16-نوفمبر-2018

لوكا مودريتش يقود كرواتيا للفوز على إسبانيا 3-2 في مباراة دراميّة (Getty)

خلطت كرواتيا حسابات المجموعة الرابعة من المستوى الأوّل لدوري أمم أوروبا، بعدما حقّقت انتصاراً درامياً على إسبانيا صاحبة المركز الأوّل بثلاثة أهداف لهدفين، الأمر الذي عقّد حسابات الماتادور في تصدّر المجموعة والتأهّل للدور نصف النهائيّ، فالكرة لم تعد في ملعبه..

يتوجّب على إسبانيا انتظار مواجهة كرواتيا وإنجلترا، فإن انتهت بالتعادل سيتأهّل الماتادور لنصف النهائي، وغير ذلك يعني تأهّل المنتصر بدلاً عنه

ينصّ نظام البطولة التي تقام في نسختها الأولى على أن تلعب المنتخبات فيما بينها بنظام الدوري ذهاب وإياب، والأوّل من كلّ مجموعة سيصعد للدور نصف النهائي، بينما سيهبط صاحب المركز الثالث والأخير للمستوى الثاني في النسخة التالية، والذي سيحظى به متصدّرو المجموعات بالانتقال إلى المستوى الأوّل، بينما سينزل أصحاب المراكز الأخيرة للمستوى الثالث.

ومع بداية البطولة في نسختها الأولى في أيلول/سبتمبر الماضي حقّقت إسبانيا انتصاراً تاريخياً على إنجلترا في ملعب ويمبلي، قبل أن يسحق الماتادور كرواتيا وصيفة بطل العالم بستة أهداف دون رد في الجولة الثانية، وفي الجولة الثالثة انتهت مواجهة كرواتيا مع إنجلترا بالتعادل السلبي، ما يعني أن إسبانيا تبعد عن أقرب ملاحق لها بفارق 5 نقاط، ولم يبق لها سوى مباراتين، وكم ستكون المهمّة سهلة في تحصيل انتصار أو نقطة على الأقل، ستكون كفيلة بدرجة كبيرة في حجز بطاقة التأهّل للدور نصف النهائي، سيّما وأن المواجهة الأولى ستكون مع إنجلترا المهزومة على ملعبها في الأراضي الإسبانيّة، بينما ستكون الثانية في زغرب أمام الفريق الذي مُني بهزيمة قوامها ستة أهداف دون رد، كلّ هذا يعني أن تأهّل إسبانيا للدور التالي يعتبر مسألة وقت ليس إلا، ولكن مرّت الأيام، وكُشفت تلك الآمال زيفُها.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أمم أوروبا.. إنجلترا تكسب الرهان على حساب إسبانيا

إذ كان يكفي إسبانيا التعادل مع إنجلترا في موقعة إشبيلية مساء 15 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، لكنّ لاعبي ساوثغيت صدموا الإسبان بثلاثة أهداف هزّت شباكهم في الشوط الأوّل فقط، قبل أن يستفيق الإسبان ويسجّلوا هدفين لم يمنعا فريقهم من الخسارة، وهنا قلّصت إنجلترا الفارق إلى نقطتين، وبقي لها ولإسبانيا مواجهة واحدة مع كرواتيا، والتي تملك نقطة واحدة ومباراتين، وبدت مهمّة الكروات في التأهّل للدور نصف النهائي شبه مستحيلة، فعليها التغلّب على الإسبان والإنجليز في المواجهتين، بينما يكفي الإسبان الفوز من أجل تحقيق ذلك، فيما يتوجّب على الإنجليز انتظار تعثّر الإسبان من أجل حسم صدارة المجموعة، بشرط الفوز على كرواتيا في الجولة النهائيّة.

دخلت كرواتيا مواجهة إسبانيا والأهداف الستة التي تلقّتها أمام الفريق ذاته تثقل كاهلها، ومثّل هذا اللقاء فرصة لا مثيل لها لرفاق لوكا مودريتش من أجل استعادة الروح التي لعبوا خلالها بمونديال روسيا الفائت، والتي بها فقط نالوا الوصافة التاريخية، لذلك عمد الكروات للهجوم منذ بداية اللقاء، لكنّ القائم ناب عن دي خيا حين أنقذ الإسبان من تسديدة بيرسيتش مع بداية المباراة، وواصل أصحاب الأرض ضغطهم على دفاعات المدرّب لويس أنريكيه دون جدوى. ومع مضي نصف ساعة من المباراة سيطر الإسبان على أرضية الميدان، فاستحوذوا على الكرة وحاولوا تهديد مرمى مضيفهم في عدّة مرات، فانتهى الشوط الأوّل دون أهداف.

مع بداية الشوط الثاني استغلّ كراماريتش دفاع راموس الكارثي وسوء التنسيق بينه وبين زميله سيرجي روبيرتو، فاقتنص الكرة منهما وأودعها في مرمى دي خيا بالدقيقة 52، ولم يهنأ أصحاب الأرض بنشوة التقدّم سوى دقيقتين، عندما ختم داني سيبايوس جملة تكتيكية جميلة ووضع الكرة في مرمى أصحاب الأرض، وهنا عاد الإسبان للقاء وبانت خبرة لاعبيه وخطورتهم، فسيطروا على مجريات المباراة ومالوا في كثير من الأحيان للاستعراض، وأنقذت العارضة أصحاب الأرض من هدف ثان في الدقيقة 62 عبر تسديدة إياغو إسباس..

اقرأ/ي أيضًا: أطفال زيدان مع لويس انريكي.. بداية عصر جديد لصناعة أمجاد الماتادور

حاولت كرواتيا التقدّم للأمام ولكن مع خروج إيفان راكيتش افتقد الفريق لأحد أبرز العناصر الخبيرة في وسط الميدان، ولكن مع وجود القائد لوكا مودريتش لا يوجد مستحيل. فمن عمل رائع بخاصرة الدفاع اليمنى استطاع مودريتش أن يرفع كرة بالمقاس سدّدها برأسه اللاعب تين ييدفاي في المرمى بالدقيقة 68، وهو أوّل أهدافه الدوليّة مع منتخب بلاده. وكادت كرواتيا أن تنهي أحلام الإسبان لولا براعة دي خيا عندما تصدّى لانفرادة رييتش في الدقيقة 72. وكاد موراتا أن يعاقب رييتش على إهداره هذا الهدف، لكنّه أهدر بغرابة فرصة تعديل النتيجة، عندما صوّب برأسه الكرة تجاه أقدام المدافع فيرساليكو، قبل أن يمنح الأخير لإسبانيا ركلة جزاء بعد أن لامست الكرة يده مرّتين في المنطقة المحرّمة، نفّذها القائد سيرخيو راموس بنجاح في الدقيقة 78.

لم ييأس أصحاب الأرض على الإطلاق، فالفوز وحده يضمن لهم الحفاظ على ما تبقّى من أمل من أجل تصدّر المجموعة وحجز بطاقة الدور نصف النهائيّ، ومع وصول المباراة للوقت بدل الضائع شنّ الكروات ضغطاً رهيباً على خصومهم، وتصارع اللاعبون على أبسط الكرات الخطرة منها وغير الخطرة، وعادت الروح القتاليّة التي اشتهر بها الفريق في المونديال الفائت. وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، أحرزت كرواتيا هدف الفوز عبر تين ييدفاي نفسه، وهنا بات على إسبانيا انتظار ما ستؤول إليه نتيجة مواجهة إنجلترا مع كرواتيا من أجل المحافظة على كرسي الصدارة، لأن رصيدها يحوي 6 نقاط، مقابل 4 لكلّ من إنجلترا وكرواتيا، ما يعني أن تعادل الفريقين فقط سيكون كفيلاً بتحقيق طموحها، بينما تكمن المفارقة في هذه المواجهة لكلّ من كرواتيا وإنجلترا، في أن الفائز سينال صدارة المجموعة، والخاسر سيهبط  للمستوى الثاني، ما يعني أن لقاء الأحد في ملعب ويمبلي سيكون شعاره على الطريقة الشيكسبيرية "أكون أو لا أكون"..

 

اقرأ/ي أيضًا:
 دوري أمم أوروبا .. عصر جديد في تاريخ كرة القدم

"الماكينات" معطلة.. الكرة الألمانية أمام مأزقٍ حقيقي