27-أبريل-2017

من احتجاجات سابقة لصحفيين يمنيين (صورة أرشيفية/خالد فزاع/أ.ف.ب)

"لم يسبق أن كانت حرية الصحافة مهدَّدة كما هي اليوم في عالمنا". هكذا بدأت منظمة "مراسلون بلا حدود" أمس، الأربعاء، تقريرها الدولي لعام 2017 عن تراجع أوضاع المهنة، التي تمثل السلطة الرابعة في العالم أجمعْ، خاصة مع وصول دونالد ترامب إلى رأس الحكم في الولايات المتحدة، لتنضم إلى الدول التي أصبح وضع الصحافة بها مهدَّدًا إلى جانب 72 دولة (من أصل 180 شملها الإحصاء)، وضع الصحافة بها "خطير للغاية".

بالنسبة إلى "مراسلون بلا حدود"، شكل وصول ترامب إلى الحكم وضعًا معاديًا للصحافة ومحرّضًا على العنف ضد الصحفيين

يغطي أغلب خريطة العالم، التي أعدّتها "مراسلون بلا حدود"، اللون الأحمر في إشارة إلى أن الوضع صعب، فيما اكتسى الشرق الأوسط بالأسود (خطير للغاية)، وهناك خمسون دولة فقط تتمتع فيها الصحافة بالحرية، تبدأ بأمريكا الشمالية وبعض دول أوروبا وأستراليا وتنتهي بجنوب إفريقيا.

اقرأ/ي أيضًا: الصحافة الإلكترونية المغربية..فوضى أم حرية تعبير؟

وبالنسبة إلى "مراسلون بلا حدود"، شكل وصول ترامب إلى الحكم ونية المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وضعًا معاديًا للصحافة ومحرّضًا على العنف ضد الصحفيين، الأمر الذي قد يؤدي، قريبًا، إلى "مظاهر تضليل، وأخبار مزيّفة في خدمة الرجل القوي، المستبد".

الصحافة في العالم كله تعاني تحت رحمة "الحاكم القوي"، وخاصة الشرق الأوسط، الذي شهد تراجعًا، وفق تقرير "مراسلون بلا حدود"، عن العام الماضي، فحافظت سوريا على المركز 177 في الترتيب من أصل 180 دولة، واستقرّت السودان في المركز الـ174، وتراجعت السعودية بثلاث درجات لتصبح الـ168 عالميًا بفضل عقوبة الجلد، التي لا تزال مطبَّقة بصرامة ووحشية، والحكم بالسجن عشر سنوات على المدوّن رائف بدوي.

ورغم وصف اليمن في التقرير بـ"أصعب وأخطر منطقة في العالم لممارسة الصحافة"، فإنها تحسَّنت بالترتيب أربع درجات لتحتل المركز 166 عالميًا.

وتراجعت مصر في مؤشّر حرية الصحافة من المرتبة لتصل إلى المرتبة 161، وانضمت إلى قائمة جانبية تعرف بـ"سجون الصحفيين" بمشاركة البحرين، وسوريا، وتركمانستان، وتعتبر الدول التي تحلّ بالقائمة "الأكثر فتكًا بحياة الصحفيين".

تراجعت مصر في مؤشّر حرية الصحافة بمنزلتين، وانضمت إلى قائمة تعرف بـ"سجون الصحفيين" بمشاركة البحرين، وسوريا، وتركمانستان

بقى العراق، رغم بقايا الحرب، في المركز 158 عالميًا، بينما تراجعت الأردن ثلاث درجات لتستقرّ في المركز 138، مسجلًا تراجعًا في مؤشر حرية الصحافة، ودوّن التقرير عن المملكة أنها "خطر أكثر من أي وقت، فيوجد قيود مفروضة على الصحفيين، من بينها أن يكونوا تابعين لنقابة الصحفيين الأردنيين، الخاضعة لسيطرة الدولة"، وهو الأمر الذي تشترك فيه الأردن مع مصر.

اقرأ/ي أيضًا: فوضى المواقع الإلكترونية في موريتانيا

وبينما تراجعت فلسطين ثلاث نقاط لتصل إلى المركز 134 عالميًا، سجّلت الجزائر تراجعًا بخمس درجات، وحلّ المغرب في المركز 133 بعدما كان الـ135، ويشترك الأربعة في "عدم القدرة على تناول عدد من المواضيع التي تعتبر تابوهات، كما إنها تعتقل الصحفيين والمدوّنين، ففي الجزائر وحدها اعتقل 4 مدونين، ومات الصحفي محمد تامالت في السجن".

تراجع لبنان بسبب الصحافة الموجّهة، طبقًا لوجهة المموّل، إلى المركز الـ99 عالميًا، بعدما كان 98، فلم تهتزّ هزة كبيرة.. تهبط بها إلى أسفل.

ورغم هبوط موريتانيا سبعة مراكز لتصل إلى المرتبة الـ55 عالميًا بعدما سجّلت في مؤشر حرية الصحافة لعام 2016 المركز 48، حافظت على زعامة العرب صحفيًا، فظلّت في المركز الأول، الذي تحافظ عليه منذ 2014، رغم أن منظمة مراسلون بلا حدود تعتبرها دولة إفريقية ولا تصنفها ضمن الدول العربية، ولذلك تعلن أن تونس تحتل المرتبة الأولى عربيًا في تصنيفها من خلال احتلالها المرتبة 97 عالميًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آنا بوليتكوفسكايا واغتيال الصحافة الحرّة في روسيا

الصحافة في مصر : تهمة كافية!