30-يونيو-2019

سواريز يبكي ركلة الجزاء التي أهدرها وتسببت بخروج الأوروغواي من البطولة (Getty)

حقّقت البيرو أقوى مفاجآت بطولة كوبا أمريكا، عندما أطاحت بالأوروغواي في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح، إثر انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي دون أهداف، بذلك ستواجه البيرو فريق تشيلي في نصف نهائي المسابقة، هذه الأخيرة بلغت مربّع الكبار بعد تفوّقها على كولومبيا بركلات الترجيح، ركلات الحظّ نفسها كانت سببًا لبلوغ البرازيل نصف النهائي، والذي ستواجه به الأرجنتين المتفوّقة على فنزويلا بهدفين دون رد.

بدأت البيرو مشاركتها في البطولة بتعادل خاسر مع فنزويلا دون أهداف، لأن الفريق الخصم لعب بعشرة لاعبين في الشوط الثاني، ففرّط رفاق غوريرو بنقطتين ثمينتين، قبل أن يحقّقوا فوزهم الأوّل والوحيد في هذه البطولة حتّى الآن على حساب بوليفيا بثلاثية لهدف، إلى أن تعرّض الفريق لهزيمة قاسية أمام أصحاب الأرض بخماسيّة نظيفة، هزيمة هدّدت كرسي الفريق في دور الثمانية، لأنّه احتلّ المركز الثالث في المجموعة، ومعادلة أفضل ثوالث سيخرج منها خاسرًا إن جمع منافسوه عدد النقاط نفسه، وذلك بسبب خماسيّة البرازيل التاريخية. لكنّ ذلك لم يحدث، ولم يستطع أحد من المجموعتين المتبقّيتين أن يحصد 4 نقاط، فضمنت البيرو الوصول إلى دور الثمانية علّها تعوّض خيبة البرازيل.

وصلت البيرو إلى نصف نهائي كوبا أمريكا رغم فشل لاعبيها بتسديد أي كرة على مرمى الأوروغواي

من جهتها قدّمت الأوروغواي نفسها في دور المجموعات كأحد أبرز المرشّحين لنيل اللقب، فتصدّرت مجموعتها بسبع نقاط نالتها بتعادل مع اليابان بهدفين لكل فريق، وفوز كبير على الإكوادور برباعية نظيفة، وانتصار آخر على تشيلي في لقاء حسم صدارة المجموعة. المفارقة هنا أنّ المواجهة الأخيرة كانت لتجنّب مواجهة كولومبيا القويّة واللعب ضدّ البيرو في دور الثمانية، خسرت تشيلي اللقاء بهدف وحيد لكافاني، ولعبت ضد كولومبيا وتفوّقت عليها، وخرجت الأوروغواي أمام البيرو.

اقرأ/ي أيضًا: كولومبيا تودّع كوبا أمريكا بشباك نظيفة.. والأرجنتين تضرب موعدًا مع البرازيل

دخل رفاق سواريز المباراة برغبة جامحة لتسجيل أكثر من هدف ينهون بها اللقاء مبكّرًا، فالفريق يمتلك كوكبة من النجوم في خطوطهم الثلاثة، ففي الدفاع هناك الصخرة دييغو غودين إضافة إلى كاسيريس وخيمينيز وغونزاليس، وأبرز من اعتمد عليه الفريق في خطّ الوسط النجم بينتاكور، ومن أمامه هجوم مرعب يقوده سواريز وكافاني، وخلف هذا الفريق حارس متألّق وخبير اسمه فيرناندو موسليرا. نجوم كهؤلاء باستطاعتهم التفكير بأبعد من لقاء البيرو، فهم أتوا للبرازيل من أجل نيل اللقب السادس عشر في تاريخهم، يعززون من خلاله الرقم القياسي المسجّل باسمهم كأكثر منتخب حاز على كوبا أمريكا، بالمقابل لا يحوي المنتخب البيروفي سوى نجمين معروفين عالميًا وهما فارفان وغوريرو، الأوّل لن يشارك في اللقاء بسبب الإصابة. الأمور محسومة للأوروغواي من كلّ النواحي، أو هكذا ظنّ الكثيرون.

مع بداية المباراة أربك الثنائي سواريز وكافاني دفاع البيرو بتحرّكاتهم السريعة وتسديداتهم الخطرة، وهدر كافاني بغرابة شديدة كرة لا تعوّض من أمام المرمى الخالي، فيما جرّب سواريز حظّه في التسديد بأكثر من مناسبة، لكنّ تألّق الحارس بيدرو جاليسي حال دون وصول الكرة للشباك. وعندما فشل في منع الكرة لمرّتين في الشوط الأوّل، تدخّل الحكم ملغيًا الهدف بعد اللجوء لتقنية الفيديو، وذلك بسبب حالتي تسلّل. وسط هذا الضغط اعتمدت البيرو على الدفاع المحكم، ومن ثمّ القيام بهجمات مرتدّة كاد غوريرو أن يستثمر إحداها لولا تدخّل الدفاع الأوروغوياني.

اقرأ/ي أيضًا: عودة المتعة للسامبا.. البرازيل تثأر من البيرو وترضي جماهيرها بخماسية

وفي الشوط الثاني استمرّ نسق المباراة على ما هو في النصف الأوّل، مع ازدياد الضغط الهجومي للأوروغواي وتراجع شبه تام من البيرو للدفاع، واحتفل لويس سواريز بهدف الفوز قبل أن يفسد الحكم البرازيلي فرحته باحتساب ركلة حرّة مباشرة، التسلل ألغى هدف سواريز تبعًا لتقنية الفار، وهو أمر حدث في المباراة ثلاث مرّات، وفي وقت لم تسدّد به البيرو أي كرة على المرمى طيلة اللقاء، واصل الدفاع البيروفي صموده الأسطوري، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي، ويحتكم الفريقان لركلات الحظّ الترجيحية، حيث فشل سواريز في ترجمة ركلة الترجيح الأولى، ونفّذ لاعبو الفريقين ما تبقّى من ركلات بنجاح، فأقصت البيرو الأوروغواي من ربع النهائي ووصلت للدور نصف النهائي للمرّة الثالثة في النسخ الأربعة الأخيرة، علمًا أنّها تأهّلت مرّة واحدة إلى هذا الدور في تسع نسخ سبقتها.

وكان من اللافت في مباريات الدور ربع النهائي من النسخة الحالية لكوبا أمريكا انتهاء ثلاث مباريات بالتعادل السلبي، ما أدى لاحتكام ستة فرق لركلات الترجيح، ومجموع الأهداف المسجّلة في هذا الدور هو اثنين فقط، سجّلتها الأرجنتين في شباك فنزويلا، بينما حظيت النسخ السابقة بعدد أكبر بكثير من هذه الأهداف في الدور ذاته، ففي النسخة السابقة 2016 تم تسجيل 15 هدفًا، و11 هدفًا في النسختين 2015 و2011، فيما تم تسجيل 22 هدفًا بالدور ربع النهائي في نسخة عام 2007.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عودة تاريخية لبطل آسيا.. قطر ترفض الهزيمة في ظهورها الأوّل بكوبا أمريكا

الأرجنتين تعبر دور المجموعات من بوابة قطر بعد أداء مشرّف للعنّابي