30-يونيو-2017

إحدى لقطات مسلسل الزيبق (فيسبوك)

معشوق النساء، الوسيم الذي ترتمي تحت قدميه الجميلات، فتلك الفتاة تتمنى نظرة وهذه السيدة تنتظر ابتسامة عابرة لتقع أسيرة في هواه، الرجل الذي هزم الجميع ولم تهزمه امرأة! هكذا تحاول دائمًا المخابرات المصرية أن تنقل الصورة عن رجالها وجواسيسها، من خلال الأعمال الدرامية التي تظهر بين الحين والآخر، لتتكون هذه الصورة في شكل نمطي ومألوف. قد يكون من الواقعي وجود جاسوس مصري في زمن ومكان ما، كان وسيمًا وجذابًا للنساء ولكن أن تكون النسبة الغالبة من الجواسيس حاملة لشعار "معشوق النساء"، فيعد مثيرًا للريبة والشك.

لا أحد يعرف السر في تكرار أسطورة جيمس بوند، كجاسوس وسيم، وتطبيقها على الواقع المصري، لتصبح عاملًا مشتركًا في الدراما المصرية

آخر ما قدم على نفس المنوال، كان مسلسل "الزيبق" الذي بث عبر عدد من القنوات المصرية والعربية خلال رمضان الماضي، ويدور حول شاب مصري تم تجنيده في المخابرات المصرية للقيام بعملية مخابراتية، ولا أحد يعرف السر في تكرار أسطورة جيمس بوند، كجاسوس وسيم، وتطبيقها على الواقع المصري، لتصبح جاذبية الجاسوس المصري عاملًا مشتركًا وعمودًا رئيسيًا في أغلب الأعمال المصرية.

اقرأ/ي أيضًا: القضية الفلسطينية في السينما المصرية..سؤال التطبيع والالتزام

"الزيبق".. آخر العنقود 

كريم عبد العزيز بطل المسلسل وخلال 30 حلقة، تعلقت به سبع سيدات في المسلسل، هن سارة (كارمن لبس) ومريم (كارمن بصيبص) وخديجة الدمنهوري (إلهام عبد البديع)، وهنادي سكرتيرة الشركة التي يعمل بها، وفتاة في محل لعب أطفال أحبته من النظرة الأولى، و جاسوسة إسرائيلية في مصر تمتلك مركزًا للتدليك، أعجبت به لتصويره في أوضاع مخلة، ومن قبل أحبته زوجته، وتبقى من نساء المسلسل ممن لم يقعن في شراكه أمه وأخته وزوجة الضابط. ومسلسل الزيبق من بطولة عدد من الممثلين المصريين واللبنانيين من بينهم شريف منير ومحمد شاهين وكارمن لبس وفادي إبراهيم وكارمن بصيص وريهام عبدالغفور.

وتدور أحداث مسلسل الزيبق في سنة 1998، حول شاب يدعى عمر صلاح الدين طه (كريم عبدالعزيز)، يعمل فني كاميرات، تجنده المخابرات المصرية للعمل على اختراق شبكة تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي وتتخذ من اليونان مقرًا لها. ويبدو أن وائل عبدالله الذي كان المخرج والسيناريست وكذلك كاتب الحوار بالمشاركة مع وليد يوسف، لم يلتفت للكثير من الأخطاء المتعلقة بأجهزة ومعدات وسيارات لم يكن لها وجود في العام 1998 وكذلك لقطات عن احتفال المصريين ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في بوركينا فاسو بقمصان لم تكن موجودة في تلك الفترة، بالإضافة للملابس غير الملائمة لنفس الفترة من الأساس. وبالرغم من الأخطاء المحورية إلا أن العمود الرئيسي للفيلم كان عشق النساء لعميل المخابرات المصرية و"الذكاء الخارق الذي حصل عليه البطل"، بعد تدريبه عدة أيام فقط، ومن المقرر أن يتم تصوير الجزء الثاني من المسلسل.

اقرأ/ي أيضًا: محمود عبد العزيز.. في محبة الرجل الجميل

تصريح المخابرات ضروري

الأعمال الدرامية المتعلقة بملفات المخابرات المصرية تحصل على إذن رسمي من جهاز المخابرات ومراجعة لكل المشاهد والسيناريو قبل العرض

يعد مسلسل "الزيبق" العمل الأول عن ملفات المخابرات المصرية منذ ست سنوات، وكانت آخر المسلسلات حول هذه الملفات مسلسل "عابد كرمان" عن شاب من عرب 1948 قامت المخابرات المصرية بتجنيده. يذكر أن الأعمال الدرامية المتعلقة بملفات المخابرات المصرية يجب أن تحصل على إذن رسمي من جهاز المخابرات ومراجعة دقيقة لكل المشاهد والسيناريو، حتى يسمح بالعرض ويمكن تعطيل المسلسل إن لم يتوافق مع رغبة الجهاز، كما حدث مع مسلسل "عابد كرمان"، الذي توقف عرضه لنحو عام وتم تعديل التصوير والسيناريو بعد رفض المخابرات ظهور "موشي ديان"، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق على شاشة التلفزيون، وكذلك طلب تغيير اسم المسلسل من "كنت صديق ديان" إلى "عابد كرمان".

وكان الصحافي المصري المعروف محمد حسنين هيكل قد شكك سابقًا في حقيقة القصص التي تدور حول عمليات تفوق المخابرات المصرية والتي عادة ما تنهل منها الأعمال الدرامية. وفي ذات السياق، قال هيكل في 2009، إن المخابرات المصرية لم تمتلك جاسوسًا ذا قيمة داخل إسرائيل، وأن من تم الحديث عنهم في الأفلام والمسلسلات الدرامية، لم يكن لهم شأن يذكر.

الأسطورة تكتمل ونادية الجندي تنافس

من الأعمال التلفزيونية التي ظهر فيها رجال مخابرات مصريون معشوقون من نساء كثيرات، المسلسل الأشهر للجاسوس "رأفت الهجان"، والذي قام ببطولته محمود عبد العزيز عن قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال، وتدور أحداث المسلسل حول عملية تجسس يقوم بها جاسوس مصري من الداخل الإسرائيلي، وخلال حلقات المسلسل ارتبط محمود عبدالعزيز بمعظم الممثلات ومن هؤلاء يسرا (هيلين سمحون)، وتيسير فهمي (سارة اليهودية)، وعلا رامي (ماجي شارل سمحون)، وإيمان الطوخي (إستر بولونيسكي)، وسماح أنور(حنا بلومبرج). كان عبدالعزيز الجاسوس المحبوب أيضًا عندما قام بالتمثيل في فيلم "إعدام ميت"، ليس عن قصة حقيقة، وأدى دور جاسوس مصري استطاع خلال المسلسل إيقاع ليلى علوي في حبه.

وفي مسلسل "دموع في عيون وقحة"، وهو يسرد سيرة الجاسوس المصري جمعة الشوان الذي أدى فيه عادل إمام دور البطولة، استطاع الجاسوس كالعادة أن يلفت إليه النساء وأحبته زوجته (معالي زايد)، وكذلك جوجو (مشيرة إسماعيل).

ويتشابه مسلسل الزيبق والهجان وغيرها من المسلسلات مع "العميل 1001"، الذي لعب دور البطولة فيه مصطفى شعبان، وتدور أحداثه حول جاسوس مصري، يدعى "عمرو طلبة" زرعته المخابرات المصرية وسط المجتمع الإسرائيلي وتم تجنيده داخل الجيش الإسرائيلي، وخلال أحداث المسلسل أحبته كل من نيللي كريم (مها حبيبته)، وريهام عبد الغفور (راشيل)، ونور (هايدي)، ومن الملاحظ أن مصطفي شعبان اعتقد في نفسه أنه معشوق النساء بعد ذلك، ليظهر من بعده كرجل مزواج متعدد العلاقات النسائية في عدد من أعماله المعروفة.

وكما استطاع الممثل المصري جذب انتباه النساء إليه خلال تمثيل أدوار الجاسوسية، استطاعت الفنانة نادية الجندي أن تدخل الصراع كسيدة، وأدت عددًا من الأفلام، لم تكن عن قصة حقيقة، لأدوار تجسس تقوم بها لصالح المخابرات المصرية من بينها فيلم "مهمة في تل أبيب"، وفيلم "48 ساعة في إسرائيل"، واستطاعت خلال الفيلمين الإيقاع بعدد كبير من ضباط المخابرات الإسرائيلية عن طريق الإغراء. وتؤدي خلال الأفلام، في فكرة واحدة ونمطية، عدة رقصات، فيشرب الضابط الخمر وتصور هي الأوراق المهمة وترسل المعلومات إلى مصر، ثم تعذب لكنها تظهر قبل النهاية وقد وصلت مصر في أمان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فلسطين والسينما المصرية.. حضور نادر

الدراما السورية منشغلة بالتطرف