25-أكتوبر-2017
كريستيانو رونالدو

"Getty" تقديم أسطوري لكريستيانو في ريال مدريد

في خريف العام 2003، انتقل كريستيانو رونالدو، ابن 18 سنة، للعب في مانشستر يونايتد، مدرسة المشاغبين ووكر الشياطين الحمر، الذي يديره بصرامة وحنكة السير اليكس فيرغسون. سبقه إلى مدرسة السير المشاغبُ الكبير إريك كانتونا، المشهور بحادثة ركل مشجع كريستال بالاس في 1995، سبقه أيضًا روي كين، لاعب الوسط المشاكس الشرس الطباع، كما سبقه دايفيد بيكهام فتى إنكلترا الوسيم والمدلل، لم يكن إذن الأمر عسيرًا على السير، وهو الخبير بالنجوم وبكيفية تطوير مهاراتهم وكبح جماح كبريائهم وتأمين صعودهم على سلم العالمية خطوة بخطوة.

صار الدون رونالدو النجم الأول لمانشستر يونايتد خلال سنوات قليلة وصولاً إلى القمة عبر تتويجه بالكرة الذهبية في العام 2008

لم يكن عسيرًا عليه دمج الشاب البرتغالي في منظومة مانشستر يونايتد وترفيعه تدريجيًا ومن ثم منحه كامل الثقة من خلال منحه القميص رقم 7 وهو الرقم  الأسطوري في النادي،  ليصبح الدون رونالدو النجم الأول للفريق خلال سنوات قليلة وصولًا إلى قمة الكرة العالمية عبر تتويجه بالكرة الذهبية في العام 2008 مفتتحًا عصر ثنائية ميسي- رونالدو المستمرة حتى اليوم.

اقرأ/ي أيضًا: 5 أرقام قياسية في كتاب غينيس باسم كرستيانو رونالدو

خلال حقبة رونالدو في مسرح الأحلام، كان إليكس فيرغسون هو الأب المحبوب من اللاعبين رغم صرامته وحزمه. كان السير يوزّع حبه عليهم بالقطارة، يعرف متى يقسو ومتى يلين، لم يكن رونالدو طفل السير المدلل أسوةً بنجوم آخرين في فرق أخرى يبني المدربون خططهم حولهم.

كان طفل السير المفضّل ربما لكنه كأب صارم كان يدير شؤون الأسرة ببراعة ويعرف الحساسيات، التي قد تظهر بين الأخوة ويعالج الأمور بإتقان. حادثة طرد واين روني نجم مانشستر الآخر وأمل الانكليز المستقبلي خلال مونديال 2006 بعد اشتباك مع رونالدو والتي شنّت بعدها الصحافة الانكليزية حرباً شعواء ضد رونالدو وصلت إلى المطالبة بمنع الدون من العودة إلى انكلترا، عالجها السير في اجتماع واحد مع اللاعبين لتصبح شيئاً من الماضي.

اقرأ/ي أيضًا:  واين روني إلى إيفرتون.. كيف فقد "الغولدن بوي" بريقه مع الشياطين الحمر؟

وجد رونالدو في السير الأب الذي عوّضه عن ماضيه الحزين وطفولته الصعبة. في 2008 وصل مانشستر إلى القمة، حقق الشياطين لقبي الدوري الإنكليزي ودوري الأبطال، ووصل رونالدو إلى المجد وبات الهدف رقم واحد لفلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد.

كانت فكرة اللعب للفريق الملكي تدغدغ أحلام رونالدو الذي كان يعتبر أنه قدم كل ما يستطيع تقديمه في مانشستر وأنه بحاجة لتجربة جديدة. اعتبر السير أن الريال غير مناسب في هذه اللحظة لرونالدو، طلب منه أن يبقى سنة إضافية مع النادي، لم يخذل التلميذ معلمه ووافق على البقاء، لكن مرحلة جديدة في العلاقة كانت قد بدأت، قدّم رونالدو في 2009 موسمًا سيئًا قياسًا بمواسمه السابقة رفقة فريقه. عقله وقلبه صارا في مدريد، في السنة التالية حسم قراره، وصل إلى مرحلة النضوج الفكري والكروي وأصبح جاهزاً للقيام بما يسمى في علم النفس "قتل الأب"، أصبح الطائر قادرًا على التحليق في السماء دون مساعدة الأب فيرغسون، الذي سيبقى الدون يكنّ  له كل الحب والاحترام والعرفان بالجميل مدى حياته.

في البرنابيو، صار رونالدو الطفل المدلل تماماً، كل نظام لعب الفريق يتمحور حوله مهما تغيّر المدرب

انتقل رونالدو إذن إلى مدريد لقاء مبلغ قياسي يومها وانتقل معه اسمه وسنوات مجده في الأولد ترافورد، مرحلة العمل الشاق والانضباط تحت إمرة السير انتهت إذن وبدأ موسم الحصاد. في البرنابيو، صار رونالدو الطفل المدلل تمامًا، كل نظام لعب الفريق يتمحور حوله مهما تغيّر المدرب.

مع مرور السنوات، قلّت الواجبات المطلوبة منه، طوّر مهاراته التهديفية على حساب المراوغات واللعب على الأطراف، شاهد بأم عينه ليونيل ميسي يظفر بأربع كرات ذهبية بين 2009 و2012، فهم اللعبة جيدًا ووضع مسارًا واضحًا لنفسه، رونالدو الريال في السنوات الأخيرة قد لا يكون اللاعب الأكثر إمتاعًا بين اللاعبين، لكنه يشبه ذلك التلميذ الذي ينال المركز الأول في صفه، دون أن يكون بالضرورة أبرع من زملائه، لكنه بكل بساطة يفهم المعايير التي تضعها إدارة المدرسة في تقييم الطلاب نهاية العام، يوزّع جهده بذكاء على مدار الفصول الدراسية ليظفر في النهاية بالمركز الأول ويحصد بذلك ما زرعه خلال سنواته الماضية وليكون نموذجاً مثالياً لكل رياضي يطمح في الوصول إلى القمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما هو الفارق بين الكرة الذهبية وجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم؟

19 شخصًا لم يختاروا ميسي ورونالدو في تصويت الفيفا