07-ديسمبر-2015

درعا (الأناضول)

تعاني الجامعات السورية تدهورًا ملحوظًا في المستوى التعليمي، نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد والتدخل الأمني في معظمها، فضلًا عن التجاوزات العديدة التي أدت إلى ذلك، ومنها كليات مدينة درعا التابعة لجامعة دمشق، والتي جرى تأسيسها قبل عدة سنوات وتضم كليات: التربية والحقوق والاقتصاد والطب البيطري والآداب والعلوم بالإضافة إلى معاهد متوسطة عدة.

تحولت معظم مباني كليات درعا إلى ثكنات عسكرية وألغيت الدراسة في بعض الأقسام مثل قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب

تعاني كليات فرع جامعة دمشق في محافظة درعا ضغطًا شديدًا في الأماكن المخصصة للطلاب، فالمقار الموجودة في مدينة درعا لم تعد تستوعب طلاب كل الكليات، باعتبار أن البناء الذي كان مستثمرًا لمصلحة طلاب كليتي الآداب والعلوم في المزيريب، لم يعد صالحًا بسبب ظروف الحرب. كما تعاني هذه الكليات من نقص في عدد المعلمين والأساتذة رغم أن عدد الطلبة الإجمالي يتعدى الثلاثة عشر ألفًا، لكن عمليًا لا تستطيع المباني المتوفرة حاليًا استيعاب أكثر من خمسة آلاف طالب.

وكان الطلبة منذ سنوات يأملون في افتتاح كليات أخرى جديدة في المنطقة تؤسس لافتتاح جامعة في محافظة درعا، تكون مستقلة عن جامعة دمشق كما هو الحال في محافظات أخرى، لكن ما آلت إليه الأمور من نقص في الأبنية المتاحة وعدم إيجاد أبنية بديلة مع تراجع أعداد الأساتذة وقصر المسابقات والمناظرات عن ترميمه ورفده بالعدد الكافي لسدّ الحاجة مما بدد تلك الآمال بسرعة.

وفي ظل ارتفاع نسب التسرب في كليات مدينة درعا التابعة لجامعة دمشق، تتزايد المخاوف عند الطلبة أثناء العام الدراسي الحالي، بسبب تحول معظم أبنية الجامعات إلى ثكنات عسكرية وإلغاء الدراسة في بعض الأقسام مثل قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب، وتذبذب حصص التدريس في معظم الكليات بسبب فقدان الكادر التدريسي، مما أدى إلى انخفاض المستوى التعليمي في الكليات. كما سيطرت الأجهزة الأمنية على بعض الأبنية وساهمت كل هذه العوامل في هجرة المئات من الطلاب وتركهم الدراسة الجامعية.

وفي ظل هذه الأوضاع الاستثنائية، سيطر اتحاد الطلبة والمقربون من الأمن على كل شيء داخل الجامعات وصار صوت طلاب الجامعة مغيبًا في كليات مدينة درعا. وكانت الكليات قد شهدت حراكًا طلابيًا نشيطًا في العام 2011 عبر تظاهرات وإضرابات وعقد اجتماعات حاشدة جرى قمعها بشدة. بعد سنوات من الحرب، لم يبق أمام طلاب كليات مدينة درعا سوى شكل احتجاجي خجول للمطالبة بحقوقهم في الدراسة الجامعية ويتمثل أساسًا في اللجوء إلى الصحف المحلية ونشر شكاوي بلغة خجولة أيضًا.

ولكن إذا لم يستطع كل الحراك الذي جرى في سوريا منذ عام 2011 أن يحقق شيئًا فما نفع الشكاوي الخجولة عبر الصحف وما نفع مراجعة موظفين بيروقراطيين لا يهمهم من أمر الطلاب شيء سوى قبض الرشاوي. في الحقيقة، يتوجب على الطلاب خوض حراك جديد من أجل مطالبهم لأن أربعين سنة من الشكاوي لم تأت بشيء ولن تفعل.

اقرأ/ي أيضًا:

أي مصير للغة "موليير" في سوريا؟

نظرة إلى التعليم الأساسي والثانوي في سوريا