14-مارس-2022
Chu Hing-Wah

لوحة لـ تشو هينغ واه/ الصين

على مرأى من عين التنين

 

أبيع بصوتي وأكتب بنبرتي. جاءت سيارة بطيخ مرة إلى السوق وظنها الزبائن لجدي فنادوه.

ولم تكن السيارة بحمولتها لنا إنما لتاجر آخر،

لكن الحماسة أخذت جدي وخرج ليفتتح المزاد على حمولتها

ولما اكتشف أنها ليست له عاد إلى مكتبه كمن يعرف أن زمانه انتهى!

وللحقيقة كنت أخاف أن أتعرض لموقف مثل هذا

وأن أترك صوتي مكشوفًا يلعلع في الريح وللريح

لكن عشر سنوات طويلة مثل هذه علمتي كيف أبلغ بصوتي قمته وأخفي خوفي.

من يستطيع أن يزاحمني فليفعل ومن يريد أن يرد بضاعتي إليّ فليردها الآن

ومن باستطاعته قطع يدي الطويلة ها أنا ذا أمامه، ودائمًا أتواجد في الساحة.

لا أحد يستطيع قطع يدي التي تكتب وإسكات صوتي الذي يلعلع في الريح وللريح.

هذه نبرتي التي نحتتها في الصخر، هذه نبرتي التي لم تبرأ من الأسى.

في الليل أمشط شعر ابنتي وفي الفجر والريح توشوش بالأغصان أبيع بضاعتي على مرأى من عين التنين

والبيع كله كلمة واحدة. الشراء كله كلمة واحدة!

 

عودة القطار إلى المحطة

 

قلت إن فاكهتي ذابلة لكن لا ولا مرة ذبلت فاكهتي، أُطعمها لحبيبي قبل شروق الشمس.

قلت إن الكلمات فاكهة والجمل صناديق وأنا عتّال في هذه الصنعة.

لا أنا لست كذلك أنا سائق قطار خرج بقطاره عن السكة. يحدث أن يخرج قطار عن السكة

ويحدث لشاعر أن يموت بشكل سيئ. لكن ها هي الكلمات، كلمة كلمة وجملة وجملة

على السطر، مثل قطار يعلن عودته إلى المحطة ها هي يومياتي التي تخبر عني كل شيء

أنا مجرد كاتب يوميات ولا أعرف كم يلزم قطاري من الوقت كي يبلغ أرض القصيدة.

أعرف أنه لا أرض أريد أن أصل إليها

أعرف أنني أقيم في مكاني، من البيت إلى العمل ومن العمل إلى البيت

وأنني أستطيع كلما سمح لي الوقت تدوين ما رأيت.

أمس رأيت جنودا على الأبراج

قبل سنة رأيت طفلًا يلبس شورتًا وبروتيلًا في برد كانون وكان يسرق الأفوكاتو

وبدا مثل الأطفال الذين درسهم غسان كنفاني

زمنَ المخيم

قبل أن يكتب عنهم،

أعني قبل أن يصبحوا قصصًا.

اقرأ/ي أيضًا:
عين العمر

دلالات: