13-أبريل-2022
لوحة لـ دانوتا غوستينسكا/ بولندا

لوحة لـ دانوتا غوستينسكا/ بولندا

رغيف خبز

 

عندما يعود بيّ الباص إلى حجرةٍ صغيرة

تاركةً خلفي المدينة

إشارات المرور والثكنات العسكرية للنجوم،

عابرةً الطرقات بلا رفيقٍ، ولا حُلمِ.

عندما يعودُ بي الباص

من أعلى الغصنِ إلى يباسِ الدمع على الجذر

من منتصفِ الحُلم الى بدايةِ الحقيقة،

من ما سيكون إلى ما كان

عندما سيعود سريعًا.. حاملًا همومِ امرأةٍ

تنضجُ بالدمعِ، والكلمة

بأسئلة الأطفال عن جدوى الحياة

امرأة،

وهبتْ قلبها رغيف خبزٍ للحربِ الجائعة، وعيناها

بئرًا للأفواه العطِشة..

عندما أعودُ، عند الثانية عشر ظهرًا مرة

والثانية عشر ليلًا مرة أخرى..

تاركةً خلفي أبواب المدينة للريح

والذكرى والأغنيات،

سيفلتُ دومًا شيئًا مني دون أن أدرك..

ستتشكل القصص والأساطير،

ويحدث التأريخ هذا العالَم عن شاعرةٍ

كلما مرت على المدينة

نزفت لغةً صامتة لا تفهمها القصائد 

لا يكتبها الشعراء،

لا تحدثُ في الحُلم؛ ولا تأتي في الخيال..

شاعرة

مِن قلبٍ يشبه الرغيف

وشَعرٍ مجعدّ تحمي به ليل وسادتها

يفلتُ منها دومًا شيءٌ ما،

ينزفُ بصمتٍ كالقلب

موجودٌ وغير واضح..

لم يستطعْ ان يتسعَ لهُ أحد، لا العالم

لا المدن

لا الطرقات ولا حتى القصائد..

بل حجرة صغيرة، في كل خطوةٍ فيها كتاب.

 

فلاحة عراقية

 

أستيقظُ عند الفجرِ

كما لو أنني فلاحة قرويّة

أبدأُ

     مع أولِ هروبٍ للظلمةِ

بحرثِ الصباح؛ أزرعُ الشمسَ

                     في السماءِ.. والماء في الأرضِ.

أتدفق؛

        أتدفقُ كما لو إنني نهرٌ

تكونهُ القصائدَ

             والذكريات.

أتدفقُ مع العصافيرِ إلى النهار

أرسلُ الصباح إلى

                     الصباح

الشمس إلى النافذة

الضوء إلى الوردةِ

أرسلُ الرجلَ إلى العملِ

وزوجته

لتضع قبلةَ الوداعِ على وجنتهِ اليمنى

كما لو أنه سيذهبُ إلى

                        الجبهةِ.

أرسلُ الشرائطَ البيضاءَ الى جدائل الفتياتِ

الشوارعَ الى المدينة

والمدينة الى الشمسِ، والضحكات

                                  ونحيب الفقراء.

مثل فلاحةٍ عراقية

أمدُّ جديلتيَّ الطويلتين؛ كما لو إنهما شعاعان

يمدان هذي الحياة

بكل ألوان البهجةِ

                      والتعب.

تؤرقني الأرض؛

                 فأتذكرُ الحرب

يحترقُ العُشب؛

                 فأتذكرُ الموتى

يتشظى قلبي؛

               فأتذكرُ إنني أعيش في مثل هكذا وطن.