27-يناير-2023
Claude Esteban

الشاعر الفرنسي كلود استيبان

كلود استيبان شاعر فرنسيّ من مواليد باريس 1935، من أب إسبانيّ وأم فرنسية. يتميز كلود إستيبان بالشعور المؤلم بالانقسام والمنفى في اللغة، والذي يكمن في مصدر مهنته الشعرية. يروي هذه التجربة في Le Partage des mots، وهو مقال سيرة ذاتية عن اللغة وثنائية اللغة المستحيلة، مما أدى به إلى الكتابة الشعرية واختيار لغة؛ الفرنسية.

توفي بغتةً في 10 نيسان/أبريل 2006 في باريس. قبل وقت قصير من وفاته، تم نشر مختارات من قصائده بعنوان "Le Jour à peine écrit"، بينما تم الانتهاء من مخطوطة كتابه الأخير ووصيته الشعرية تحت عنوان La Mort à distance تم نشره من قبل غاليمار بعد عام، في مايو 2007.

 من أعماله: "الفصل المهجور" (1968)، "وتلك التي لا تنام أبدًا" (1971)، "في الفراغ الذي يأتي" (1976)، "كأرض آثر ظلمة" (1979)، "مصادفة الجسد والحديقة" (1983).

هنا قصائد من "مصادفة الجسد والحديقة".


1

منذ الفجر، أنزل. أتمدد على حصاة. الحس بصقة الأوراق. من يستفيق؟ جسدي أو أنا؟ لا شيء بالتأكيد. ويمكن لمعجزة أن تدوم طويلًا، إذا تنفست. أتصور وعيناي نصف مغمضتين. متاهات رغبتي. في بيت العنكبوت أجد الشمس التي ترتجف.

 

2

الشجرة. عدت لا أعرف اسمي. أـجنب قشرتها. أحمي نفسي على شكل أفضل. عندي كل الوقت لي. أكابد داخل الحرف الصامت. عندي النهار بأكمله كي أعاود، كي أمحو. على بعد خطوتين من هدفي، تهديد كلمة نملة.

 

3

انتهت الجدران. بلا علم بجلدي الهاجر في هذه الحديقة. ماذا أقول له ما يشبهني؟ يتكلم هواء، وأنا أتكلم رملًا. نتبادل شمسينا. شمسي تموت كل مساء. شمسه تهرب من الجذور.

 

4

ثمة أحد هنا. أحد يتحرك في زاوية رأسي. يعبر أنفاسي يجد منفذي. من يقرر في الخارج. من يتكلم، من يناديني؟ الفضاء جديد. الهواء يتجمع في محيطه. على صفحة النهار، ولا كلمة واحدة مكتوبة.

 

5

الظهيرة. عطشي يقفز أمامي. أوافيه في ظل تويجة، نحن وحدنا. أختلس قطرة ماء. أنتشي.

أنا أقوى. لا تزال الظهيرة. عطشي الذي يشتعل

 

6

عدت لا أسمع بكاءك يا برسفون بين الحبوب العميقة على الدوام. حصّاد يطاردك – وانت تسهرين هناك، ضحية الحب المتخفي.

برسفون التي لم تعرف كيف تموت، لا تزال تأمل. هنا كل رغبتي تتمازج. لا أغادر نفسي. أحمل وجعًا يشطر فقراتي.

يا برسفون التي بلا نار ولا مكان، اجعليني أنزل نحو انهارك.

 

7

أشعر بالبرد في كلمة برد. أشعر بالألم في كلمة عنف. هل تراني سأشفي من العلامات؟

جسدي ينتظر أن يُفصل عن فكرة ذاته. فليعمد في ماء شفاف، ذلك الماء الذي ينبت هنا. أتقدم في جسدي حتى هذا الجدار.

 

8

كنت تريدين هذا المطر العميق على فمك. قولي لي اسمك، يا من تموتين بكل ضربة رمح في جسدك. أيتها الجميلة، بلا حليك الأوراق والثمار، تترنحين بين الخريف. اطردي، اطردي كبرياء ألأيام القديمة هاعطش واحد يعبرنا الظل يشتعل. الأسنان تعض ذاتها في أحشائنا. نصرخ. عدنا لا نعرف.

 

9

طيران عصافير بكامله، أتذكر. أسكن رحلتها. أنا، عاشق الجدران، انهض في جسدي. أتنفس. أقترب أكثرز أرتجف لملامسة الفضاء. ارسم سهمًا أبيض على الهواء الأبيض.

 

10

ها هو زمن الأبواب التي تنغلق. الكلمات في مأمن. ستقضي الشتاء في  أصدافها. ستنام. في الخارج كل الحديقة يمكن أن تختفي. ستنسى. سيلتبس عليها الخداع والحب.

ها هو زمن الجمل التي تقسو.

 

11

أيتها الأعشاب التي لم تعد موجودة، تكلمي أكثر. قولي إني تقاسمت ظلظ وإني موجود. هنا، كل شيء انطفأ. الجرة، شمس الثمار القديمة، الوعد الكامل للحصاد. أسائل الأرض، استمر. ألّم غصنًا ميتًا يجرحني.

 

12

ابتعد. أريد أن أكون وحدي في دواري. فلتعبرني الريح، ولتجهل ايديك سبل انقاذي. دعني. الكبرياء هي التي تلزمني، النفس بلا دليل. حبك كان يعميني. أريد أن أمشي حتى الصباح، بعينين مفتوحتين.