حققت كوريا الجنوبية بفريقها الأولمبي لكرة القدم ذهبيّة دورة الألعاب الآسيويّة المقامة في إندونيسيا، عقب انتصارها في المباراة النهائيّة يوم السبت على اليابان بهدفين لهدف بعد التمديد، وبذلك انتهى كابوس التجنيد الإجباري الذي فُرض على نجم نادي توتنهام الإنجليزي سون هيونغ مين، بعد الكثير من المحاولات الفاشلة.
عندما خسرت كوريا الجنوبية أمام المكسيك ضمن الجولة الثانية من المجموعة السادسة في نهائيّات كأس العالم، تقلّصت حظوظ الفريق الآسيوي في التأهّل لدور الستة عشر، نظرًا لتلقّيه الخسارة الثانية من مباراتين، وفور انتهاء المباراة توجّه رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن إلى غرفة تبديل الملابس الخاصة بمنتخب بلاده، فحيّا اللاعبين رغم الخسارة وحثّهم على التمسّك بالأمل والاستمرار بالعمل الدؤوب رغم الخسارة، وصافح اللاعبين كلّ على حدة، وعندما وصل إلى نجم الفريق الأوّل وأغلى لاعب في تاريخ القارّة سون هيونغ مين، فقد نجم توتنهام السيطرة على نفسه، وانهمر بالبكاء.
ينص قانون كوريا الجنوبية على إلزام المواطنين بالالتحاق للخدمة العسكرية، ويُعفى الرياضيون من الخدمة إن حققوا إنجازاً لبلادهم، وفي حالة أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز سيتوجّب على اللاعب مغادرة توتنهام واللحاق بالخدمة العسكرية، حيث سيلعب لنادي سانجو سانجمو العسكري ويحصل على راتب وقدره 100 يورو فقط في الشهر.
اقرأ/ي أيضًا: افتتاح بطولة الألعاب الآسيوية بمشاركة 12 دولة عربية وعلم موحد للكوريتين
بكى سون أمام الرئيس الكوري بعد أن اكتشف استحالة استمرار مسيرته الكروية اللامعة في الدوري الإنجليزي، وفي محاولة منه لاستجرار عطف مون جاي إن، وانتزاع وعد منه بالتوقيع على إعفاء من الخدمة العسكرية لمدّة عامين، لكنّ الرئيس الكوري واسى اللاعب على الفور، وأوضح أنّه لا يمكنه تجاوز القانون الذي يفرض إنجازاً رياضياً وطنيّاً، فعلى المنتخب الكوري الجنوبي أن يتأهّل لدور الـ16 من المونديال على الأقل كي تُعفى تشكيلة اللاعبين من الخدمة العسكرية، وهو الأمر الذي بات من شبه المستحيل حينها، فعلى الفريق الآسيوي أن ينتصر على بطل العالم المنتخب الألماني في الجولة الأخيرة بفارق هدفين، مقابل خسارة السويد أمام المكسيك، وفي الجولة الأخيرة انتصر الكوريون 2-0، لكنّ السويد غلبت المكسيك، وضاع حلم سون أدراج الرياح.
اهتمّت الصحافة الإنجليزية كثيراً بما حدث، فجماهير توتنهام تشعر بالخوف من فقدان أحد أبرز عناصر مثلّث الرعب الأمامي الذي يملكه فريقها، والمتكوّن من هاري كين وإيريكسون وسون، لذلك شنّت حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، تنادي طوراً بإلغاء التجنيد الإجباري في العالم، وتارة تقترح منح سون الجنسية البريطانية التي قد تعفيه من تأدية الخدمة، لكنّ القانون الكوري كان واضحاً، ففي حال فعل سون ذلك سيُعتبر فارّاً من الخدمة، وسيحاكم بهذه التهمة من خلال القضاء العسكري، والذي قد يوجّه له تهمة الخيانة العظمى.
لم يبقَ للنجم الكوري من أجل إنقاذ مسيرته الكرويّة سوى خياراً واحداً، فمنتخب بلاده الأولمبي سيشارك في دورة الألعاب الآسيوية بإندونيسيا مع بداية الدوري الإنجليزي الممتاز، والظفر بالميدالية الذهبية هو المنقذ الوحيد، وغير ذلك سيعني بالتأكيد انخراطه في الخدمة العسكرية وانقطاعه عن الرياضة الاحترافية لمدّة عامين.
اقرأ/ي أيضًا: 5 حقائق لا تعرفها عن الألعاب الأولمبية
وعلى الرغم من أن نظام البطولة يقضي بمشاركة الفرق بأعمار تحت الـ23 عاماً، إلا أن النظام نفسه يتيح لكلّ مدرّب جلب 3 لاعبين تزيد أعمارهم عن 23 عاماً، لذلك استدعى مدرّب الفريق الكوري الأولمبي نجم توتنهام للتشكيلة، الأمر الذي اضطر إدارة النادي الإنجليزي للانصياع لرغبة الكوريين، مع التسليم بإمكانيّة رفض توتنهام سفر لاعبها لخوض مباريات دورة الألعاب الآسيوية، لأنّ البطولة الأخيرة غير مدرجة ضمن أجندة الفيفا الرسمية، لكنّ التفريط بسون لمدّة شهر خير من خسارته لمدّة عامين، بذلك رحل سون إلى كوريا الجنوبية لمرافقة بعثتها الأولمبية، ووجّه رسالة إلى جماهير توتنهام قائلاً، "أشعر بالأسف لتوتنهام، أعتذر كثيرًا لزملائي وللطاقم الفني، ولكني سأغادر لتمثيل بلادي، وهو أمر مهم أيضًا".
وخلال مشاركة الفريق الكوري بدورة الألعاب الآسيوية، حصدت كوريا الانتصارات في كلّ مبارياتها، فغلبت البحرين وماليزيا وقرغيزستان في دور المجموعات، وتخطّت أوزبكستان بصعوبة في الدور ربع النهائيّ بعد التمديد، انتصرت على فيتنام في النصف النهائي، قبل أن ينجح زملاء سون هيونغ مين بالانتصار الصعب على اليابان في المباراة النهائيّة 2-1 بعد التمديد، حيث صنع سون هدفي فريقه، الأمر الذي منح بلاده ذهبيّة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية، وأنهى أزمة الخدمة الإلزامية التي كشفت عشق جماهير توتنهام لهذا اللاعب.
اقرأ/ي أيضًا: