29-ديسمبر-2022
gettyimages

تنوي كوريا الشمالية تسريع حشدها العسكري (Getty)

تسعى كوريا الشمالية باستمرار، إلى تعزيز قدرتها العسكرية، واعتبر عام 2022 من أكثر الأعوام التي نفذتها فيها كوريا الشمالية تجاربًا صاروخية. ولا يبدو أن النهج الكوري الشمالي سيختلف خلال العام المقبل، وتظهر بيونغ يانغ عزمها على مواصلة نهجها، متمسكةً في "سياسة الردع النووي"، بالإضافة لزيادة  تجاربها الصاروخية، ضمن مواجهتها مع جارتها الجنوبية والولايات المتحدة، وسط اتهامات الجنوبية بأن بيونغ يانغ تعمل على توتير الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وتتحضر لحرب نووية.

تسعى كوريا الشمالية باستمرار، إلى تعزيز قدرتها العسكرية، واعتبر عام 2022 من أكثر الأعوام التي نفذتها فيها كوريا الشمالية تجاربًا صاروخية

وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "رويترز" عن تقارير إعلامية رسمية في كوريا الشمالية، أن رئيسها كيم جونغ أون، كشف عن أهداف جديدة للجيش لعام 2023، في الاجتماع الموسع السادس للجنة المركزية الثامنة لحزب العمال الحاكم، والذي افتتحه الزعيم الكوري الشمالي الاثنين الماضي، بحضور كبار مسؤولي الحزب والدولة وأعضاء الحكومة.

وأضافت التقارير أن كيم جونغ أون حدد أهدافًا سياسية جديدة، لتعزيز القدرات الدفاعية الذاتية استعدادًا لأي تقلبات في الوضع السياسي، دون الكشف عن أية تفاصيل، لكن تصريحات الزعيم الكوري الشمالي قد تشير إلى أن دولته ستواصل تسريع حشدها العسكري.

وأطلقت كوريا الشمالية عددًا غير مسبوق من الصواريخ هذا العام، وتم تصميم العديد من عمليات الإطلاق لتطوير أسلحة استراتيجية، بموجب خطة تبلغ مدتها خمس سنوات، تم وضعها في مؤتمر حزب العمال في أوائل العام 2021. متشمل القائمة أسلحة نووية تكتيكية، وصاروخًا بالستيًا جديدًا عابرًا للقارات، ورؤوسًا حربية فرط صوتية، وغواصات تعمل بالطاقة النووية، وقمرًا صناعيًا للاستطلاع.

getty

 وأوضحت الوكالة أن الزعيم الكوري الشمالي أشار خلال الاجتماع الكامل إلى "سلسلة من أوجه الخلل الخطيرة، التي لوحظت في مجالات مثل العلوم والتعليم والصحة، هذا العام"، واقترح طرقًا للتغلب عليها، وناقش المهام الرئيسية للعام المقبل.

وكانت الوكالة قد ذكرت الثلاثاء أن كيم جونغ أون قدم تقريرًا مفصلًا ورد فيه أن قوة البلاد "زادت بشكلٍ ملحوظ في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وتم إحراز نجاحات وتقدم في تنفيذ المهام الضخمة من خلال نضال شاق وشرس هذا العام بشكل غير مسبوق".

تأتي التصريحات الصادرة عن بيونغ يانغ، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر مع الجارة الجنوبية، فقد صرح مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الأربعاء، أن "أي استفزاز من قبل كوريا الشمالية يجب أن يقابل بالرد دون تردد"، وأضاف يون في لقاء مع مساعديه، بحسب سكرتيره الصحفي كيم أون هي "يجب أن نعاقب ونرد على أي استفزاز من قبل كوريا الشمالية، هذه هي أقوى وسيلة لردع  الاستفزازات"، متابعًا: "يجب ألا نخشى أو نتردد لأن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية".

يأتي هذا التصريح بعد اختراق 5 طائرات كورية شمالية مُسيّرة حدود كوريا الجنوبية، وحلقت إحداها إلى أن وصلت الأجزاء الشمالية من العاصمة سيول، هو ما دفع بإرسال طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية  في محاولة لإسقاطها.

وفي هذا الإطار، قدم جيش كوريا الجنوبية اعتذارًا علنيًا عن فشله في إسقاط المسيّرات الشمالية التي انتهكت المجال الجوي للبلاد، بحسب ما ذكرت وكالة "يونهاب" الرسمية.

وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة كانغ شين-تشول، في بيان "نشعر بالأسف لأن جيشنا رغم قدرته على رصد وتعقب الطائرات المسيرة، فشل في إسقاطها"، وردت كوريا الجنوبية بإرسال طائرات مسيرة اخترقت المجال الجوي لكوريا الشمالية لمدة ثلاث ساعات.

getty

وتحدث وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي جونغ سوب أمام  البرلمان، يوم الأربعاء، أن الرئيس أمره بإرسال طائرات مُسيّرة إلى كوريا الشمالية، ردًا على التوغل الكوري الشمالي، حتى لو كان ذلك يعني "المخاطرة بالتصعيد". ويعد هذا الاقتحام هو الأول من نوعه منذ العام 2017، وقد أعاد الحادث إثارة التساؤلات حول الدفاعات الجوية لسيول الجنوبية، في وقت تحاول فيه كبح جماح التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لبيونغ يانغ.

في وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية عن خطط لإنفاق أكثر من 400 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتحسين دفاعاتها ضد الطائرات المُسيّرة، بما في ذلك تطوير سلاح ليزر محمول جوًا، وجهاز تشويش على الإشارات.

أعلنت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية عن خطط لإنفاق أكثر من 400 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتحسين دفاعاتها ضد الطائرات المُسيّرة

كما ستوسع كوريا الجنوبية أيضًا قدرات طائراتها المُسيّرة إلى ثلاثة أسراب، وقالت الوزارة إن "كوريا الجنوبية تهدف أيضًا إلى شراء المزيد من طائرات الشبح، والغواصات، والصواريخ الباليستية، وتسريع تطوير أنظمة لاعتراض الصواريخ"، وأضافت الوزارة في بيان "سنعزز قدرتنا الانتقامية لنكون قادرين على تدمير منشآت رئيسية في أي مكان في كوريا الشمالية في حالة هجومها النووي، أو استخدام أسلحة دمار شامل".