28-ديسمبر-2018

إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق (رويترز)

أفراد المصالحات يقودهم النظام السوري بالمزة غرب العاصمة السورية دمشق، مقيدين بالسلاسل، وكشوف العمليات الانتقامية ضد العائدين مفتوحة على مصراعيها، يُظلل المشهد التطبيعي مع الأسد عناقٌ حار بين وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، على هامش الدورة 73 من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

حج نحو دمشق الأسد، أبطاله ومهندسوه شخوصٌ ما بين الدول العربية وعصبة الأسد في الداخل، من وزير خارجية البحرين إلى البشير

هو عناق تبعه وسبق عليه، تنسيقات أمنية ودبلوماسية بين حلفاء البحرين الأقوى، ممن تُعتبر البحرين مجرد امتدادِ لسياساتهم الخارجية والداخلية على السواء، أي السعودية والإمارات.

اقرأ/ي أيضًا: تطبيع نظام الأسد.. التقاء "عربي" إسرائيلي

تطبيعٌ مع الأسد، أو حج نحو دمشق الأسد، أبطاله ومهندسوه شخوصٌ ما بين الخليج وعصبة الأسد في الداخل. كان من بينهم علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، الذي التقى بعد أسبوعين من اجتماع الأمم المتحدة، بنظيره البحريني، بحسب ما أوردته وكالة الدورية الاستخباراتية الفرنسية "إنتلجنس أونلاين".

وتبعت تلك الخطوة زيارة البشير وتصريحات ملك الأردن، ثم زيارة مسؤول في المخابرات السورية للقاهرة، قبل أن تتوج المبادرات بإعلان الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق لأول مرة منذ حوالي ثماني سنوات.

الجدير بالذكر أن الجامعة العربية كانت قد قررت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، تجميد مقعد سوريا، رفضًا للجوء بشار الأسد إلى الحل العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه. وفي آذار/مارس 2012، قرر مجلس التعاون الخليجي، سحب سفراء دوله من سوريا.

نشوة القتل.. حج إلى أبواب دمشق

نشوة انتصار غريبة ترد في لهجة المتحدثين عن إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا الأسد، تتحدث عن سوريا التي "تُسقِط ولا تَسقَط!"

البعض الآخر مثل الإعلامي الإماراتي جمال الحربي، رأى أن افتتاح سفارة الإمارات في دمشق بمثابة "خطوة مهمة أمام تمهيد عودة دمشق لحاضرتها العربية وتخفيف للأضرار التي وقعت على الشعب السوري جراء التدخلات الإيرانية والتركية"، على اعتبار أن مقتل نحو مليون سوري على مدار سنوات الحرب، يمكن وضعه في خانة "الأضرار" فقط!

يبدو أن  نغمة "الدور العربي السوري في المنطقة في مواجهة التغول الإيراني و التركي" كان هو المبرر اللازم تصديره للقنوات الرسمية، كما قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر.

بينما دخل الإعلامي المصري محمد عبدالرحمن على حانة الانتشاء بالحج لدمشق الأسد، بتأكيده على أن القاهرة التي حسمت موقفها من الأسد ونظامه منذ 2016، "كانت على حق".

أما عبد الحميد دشتي، البرلماني الكويتي، فقد صدر على تويتر مقولة حسن نصر الله الشهيرة: "ستقفون على أعتاب دمشق تتوسلون السماح والمغفرة".

#التطبيع_مع_الأسد_خيانة

تفاعل النشطاء والمدونون على مواقع التواصل الاجتماعي مع موجة الحج العربي الرسمي لأبواب دمشق النظام السوري، على هاشتاغ "#التطبيع_مع_الأسد_خيانة".

وذكر مغردون بأن الإمارات التي سارعت لفتح سفارتها في دمشق، لم تكن أبدًا نصيرًا لثورات الشعوب العربية في مواجهة دكتاتورييها.

فيما ساوى البعض الآخر مثل النائب الكويتي وليد الطبطبائي، بين التطبيع مع الأسد والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على اعتبار أن كلًا منهما نظام "مجرم".

وذكّر آخرون الإمارات بتصريحات مسؤوليها السابقة عن مجازر الأسد بحق شعبه، بإعادة نشر مقطع فيديو لوزير الخارجية الإماراتي وهو يتساءل مستنكرًا: "إلى متى سنسكت على ما يفعله الأسد في شعبه؟".

تفاعل نشطاء  عرب على السوشيال ميديا مع موجة الحج العربي الرسمي لدمشق الأسد، بالاعتراض والاستنكار على وسم #التطبيع_مع_الأسد_خيانة

فيما اعتبر الباحث السياسي بهاء أبو كروم، أن ما يحدث نتيجة طبيعية في منطقة "محكومة بالتواطؤ والاستخفاف بمصالح الناس".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

زيارة البشير إلى سوريا.. استكمال لخيار إسرائيل

كيف مولت الأمم المتحدة بشار الأسد؟