات الخفية في المنطقة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مشروع "نيوم".. ذريعة ابن سلمان لإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل

تقدير موقف: السياسات السعودية.. تعزيز فرص انتقال السلطة وإعادة تشكيل المنطقة؟