02-يناير-2023
gettyimages

افتتحت كوريا الشمالية العام الجديد بتجربة صاروخ باليستي (Getty)

أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال اجتماع لحزب العمال الحاكم بالعمل على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات تتمتع بقدرات لشن هجمات نووية مضادة، حيث قال إنه يتعين على بلاده "تعزيز القوة العسكرية على نطاق واسع"، مضيفًا بأنها ستكون "توجهًا رئيسيًا لاستراتيجية 2023 النووية والدفاعية"، ردًا على ما وصفه بالعداء الأمريكي والكوري الجنوبي.

أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال اجتماع لحزب العمال الحاكم بالعمل على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات تتمتع بقدرات لشن هجمات نووية مضادة

واتهم جونغ أون واشنطن وسيول بمحاولة "عزل وخنق" بيونغ يانغ عن طريق نشر صواريخ نووية أمريكية باستمرار في كوريا الجنوبية، واصفًا إياها بأنها "غير مسبوقة في تاريخ البشرية".

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إن الزعيم الكوري الشمالي "تعهد بتطوير نظام آخر للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، تتمثل مهمتها الرئيسية في توجيه ضربات نووية سريعة مضادة، في إطار خطة لتعزيز القوة النووية للبلاد"، وجاء في البيان "الوضع السائد يدعو إلى مضاعفة الجهود لتقوية القوة العسكرية، ردًا على التحركات العسكرية المقلقة من جانب الولايات المتحدة وقوات معادية أخرى".

كما أصدر جونغ أون توجيهات بالشروع في إنتاج كميات ضخمة من الذخائر الذرية التكتيكية، كما حث الزعيم الكوري الشمالي على إنتاج أسلحة تجعل بلاده متفوقة على القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية، وفي الوقت نفسه كشفت كوريا الشمالية أنها طورت منصةً تطلق عددًا من الصواريخ ذات الرؤوس النووية دفعةً واحدةً.

getty

جاءت هذه التطورات عقب إطلاق بيونغ يانغ صاروخًا باليستيًا قصير المدى فوق البحر باتجاه شرق شبه الجزيرة الكورية في الساعات الأولى من صباح أول أيام العام الجديد حسب التوقيت المحلي، ووفقًا لهيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، نقلت وكالة يونهاب للأنباء عن جيش كوريا الجنوبية، أن الصاروخ حلق لمسافة بلغت نحو 400 كلم قبل أن يسقط في بحر اليابان، وتأتي هذه الخطوة بعد مرور أقل من 24 ساعة على إطلاق بيونغ يانغ 3 صواريخ باليستية قطعت مسافة 350 كلم تقريبًا قبل أن تسقط في البحر.

هذا، وحذرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بيونغ يانغ من محاولة استخدام الأسلحة النووية، ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن الوزارة أن الجيش الكوري الجنوبي سيعزز قدرته على تنفيذ الردع الموسع، وأشارت الوزارة إلى أنه يجب على كوريا الشمالية "التوقف فورًا عن تطوير الأسلحة النووية والعودة إلى طريق نزع السلاح النووي".

من جهته، حذر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول من أن "كوريا الشمالية تواصل  الانخراط في الاستفزازات باستخدام وسائل مختلفة، بما في ذلك الأدوات غير المتكافئة، بينما تسعى جاهدةً لتعزيز تهديداتها النووية والصاروخية".

ودعا يول جيش بلاده إلى الرد بوضوح على كوريا الشمالية، خلال لقاء افتراضي جمعه مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال كيم سونغ - كيوم، وقادة آخرين في الجيش، وخلال المحادثات التي جرت في مركز إدارة الأزمات الوطنية تحت الأرض في المكتب الرئاسي بالعاصمة سيول، شدد الرئيس الكوري الجنوبي على "ضرورة أن يعاقب جيشنا استفزازات العدو بتصميم حازم على عدم تجنب خوض الحرب"، وأضاف "أدعوكم إلى أن تضعوا في اعتباركم أنه لا يمكن ضمان الأمن القومي إلا بالموقف الراسخ الاستعدادي لقواتنا، والتدريب الواقعي".

وفي اليابان، قال وزير الدفاع ياسوكازو هامادا إن بيونغ يانغ رفعت حالة التوتر بشكلٍ خطير في المنطقة، وهددت الأمن والاستقرار فيها، وأضاف أن بلاده قدمت احتجاجًا دبلوماسيًا لكوريا الشمالية عقب إطلاقها الصاروخ، واتهم الوزير بيونغ يانغ بـ"رفع التوتر بشكلٍ خطير في المنطقة، وتهديد الأمن والاستقرار فيها".

getty

يشار إلى أن كوريا الشمالية ولأول مرة تختبر قدراتها الصاروخية مع بداية العام الجديد، وهي سابقة ليس من ناحية التوقيت فقط، بل بالوتيرة التي بدأت بها العام الجديد، حيث أكملت العام الأخير بـ 37 تجربةً صاروخيةً، أطلقت خلالها 70 صاروخًا، والتقديرات تشير إلى أن كوريا الشمالية ستزيد من وتيرة تجاربها الصاروخية خلال العام الجديد. تماشيًا مع ما قاله الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في الكلمة التي ألقاها في اجتماع اللجنة العليا لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، حيث أمر بضرورة تسريع البرامج الصاروخية، وهو ما بدأت قواته بالفعل بترجمته على أرض الواقع.

وكانت تقارير قد تحدثت منذ أشهر عن اقتراب كوريا الشمالية من إجراء تجربة نووية جديدة، ولا تخفي بيونغ يانغ بأن الصواريخ التي تطلقها قادرة على حمل رؤوس نووية قادرة على ضرب أي مكان في كوريا الجنوبية، وتصل إلى اليابان والقواعد العسكرية الأمريكية فيها، ومع هذا التوتر الجديد، من المتوقع أن تعزز كوريا الشمالية من تجاربها الصاروخية، وربما ستكشف الأشهر القادمة عن جزء من التطور النووي الذي تمتلكه كوريا الشمالية.

أعلنت وسائل إعلامية رسمية في كوريا الشمالية، عن إزاحة ثاني أقوى مسؤول عسكري فيها باك جونغ تشون عن منصبه كنائب لرئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم وسكرتير اللجنة المركزية للحزب

وفي سياق منفصل، أعلنت وسائل إعلامية رسمية في كوريا الشمالية، عن إزاحة ثاني أقوى مسؤول عسكري فيها باك جونغ تشون عن منصبه كنائب لرئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم وسكرتير اللجنة المركزية للحزب، ليحل مكانه ري يونغ جيل، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون نحو تسريع وتيرة تطوير الصواريخ الباليستية والترسانة النووية.