19-أبريل-2022
الكويت

"Getty" من إحدى مظاهرات البدون في الكويت 2011

لا تزال ردود الفعل تتوالى بعد تصريحات لمؤرخة اللهجة الكويتية غنيمة الفهد، قالت فيها إن كلمة "ضعفانة " التي وردت في أحد المسلسلات الكويتية الرمضانية مؤخّرًا، غير موجودة في اللهجة الكويتية، وهي كلمة يقولها البدون والوافدون، فيما يستخدم الكويتيون كلمة "معصقلة " للدلالة على المرأة التي نقص وزنها. كلام الفهد أتى في وقت خرجت انتقادات واسعة للمسلسلات الكويتية الحالية من قبل المتابعين الكويتيين، على اعتبار أنها لا تعكس الصورة الحقيقية  لقيم المجتمع الكويتي بحسب وصفهم.

رأت جمهرة كبيرة من المتابعين أن تعليق غنيمة الفهد ينطوي على عنصرية وتحريض ضد  جماعة "البدون" المهدور حقهم أصلًا

تصريح غنيمة الفهد والانتقادات التي طالت الأعمال الفنية الكويتية، تفرّع منها جدل ونقاشات في وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت، وتباينت الآراء وانقسمت بين من طالب  منتجي الأعمال الفنية  بالمحافظة على أصالة العادات الكويتية واستخدام كلمات من اللهجة الكويتية حصرًا في الأعمال الفنية الكويتية، وإظهار التقاليد المحافظة للمجتمع الكويتي، فيما رفض جمهور واسع سياسة وضع قيود على صناع الدراما، الأمر الذي من شأنه أن يؤطر الدراما الكويتية ويعلّبها ويحد من قدرتها على المنافسة في العالم العربي.

أما فيما يخصّ اعتبار غنيمة الفهد أن كلمة " ضعفانة " مصدرها من البدون، فقد رأت جمهرة كبيرة من المتابعين أنه ينطوي على عنصرية وتحريض ضد هذه الجماعة المهدور حقها أصلًا، وأن اللهجات تتداخل اليوم بفعل عوامل كثيرة منها التلفزيون، الإنترنت والسفر، وبالتالي فمن غير المقبول انتقاد المسلسلات بسبب تضمنها كلمات ليست من اللهجة الأصلية للبلاد، فكيف إذا كان التلميح إلى  أن البدون يسهمون في "تشويه " اللهجة الكويتية، في الوقت الذي أنهى بشكل اضطراري ناشطون من البدون إضرابًا امتدّ لأيام طويلة، للمطالبة بالحصول على الجنسية والحقوق المدنية، وإيقاف الغبن اللاحق بهم منذ ستينيات القرن الماضي.

 

في أبرز التعليقات في حول هذه القضية، رفض المغرّد عواد مزيد الشخري الأسلوب الذي تكلمت به غنيمة الفهد، وكتب معلّقًا على تصريحها : " للأسف عندما يغرد الجاهل تجد من يستمع له الجهال ؟ وتأتينا اليوم المدعوة ومدعية التاريخ غنيمة الفهد والتي لم نسمع عنها لا من قريب ولا من بعيد وكانه لا يوجد كويتي غيرها وعندما تتبجح على اهلنا الكويتيون البدون والموجودين بصحراء الكويت قبل ان يطأ اسلافها ارض الكويت للاسف".

وفيما ما يخص انتقاد المسلسلات بسبب عدم تماهيها مع المجتمع الكويتي بشكل كامل خاصة في ما يخص اللهجة، اعتبر المغرّد إبراهيم خليل إبراهيم أن تكرار الحديث الممل عن اللهجة الكويتية والقضايا الوطنية الأخرى، تعكس أزمة عميقة يعاني منها الشعب تتمثل بالهوية الوطنية الجامعة، ورأى إبراهيم أن السبب في ذلك يعود سياسات مجلس الأمة الكويتي التي لم تؤصل الروح الوطنية بل قامت بتمزيقها.

مغرّد يستخدم حسب باسم " أبو النورين "، أشار إلى أن الممثل السوري  أيمن زيدان استخدم في أحد مسلسلاته كلمة " أشكرة " وهي كلمة كويتية صرف، ومع ذلك لم يتعرّض زيدان لهجوم من النخب السورية وللاتهام بعدم الأصالة وبأنه دسيس على المجتمع السوري.

 من جهته، كتب الناشط محمد العنزي على صفحته : " كثر الكلام عن #اللهجة_الكويتية وكلماتها وطريقة الحديث بها ووصل الأمر للعنصرية النتنة وتوزيع الوطنية والانتماء وبعبارة واحدة نقول إن الإنسان ابن بيئته ولهجته لا تعيبه والعيب في التفضيل والعنصرية والحكي اللي طالع نازل .. بس خلاص.

بينما اعتبر المغرّد مهدي حمد العجمي أن الأعمال الكويتية كانت تحافظ في السنوات السابقة على طبيعة اللهجة الكويتية، لكن الحال تغيّر بعدما أصبحت للربح المادي فقط، ودخول كتاب وممثلين ومخرجين من دول أخرى إلى الاعمال الكويتية.