29-أغسطس-2022
لوحة لـ أندريه برازيلير/ فرنسا

لوحة لـ أندريه برازيلير/ فرنسا

جسدي،

خزانة مفتوحة في بيتٍ قديم،

قلبٌ مهترئ

عصفورٌ مقصوص الجناحين

قِطّةٌ عمياء

وحشٌ بلثّةٍ طريّة

صحراء خاوية

وشبه واحة

وأنا، أنا هناك، على رفٍّ صغيرٍ

أحرس غُباري من تنهيدةٍ عابرة.

*

 

أريدُ أن أُمسِكَ بِهذا العَالَم

‏أُخشخِشَهُ بِقوَّةٍ لِـ يَرِنّ..

بِقوَّةٍ أكثرَ

‏حتّى تتكسّرَ كُلُّ هَشاشتِه.

 

أريدُ أن أقولَ لكُلِّ طَير،

أيَّـةُ سماءٍ تُحلِّقُ بها أيُّها الأحمقُ

وصَدرُ الأرضِ يفورُ مِنهُ حليبُ الغَيم.؟!

 

أريدُ أن أردُمَ "حاكورة" بيتنا،

فوقَ سلاحفِ الوقتِ

وهي تمسحُ دعساتِ طفولتي

وقُبلةً بريئةً على درّاقة نازفة.

 

أريدُ أن أضعَ صوتي في جَرّة اللُّغة

وأرمي صَلصالَها صوبَ الأُفُقْ

 

أُريدُ للشمسِ أنْ تَبتَلِعَها لتصرُخَ:

"أنا ابنتكم أيّها الشعراء".

 

أريدُ أنْ أُخبِرَ أنتَ وهيَ وأنتم وأولئِكَ

أن الشجرة التي حَنَتْ قليلًا على النهر

لم تكُنْ منكسرة..

هيَ فقط تَتَفقَّدُ تجاعيدَها على وجهِه.

 

أريدُ أن أمشي وأمشي

وأركضَ مع ظلّ أسبِقُه، يَسبِقُني

خلفَهُ

عليهِ

وأتعثَّرُ بهِ

فقط لأسمعَ ضِحكةَ الله..

 

أريدُ أنْ أُعانِقَ هـذا العالَم..

بِقوَّةٍ أكثرَ

حتّى أسمعَ رَنيني..

*

 

لا يجيء من عبث، ولا ينسلُّ بين مفاصل روحك

ويأخذ الفِكر بأكمله.

لا يجيء من يدٍ وحيدةٍ تنتظر رفيقتها من البعيد

ولا من قلبٍ يتمتم صلواته بفمٍ ملآنٍ بالأماني

 

لا يجيئك من عبث!

حيث يدخل لبّ مصيرك

ويصرخ من داخلك:

أنا الشّكُّ الصّائب، خذني.

دلالات: