16-نوفمبر-2017

إدوار شهدا/ سوريا

حين قلت له:

سيكون مجيئي مزدحمًا بالفراشات

زرع قلبه قنديلًا في محطة الانتظار.

 

يكفيني أن قرأتك في أحلك الليالي

قرأت هبوب الريح في مراثيك

إلى أن تخلّعت أبواب العتم.

يكفيني

أن ضحكتك فتحتْ لي شراع البحر

ويكفيني جدًا

أن تحبني.

 

يغريني صوتك..

أن أكون له الصدى

انتظر..

فقلبي يعدّ لك

فردوسك المشتهى..

انتظر..

عزائي أن في الغيمات ماء

والأرض عطشى

 

هل أخبرتك...؟

كيف نسيت الأرض لون الحرب

وصار للغابة ضحكة.. أطلقنا عليها

اسم موسيقى..

حدث حين

كنتُ أشي لك بأسرار قلبي كل يوم

وكنتَ تأكل كلماتي..

وترمي بذورها على طريق الفجر

قرب حديقة منزلنا الخلفية

بعد مئة قصيدة ووصية واحدة للبحر

صار للبحيرة خصر تنبت منه

النجوم

وحدث أن

تركت الغابة مهمتها في حراسة

صغار الذئاب

لتصير مغنية.

 

الشجرة التي

جلست قربي البارحة في مقهى الوحيدين

اشتاقتك

وتقمصتني..

 

أكنتَ تزرعني فيك

لأنمو..

في مساكب احتضارك؟

 

يا ليتني الغياب..

لتحضر فيَّ

وأكونك..

كلانا غارق في طين الذاكرة..

كلانا يقول للموت ابتعد قليلًا

ريثما أنتهي من هذا العناق.

قد يكون قلبي هشًا، لكنه عنيد

يبقى متمسكًا بحواف الحياة الحادة

ولأن الوقت سيّاف الفرح

وقاطع رؤوس الضحكات النابتة

كان عليّ أن أسبقه بخطوة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تدريبات البحر

خلف جنازةٍ لا تعرفُ صاحبها