06-أكتوبر-2017

الفلاكا جيل متطور من القات ( Flickr)

على الإنسان أن يتحاشى من الآن فصاعدًا ما يتم تخيله وتصوره في الأفلام، ذلك أن الأشخاص الزومبي تحولوا إلى حقيقة وصلت إلى كل العالم. إذ ظهرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى يوتيوب مقاطع مصورة لأشخاص يتصرفون بطريقة غير طبيعية، أحدهم يضرب رأسه بكل قوة في اتجاه حافلة، وأخرى مستلقية على بطنها في شاحنة صغيرة تهلوس بكلمات غريبة، وآخر يصيب نفسه ويتمشى عاريًا في الشارع، وثانية غير قادرة على السيطرة على تحركاتها. السر يكمن في عقار فلاكا Flaca، وهي كلمة إسبانية تعني "الجميلة النحيفة" أو الـflakka وهو الحصى.

يعتبر باحثون أن الفلاكا هي الجيل المتطور من القات، وهي مادة أكثر قوة وخطورة وتم إدراجها ضمن المواد المحظورة في عديد البلدان

المعهد الوطني المختص بأبحاث تعاطي المخدرات، وهو معهد أمريكي حكومي، تحدث عن أصل المادة وهي منبه اصطناعي من صنف الكاثينون، أو المعروف باسم "أملاح الاستحمام" وهي مادة توجد في شجرة القات. أما تركيب الفلاكا كمخدر فهو مكون من مادة يتم تصنيعها على شكل كبسولات في الصين. أحد الباحثين على موقع لايف ساينس ذكر أن "الفلاكا هي الجيل المتطور من القات الذي لطالما مضغه الناس لقرون، المادة أكثر قوة وخطورة وتم إدراجها ضمن المواد المحظورة من قبل إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2014".

اقرأ/ي أيضًا: من القات اليمني إلى حبوب الهلوسة العربية

أعراض الفلاكا.. هلوسات وبارانويا وفشل في القلب

يؤدي الفلاكا إلى الإصابة بالهلوسة والبارانويا، حيث يشعر الشخص أن هناك من يطارده ليقتله، الأمر الذي يدفعه إلى التصرف بغرابة

الخطير في الفلاكا هو أنه مثل الكوكايين، يحفز العناصر الكيميائية في الدماغ التي تعطي الشعور الجيد بالاسترخاء، ولكن هذا العقار يمنع خلايا الدماغ من امتصاص هذه المواد الكيميائية، مما يجعل أثره يطول لفترة لا يمكن توقعها، ويؤدي إلى الإصابة بالهلوسة والبارانويا، حيث يشعر الشخص المتعاطي أن هناك من يطارده ليقتله، هذا بخلاف ما يطن في رأسه من أصوات متخيلة، الأمر الذي يدفعه إلى التصرف بغرابة كالزومبي، وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانتحار، كما تؤدي الجرعة الزائدة منه إلى إحداث جروح مختلفة في الجسم بسبب إيذاء المتعاطي لنفسه،  كما تسبب الفلاكا فشلًا في القلب.

والخطورة الكبرى في الدواء تكمن في الشخص الذي يتحول إليه المتعاطي عند تناوله للمخدر، فهو يغيبه تمامًا عن الواقع، فلا يشعر بالألم. العقار يمكن تعاطيه من خلال الحقن أو التدخين أو الاستنشاق.

اقرأ/ي أيضًا: قصص مؤلمة من عالم المخدرات

هل تم حظر العقار عالميًا؟

مادة ألفا-بايروليدينوبنتيوفينون، المكونة الأساسية للفلاكا، هي المادة رقم واحد من محظورات المخدرات في المكسيك، وفي 28 كانون الثاني/ يناير عام 2014 حظرته الولايات المتحدة الأمريكية، ولحقتها في العام التالي الصين، التي لا تزال تسمح بتداوله لأغراض البحث العلمي وتمنع تعاطيه، وكانت إيطاليا قد سبقت الجميع بحظره في العام 2012.

أسعار زهيدة تساعد في انتشار "سم" الفلاكا

يذكر موقع ياهو أن الفلاكا مخدرات زهيدة الثمن، ومن السهل الحصول عليها، حيث يقوم تجارها بطلبها من خلال البريد أو عن طريق الإنترنت، وبينما يباع الكيلوجرام الواحد منها في شوارع أمريكا بمبالغ ضخمة، يمكن شراؤها عن طريق الصين من الانترنت بـ1500 دولار للكيلو الواحد منه فقط.

وتحاول السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية تعقب هذه التجارة، ولكن الأمر صعب للغاية، لأن الصين لم تحظر تداوله إلا في حالات التعاطي فقط، بينما ناقشت الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إدارة أوباما، منع تداوله في الصين بشكل تام، دون أن تصل المداولات إلى قرارات حاسمة.

وعلى الرغم من وجود العقار نفسه منذ عدة سنوات، إلا أنه عاد مرة أخرى للظهور في الواجهة بعد ارتفاع نسبة العينات التي تشير إلى تعاطيه بين المدمنين مؤخرًا، حسب إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة، كما وارتفعت أيضًا حالات الوفاة الناتجة عن تعاطيه.

الفلاكا، المخدر المرعب الذي تم حظره بالفعل في عدة دول حول العالم، لا تزال حملات التوعية بمخاطره محدودة في منطقتنا العربية، التي ليست بمنأى عن انتشاره فيها، وإن كان غير واضح بشكل جلي حاليًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عصر المخدرات الذهبي في مصر.. طرائف من بدايات القرن الماضي

إنفوغراف: المخدرات في مصر.. أرقام مرعبة