31-يوليو-2018

الأمين الساسي/ تونس

المسافات الطويلة مشقة الأجساد الممرغة في بؤسها وهي تسلخ طهارتها، فتخلع جلدها المحنّط وتلتفت إلى جذوة حارقة لتدنو من انفصام مربك.

 

قبالة الوهم، صارت ترتاد الملاهي المسكونة باللوعة والعبث، فتتكدس المفاتن السائبة في غنج، جاثية في أطباق الرغبة المترعة بما طاب من مقبلات الاثارة واللهو.

 

ليس بوسعها ان تنكأ جراحها بين القهقهات المورقة لقصاصات الحظ، ورصّ الوعود الطاعنة في الشهوات والنهايات السعيدة.

 

لقد رتبت بما يليق للمواعيد اللذيذة بطمس الخبر المنتشر سريعا في ساحة الضمير... "نحن أحياء فقط بالحب".

تدور الأشياء في جوقة الزيف لتندلق فلول الغرق

في كؤوس الهرج.

 

تأتي بعدها هستيريا الرقص على أنقاض الموائد الملتحفة لفساتين النساء الممتعضة من لعاب منحرف يفضح تورم جلدها... إنه هوس تنكري، غواية وعهر موسمي يحرر الخلان من ذريعة الحشر في طابور الكبت والحداد على الصور المركبة في غربتها.

 

لقد تسلّلت الدموع فجأة إلى معقل الإباحة

رشقتها بوابل الألفاظ الشبقية 

ثم دثرتها بما تبقى من أصوات ثائرة على مدى التيه والهذيان..

 

كم تذرعت بالخيبة لتلتحق بركب الاندثار دفعة واحدة

بين الكبوة وآخر مشهد للانتحار سجلات الموت في ساحة الحب..

 

شتان بين حزن وهلوسة

بين شهقة وصرخة

يتصدع قلب وينصاع جسد

يتكور جنين الحلم

في رحم السفالة

وتجهض الحواس فوق طين أسود لزج يتسرب عميقًا في فجوة الجحيم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من هو العدو؟

ديريك والكوت: الغريب الذي أحبّكَ