15-نوفمبر-2019

أرتور بوال/ البرتغال

1

‏ولكنهم يرحلون

يرحلون بسرعة

بخفة..

كما لو أنهم جاؤوا

ليدخلوا في منافسة

الأسرع في الرحيل.

 

2

‏ليست كأحد

تلكَ التي أمسكت يدي

وجرّتني بثقةٍ نحو ساحة الرقص

رأيتُها في آخر الحُلم

تقفُ بأنوثتها المُثمرة

مثل شجرة

وتهزُ بجذعها أمام الحقل.

 

3

‏أكتبُ لكِ

ليس لنساءٍ غيركِ أبدًا

ولا لأسباب تخصّ فتنةً غيركِ

أقتربُ منكِ كُل مساءٍ

لأفهم كيف تفقد الرغبة وعيها كل ليلة

وهي تقف أمامكِ وتنظرُ لجسدكِ في المرآة بينما يقيّدهُ الأساور والأقراط وفساتين السهرة

‏متى ستتحررين يا امرأةً من هذا النص؟

متى سأقف أمامكِ لتنظري في مرآتكِ ولو مرة

عاريةً من القيود ومن الأحداث المؤسفة

تتخلصين من ربطة شعركِ

وتمشين حافية متمردةً على كعبك العالي

وترمين أحمر الشفاه على قارعة الشك؟

 

تحرري

تحرري أكثر ...

لأعرف شكل القصيدة.

 

4

‏لا أريد أن أعبر الصباح

أريد أن أظلّ عالقًا فيه

أريد مزيدًا من الأصدقاء

من القهوة

ومن الشِعر

وحبيبة واحدة..

واحدة فقط تقول لي بدهشة: "صباح الخير".

 

5

‏نعم..

شعرت بالأسف على أشياء كثيرة

عيناكِ كانتا تحفظان جيدًا خط العتاب

صدّقيني لم أقصد أن أصاب بنوبة هلع جديدة

لكن أشباحي كثيرة

وخوفي مثل جرمٍ مُستعر

كنتُ وحدي أقف أمام وجهكِ

مثل كوكبٍ مُهمل

وفي كل مرة كنتُ أحاصرهُ بالنسيان

ويغتالني بالندم.

 

6

‏تجلسين عاريةً من الشك

وتطلقين عليّ رصاصتين

الأولى تصيبُني في القلب

والأخرى تصيبُ روحي المتعبة

فتغتالها كما تفعلُ الحربُ بروّادها

‏كم أنتِ جميلة

تجلسين على أنقاض روحي

وتطلقين الضوء كاملًا

لأرى ما تبقى من حيرتي خلف عدسة الكاميرا!

ما الذي يُعزيني بعد أن أصابتني المسافة

وما الذي يجعلني أكثر صبرًا

بعدما صارت دهشتي أمامكِ

كقنابل موقوتة.

 

7

‏ولأنني كائن من ورق

تمزقني الأيدي العابثة

يُربكني صوتُ الريح..

ويُخيفني شكلُ عودُ الثقاب المُهمل في علبة الكبريت!

لأنني كذلك..

ورقة مليئة بالنقاطِ السوداء

تجتاحني الرغبة لأظلَّ محافظًا على فراغٍ منسيٍّ

في داخلي..

لِتخُطَّ إحداهن عليهِ كلمةَ حُب!

 

8

‏تعبت من المواعيد المؤجلة

من الاتصال على أرقام خارج نطاق الخدمة

ومن قضاء وقت طويل

في كتابة رسائل لا تصل لأحد

-فشل في الإرسال كالعادة-

وربما تظل الرسائل معلقة حتى تتلاشى في العدم

مجرد وقت ضائع وينتهي أمرك بخيبات جديدة تُضاف إلى رفوف تجاربك الهشة

لستُ أحمقَ

ولكنها مسألة تعاسة!

 

9

‏لامرأةٍ نائمة في العُزلة

على سريرٍ يتسعُ لقلبين وجسد

تتحسسُ جسدها الناعم

لتواسي نفسها بالحُب

لامرأةٍ تعلم

كيف يمارسُ الجنون

على رصيف المفردات

وكيف يمكنُ للموت

أن ينقذ جسدين يتلقفهما الريحُ

برغباته المُشتعلة

لامرأةٍ تنامُ جيدًا

لتقتل التعب

هناك سؤال واحد

أما آن لها أن تستريح!؟

 

10

‏كيف جئتِ بي من الخاتمة

وألقيتِ بي إلى أول السطر!

هل كُنتِ بين ثنايا الخيال

تنتظرينَ شابًا مثلي

يأتيكِ كالبحر

ليخطفَ قلبكِ بأربعة أحرف!

 

11

امرأةٌ مثلكِ

يُعجبها المجاز

ويفصل بيني وبينها الغفلة

على سريرها البارد

لا يمكن أن تنتهي من حاجتها للدفء

وتستعد للنهوض بثياب النوم

في لحظة

اتفقنا فيها معًا

أنها لا تصلحُ إلا لكتابة قصيدة طائشة

وممنوعة من النشر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من فحيح الحرب

موتى حالفهم الحظ