23-يناير-2020

سلفادور دالي/ إسبانيا

1

‏أنا بئر جافة..

كل ما بداخلي يذبَل

أصابعي صحراء ناحلة

قلبي حقل صبّار

وكلما مرّت قافلة من أمامي

أصابها الظمأ!

 

2

‏اليوم تأكدت أنني غير موجود بالمرة

فقد أمطرت بغزارة ومشيت مسرعًا تحت المطر.

كان المطر يعبر من خلالي وكان الناس يهزؤون بي لكني عندما وصلت للمنزل لم أكن مبللًا

كان شيئًا يدعو للقلق

فأنا منذ وقت طويل لم أعثر على وجهي في المرآة

يبدو أنني لم أجدني اليوم أيضًا

يبدو بأني اختفيت تمامًا.

 

3

‏ثقوب..

ثقوب في قلبي

ثقوب في رئتي

ثقوب في رأسي

ثقوب في حنجرتي

ثقوب في كتبي

ثقوب في حقائبي

ثقوب في حذائي

ثقوب في مِظلتي

ثقوب في صحوتي

ثقوب في نومي

ثقوب في وسادتي

ثقوب في ظِّلي

ثقوب في قهوتي

ثقوب في كلامي

ثقوب في صورتي

ثقوب في كل مكان..

فكيف لرصاصة واحدة أن تفعل كل ذلك؟

 

4

‏ربما..

لا أحتاج لأبدأ قصيدة بربما

ولكني لا أرى شيء مؤكدًا

النوافذ لن تظل مُشرّعة طويلًا

الماء الذي تجمّع في الحفر يجف

الطيور تعود لأعشاشها

والشموع تحرق نفسها وتذوب

جميع الأشياء غير ثابتة

وقابلة لأن تصير شيء آخر

وحدها كلمة "أحبكِ" تبقى ثابتة

وحدها كلمة "أحبكِ" لا تتغير.

 

5

‏أذكر عندما كنتُ صبيًا

لم أكن أعرف كيف يُفتن الرجال!

كنت أعمل في محل لبيع العطور النسائية

وكنت أخجل من الفتيات

اللواتي يأتين باكرًا للتسوق

ويتركن خلفهن روائح تعبث بي طيلة اليوم

لم أكن أفهم حاجة الرجال للعطر

العطر النسائي تحديدًا

كبرت وعرفت

أنه يُشبه شيئًا من الرغبة

للموت باكرًا.

 

6

‏هذبني الشِعر

جعلني أكثر صمتًا

وأكثر رويّةً

كلما أردت قول كلمة ما،

أتأملها..

ثم أعد بعد ذلك إلى العشرة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم أمتلك ألبومًا عائليًا

قصائد كردية لنوح سليمان: كشعرة شيباء سقطت من شعر الوحدة