19-فبراير-2019

محمد صلاح يستعدّ لمواجهة بايرن ميونيخ (Getty)

تنطلق ليلة اليوم الثلاثاء تتمة مباريات ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، ويترقّب جميع متابعي الساحرة المستديرة ما ستسفر عنه القمّة المرتقبة على ملعب الآنفيلد بين ليفربول الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني، فيما يتطلّع برشلونة لحسم موقعة ليون من لقاء الذهاب في الأراضي الفرنسية.

واجه كلوب بايرن ميونيخ 29 مرّة، ولم يلاقي ليفربول البايرن في دوري الأبطال سوى مرّتين

لطالما مثّل الفريقان بلديهما خير تمثيل في المناسبات الخارجية، فكانت كرة القدم بألمانيا الغربية في النصف الثاني من القرن الماضي تدين لبايرن ميونيخ الذي أنجب لها نجومًا صنعوا الأمجاد للمانشافت، كما استطاع الفريق البافاري أن يسيطر على كرة القدم الأوروبية بإحرازه ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، تزامن ذلك مع تتويج ألمانيا بكأس العالم 1974، وكأس أمم أوروبا 1972، قبل أن تطرد الأندية الإنجليزية بايرن ميونيخ من هيمنته على البطولة الأوروبية، وتحتكر البطولة لنفسها على مدى 6 مواسم متتالية، وصانع التاريخ هنا هو فريق ليفربول الذي أدخل الإنجليز لهذه الحقبة برفعه الكأس ذات الأذنين الطويلتين.

اقرأ/ي أيضًا: فيديو: كم تربح الأندية المشاركة في دوري الأبطال؟

على الرغم من تاريخ الناديين الكبير في دوري أبطال أوروبا، وهما اللذان رفعا كأس البطولة عشر مرّات، إلا أن تاريخ كرة القدم حرم الجماهير من متعة مشاهدة الفريقين يلعبان ضدّ بعضهما في هذه البطولة منذ 38 عامًا، وعلى الرغم من مواجهة الفريقين في نهائي كأس السوبر الأوروبي عام 2001، والذي تفوّق من خلاله ليفربول بطل كأس الاتحاد الأوروبي على بايرن ميونيخ بطل أوروبا آنذاك 3-2، إلا أن لقاءات الفريقين في دوري الأبطال اقتصرت على مباراتين في الدور نصف النهائي لموسم 1980-1981، وهنا تعادل ليفربول على ملعب الأنفيلد دون أهداف، واقتنص تعادلًا إيجابيّا من معقل بايرن ميونيخ فتأهّل للنهائي وكسب البطولة.

كلّ ما سبق يؤكّد ندرة مواجهة كهذه في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يزيد المواجهة المرتقبة إثارة على ما هي عليه، إذ تأهّل بايرن ميونيخ بسهولة لدور الستة عشر بمجموعة سهلة نسبية تصدّرها متفوّقًا بفارق نقطتين على أياكس أمستردام الهولندي، بعكس ليفربول الذي ذاق الأمرّين قبل أن يخرج سالمًا من مجموعة الموت التي وضعته بجوار باريس سان جيرمان ونابولي والنجم الأحمر الصربي، وبعد الأداء الباهت للعملاق البافاري في الدوري المحلّي استطاعت كتيبة المدرّب الكرواتي كوفاتش أن تعود للمنافسة من بعيد مستغلّة عثرات المتصدّر بوروسيا دورتموند المتتالية، وها هو الآن يتربّص بالصدارة بفارق 3 نقاط فقط عن أسود فيستفاليا، فعادت الروح من جديد للعملاق البافاري، والذي سيستغلّ بكلّ ما أوتي من قوّة الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها المضيف ليفربول بعد اشتراك مانشستر سيتي معه في الصدارة، وتفريط رفاق محمّد صلاح بنقاط هامّة جعلتهم مجبرين على الجلوس بجانب السيتي في كرسي زعامة البريمير ليغ.

اقرأ/ي أيضًا: هزيمة تاريخية لليونايتد.. باريس سان جيرمان يضع قدمًا في ربع نهائي دوري الأبطال

هي مرحلة مفصليّة في مسيرة الناديين هذا الموسم، فالنادي الألماني قدّم أسوأ عروضه طيلة الموسم وهو يشهد الآن انتفاضة محلّية، بعكس ليفربول الذي أبهر جميع خصومه في البريمير ليغ ويشكو الآن من تراجع نتائجه وخسارة أفضليّته على المنافسة، كما زاد من مُصابه غياب صخرة دفاعه الهولندي فان دايك بسبب تراكم البطاقات، وهو أمر قد يستغلّه بايرن ميونيخ أحسن استغلال.

وعلى عكس مواجهات الفريقين النادرة تقابل مدرّب فريق ليفربول يورغن كلوب مع البايرن في العديد من المناسبات ووصل عدد المباريات تلك إلى 29، وذلك خلال فترة تدريبه لفريقي ماينز وبوروسيا دورتموند الألمانيين، وكان عدد مواجهات كلوب مع البايرن بقميص دورتموند 22 مباراة انتصر في 9 منها وخسر في 10 وتعادل بثلاث مباريات، وأشهر تلك اللقاءات نهائي دوري أبطال أوروبا 2012-2013، والذي انتهى لصالح العملاق البافاري.

كما سيستضيف ليون ثالث الدوري الفرنسي فريق برشلونة متصدّر الدوري الإسباني على ملعب بارك أوليمبيك ليون وعينه على إحداث المفاجأة، كلّ المؤشّرات تفضي إلى تفوّق الفريق الكتلوني المريح على نظيره الفرنسي، لأن برشلونة يتصدّر الليغا بفارق مريح عن منافسيه، وحان الوقت للتركيز على البطولة الأوروبية التي اعتاد ميسي على رفع كأسها من قبل، واشتاق إليها بعد فراق دام 4 سنوات.

استطاع ليون أن يجعل من نفسه آخر فريق يتأهّل لدور الستة عشر بعد تعادله مع شاختار الأوكراني في المرحلة الأخيرة، بعكس برشلونة الذي ضمن مسبقًا صدارة مجموعته الصعبة التي جاوره فيها توتنهام الإنجليزي وإنترميلان الإيطالي، وإذا كان المنطق يؤكّد حسم برشلونة تأهّله لدور الثمانية بسهولة فعلى ليون أن يعتمد على صناعة المفاجآت، وهو خير من فعلها في الموسم الحالي، عندما أذاق مانشستر سيتي طعم الخسارة في عقر داره بافتتاح مباريات دور المجموعات، كما استطاع ليون أن يكون الوحيد الذي يلحق الخسارة بباريس سان جيرمان سيّد الدوري الفرنسي في السنوات الأخيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:
تفاصيل قرعة دوري أبطال أوروبا 2019

توتنهام يحبط دورتموند في دوري الأبطال.. وخبرة الريال تغلب شجاعة أياكس