02-فبراير-2017

سيد فراز علي/ الباكستان

1

تقولُ لي: 
بيني والريح وجهُ تشابهٍ 
كلانا تربّى على الرحيلِ 
واختصارِ العمر "بزوبعة"
وعكّازٍ واحدٍ!

بيننا أيضًا وعدٌ يشي 
باقترابِ العاصفة..
أتدري كم حزَمنا عواطفَنا
وانتظرنا انتهاءَ النزيفِ..
 
كُنا متقاربينِ حدَّ الدهشة
أهبُّ على وجهِ أمي 
فتخلعُ عنها صدأ السنين 
ويخلعُ عنهُ -بدوره- غبارَ الحنين
بيننا أيضًا ما يُبشّرُ بالكارثة!

2

تقولُ لي: 
انتظر في الزاوية 
سيجيءُ ما يدهشك..
ويطعنكَ أيضًا
ألستَ والموت نظيري قلقٍ
يشعلُكَ الرحيلُ 
ويشعلُهُ الرماد؟
انتظر
سيجيءُ مترعًا بالتفاصيل
العطرُ الذي يسلبُ الألباب 
والفجرُ المتشبثُ بخصرهِ
والقصيدة!

3

تقولُ لي: 
كُنّا اثنينِ
أنا وأنت والنوايا..
فلما خلعتَ عنكَ
وشاحكَ الأزرق
أخرجتَ من ضلعي قبيلةً 
يا ابنَ رحمي..
كفَّ عن هذا الصراع ِ
واجلس كما أخبرتكَ المشيئة
مائلًا على ظلّي..
اجلسْ عاقلًا
وأنا أعطيكَ نصفَ كلّي 
وأنا أعطيكَ نصفَ أمنياتكَ
في الرحيل.

4

تقولُ لي:
شُدّ إليكَ وثاقَ الصمت 
اترك لهُ خيطًا دقيقًا
وبانبهاركَ بها:
أعطني فقهًا يعادلُ قُبلة 
واخلع عنكَ قناعَ الريح!

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كأنّ شيئًا ما لن يحدثَ بعد الغياب

تسافرُ المياهُ في المياه