23-نوفمبر-2018

اللوحة: "امرأة مع دراجة على الكنبة" لـ رولا الحسين

رسالة الى لينا

فلنبحث عن شارع آخر

عن أرصفة وحانات جديدة

عن شبان لم نتسكع معهم بعد

ورجال لم نمارس وحدتنا معهم بعد

لنذهب يا صديقتي حيث لا يعرف أحد عنا أي شيء

حيث يمكننا من جديد

أن نوقعهم بضحكاتنا وأكاذيبنا

التي لم يألفوها بعد

فلنذهب ونطبّق هناك

ما تعلمناه هنا

دون أي إحساس بالذنب هذه المرة

فلنذهب بالفساتين نفسها

لم يرها أحد هناك بعد

ولا أحد يعلم الأسرار التي تغطيها

والتي قد تكشفها لاحقًا

فلنذهب إلى خيانات جديدة

حيث يمكننا الادعاء

أننا رسّامتان ناجحتان

وبأننا لا نبحث عن علاقات طويلة

وأننا عادة نمضي صيفنا في برشلونة

وربيعنا في امستردام

وأن بيروت مجرد محطة بين مدننا المفضلة

فلنذهب إلى تلك الشوارع الجديدة

قبل أن ندمن الدوران

حول أنفسنا.

 

فأنتِ في السادسة والثلاثين

مدي يدك...

اكمشي الهواء

اثقبي الوقت

ضعي ساقًا فوق أخرى

وذراعًا على حافة الكنبة

عضي على شفتك السفلى

ألقى نظرة ملعونة

أطلقي ضحكة نبيذية

ثم حلقي كسمكة.

 

أمر

غنِّ لي أغنية جديدة

لا أعرف كلماتها

فاجئني بلازمتها

مطلعها

ولحنها

أغنية عن مطر ينهمر خلف زجاج

عن كنبة تتسع للأمسيات الدافئة

عن يد أسفل الظهر

وقبلة تحرق العنق كل الوقت

غنَّ لي أغنية لا أخشاها

أغنية لم اردِّدْها بعد

أغنية بإمكاني غناؤها

أغنية قصيرة... لا مانع

أغنية تنتهي قريبًا... لا مانع

غنِّ لي أغنية

أغنية أقفلها أنا بضحكة.

 

استغلال الوقت

بانتظار الحرب

بُحنا بحبنا

وأطلقنا العنان

لغبائنا

وأحصينا

كل ما يمكن

الاستغناء عنه.

 

في مساء ما

برتقالي كضوء شمعة

بعيد كحظ

مساء بشرفات زرقاء

بصوت بومة

بشعر مبلل وفستان أحمر

ستكون هناك منتظرًا

بكأس ويسكي قصير

وقطعتي ثلج

بقميص أبيض

وبشرة ذهبية طرية

ووقت طويل كعنق زرافة

 

في مساء ما

غريب كنشوة

واسع كبدايات مضت

منتظرٍ كهدية

سأنام.

تتمناني.

 

خيبة

عارٍ

مستسلم على بطنك

عارية

أتجه من المطبخ نحوك

أفكر ماذا أفعل بك

كيف أسقط عليك

بأسناني؟

بعريي؟

بأغنية؟

بكل الكلام الذي لن أقوله ولن تسمعه

والذي ينعق برأسي كضفدع

بعناق يبلعني ويسحق عظامي فأصبح طرية كغيمة

باحتمالاتي المخنوقة كصوت مغنية في السبعين من عمرها

بلا مبالاتي التي أتمنى ألا تصدقها

أم بالوقت الذي لا أملكه

والشبق الذي سيرميني بعيدًا عنك

وبمحاذاة عادتي الجديدة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

تتبعني أزهار البلاستيك

أنا في اللحظة

دلالات: