13-فبراير-2023
لوحة لعصمت داوستاشي

لوحة لـ عصمت داوستاشي/ مصر

طرقوا عليّ الباب وأخذوني منِك

 

لا أعرف كيف صرتِ المسافة وأعطيتِ الزمن تعريفًا آخر، مثل أن أقول

أن سائقًا قطع المسافة في حمولته من حيفا إلى نابلس وأنا أجلس على الكرسي نفسه لساعات،

أو أن غزالة قطعت التلال وأنا جالس على ركبتي أبحث عنها.

أفترض أنكِ غرفة صغيرة وأنني أجلس على كرسي في الزاوية أنتظر خروج

الغزالة من بين الأشجار ووصول السائق من حيفا. لكن ما لا تعرفيه

أن السائق قطع المسافة بين نابلس وحيفا ألف مرة، وأن الغزالة تخرج كل يوم من بين الأشجار

وتومئ لي، وأن ما أقصده بالضبط أن الزمن هو الزمن لكنه يمر معك بالعرض البطيء

كأنني أنا السائق وفي الطريق كلما وصلت إلى التلال جنوب نابلس،

تخرج الغزالة وتحييني، أو كأن عينكِ المسافة.

والغريب أن هذا يحدث في الصحو كما لو أنه حقيقة فعلًا مع أن ثلاثة عمال

وثلاثة زبائن طرقوا عليّ الباب وأخذوني منكِ، وإلا كيف تفسرين أنك في كل زمان ومكان

حتى أنني بت أخاف النوم لئلا أراك.

 

يأسُ الشجاعة

 

ماذا على جميل بثينة أن يفعل كي يخطف من الحرب أفقًا؟

يستمر في الهجوم. لكن ما مقدار الشجاعة الذي يحتاجها رجلٌ لإخبار حبيبته

أنه وفيما مضى تعرض للاغتصاب ويستمر في الهجوم؟

أعرف واحدًا لزمه عشرين سنة كي يخبر زوجته بالحقيقة.

أعرف واحدًا كان يشتري العشاق ويذهب بهم إلى البيت!

حروب العاطفيين خسرانة، لا ميمنة ولا ميسرة ولا قلب هجوم

رجل يداوي جراحه بجرح آخر، وامرأة تداوي جراحها بالإهمال

الشجاعة تأتي من الأبواب الجانبية، في الكلمات التي ظلت تؤمن بوجود بثينة

في الكلمات التي نكتبها ولا نقولها، مثل القصائد والرسائل

وكنت سأقول إن كل قصيدة هي رسالة لبثينة تأخرت،

لكنني تذكرت أحمد رامي وأم كلثوم فانتبهت إلى تفاهة القصة ويأس الشجاعة.

كأنّ القصيدة حوار يتجانس مع بثينة

أو كأنها حوار يتجانس مع الفكرة فخليتُ بثينة في حالها.

حين تضغط الشفة العليا على السفلى، تظهر العقد الناتئة

وتأتيني بثينة مثل امرأة بالدانتيل، بلا سروال داخلي تتجول في المنزل!

هل سيعاقبني الله على هذه الصورة الفاضحة وتكرهني بثينة؟

نولد ولا تعرف اليد كيف يصير حريق الشجرة أجمل من الشجرة

نولد وكل واحد منا يحمل ماضي أمه وأبيه!