11-ديسمبر-2024
الكرملين الأسد

سجادة عليها صورة الرئيس المخلوع بشار الأسد عُثر عليها داخل القصر الجمهوري (رويترز)

كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن الكرملين تحرّك لإنقاذ حليفه الرئيس المخلوع بشار الأسد، بعدما خلص إلى أنه لم يعد بوسعه فعل أي شيء لدعم نظامه. وأضافت أن الكرملين لا يزال تطارده مشاهد الفيديو التي أظهرت التنكيل بجثة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في عام 2011.

وبحسب "بلومبيرغ"، أشار مصدر مقرّب من الكرملين إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالب بمعرفة سبب عدم اكتشاف أجهزة الاستخبارات الروسية التهديد المتزايد لنظام الأسد إلا بعد فوات الأوان. كما نقلت الوكالة الأميركية عن ثلاثة أشخاص مطّلعين على الظروف التي رافقت فرار الأسد، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الكرملين أقنع الأسد بأنه سيخسر المعركة ضد مقاتلي "هيئة تحرير الشام"، وعرض عليه وعلى عائلته ممرًا آمنًا إذا غادر فورًا.

جاء تحرك الكرملين لإنقاذ حليفه الرئيس المخلوع، بشار الأسد، بعدما خلص إلى أنه لم يعد بوسعه أن يفعل أي شيء لدعم نظامه

وقال مصدران لـ"بلومبيرغ" إن عملاء الاستخبارات الروسية نظموا عملية الهروب، ونقلوا رئيس النظام المخلوع جوًا عبر قاعدة حميميم الجوية شرق مدينة اللاذقية. فيما أشار أحد المصدرين إلى أنه تم إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة لتجنب تعقبها. ولفتت الوكالة إلى أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لم يرد فورًا على طلب للتعليق، في وقت لم يتحدث فيه بوتين علنًا بعد عن سقوط النظام السوري.

من جانبه، يرى رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو، رسلان بوخوف، أن ما حدث محاولة للحد من الأضرار، معتبرًا أنه من المنطقي للغاية أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام "لأنها تريد تجنّب حمام دم يلقى فيه الأسد نفس مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أو مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي أُعدم شنقًا عام 2006 بعد محاكمته".

وأشار أحد المصادر إلى أن القوات الروسية قصفت مقاتلي المعارضة عندما أطلقت عملية "ردع العدوان" في محاولة لدحرهم وتعزيز قوات الأسد. لكن مع عدم إبداء هذه القوات أي مقاومة تُذكر عندما سيطرت فصائل المعارضة على مدينة حماة بعد أيام من سيطرتها على حلب، خلصت روسيا إلى أنها لا تستطيع حماية نظام الأسد بينما كانت فصائل المعارضة تتقدم نحو مدينة حمص الاستراتيجية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قد قال لشبكة "NBC News" الأميركية إن الأسد في مكان "آمن"، مضيفًا أن "هذا يظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي"، لافتًا إلى أنه لن يوضح "ما حدث وكيف تم حل الأمر". وعندما سئل عما إذا كانت موسكو ستسلم الأسد ليمثل أمام المحاكمة، أجاب الدبلوماسي الروسي بأن الكرملين "ليس طرفًا في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية".