14-مايو-2016

أطفال يلعبون الكرة في غزة (Getty)

في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2008 استضاف المنتخب الفلسطيني أول مباراة رسمية دولية على أرضه، وذلك بعد انضمامه للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في سنة 1998. وفي شهر يوليو من سنة 2014 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم تصنيفه للمنتخب الفلسطيني في المرتبة رقم 85 له عالميًا وهي الأفضل له في تاريخه، وسجّل بعد عام واحد أول تأهل له في تاريخه لكأس آسيا بعد الفوز بكأس التحدي الآسيوي على منتخب الفليبين.

يرسم المنتخب الفلسطيني وجها جديدا له فهو ثالث مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وآسيا، ما يجعل حظوظه بالمشاركة في كأس آسيا 2019 قائمة

يرسم المنتخب الفلسطيني وجهًا جديدًا له في التاريخ الحديث فهو ثالث مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وآسيا، ما يجعل حظوظه بالمشاركة في كأس آسيا 2019 قائمة. لكن أين بدأت مسيرة فلسطين مع كرة القدم وكيف كان شكلها قبل النكبة؟

تشير الرواية الفلسطينية الرسمية في موقع الاتحاد إلى تاسيسه في سنة 1928 في مدينة القدس وانضمامه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في سنة 1929، كذلك فهي تشير أيضًا إلى أن أول مباراة لمنتخب آسيوي في تصفيات مؤهلة لكأس العالم لعبها المنتخب الفلسطيني بمواجهة مصر في سنة 1934، إضافةً إلى مشاركته في تصفيات كأس العالم سنة 1938.

اقرأ/ي أيضًا: لا شفاعة للويس فان غال في مانشستر

تكمن المغالطة التاريخية هنا بأن المنتخب الذي شارك في ذلك الوقت كان تحت اسم "فلسطين/أرض اسرائيل"، وتشكل في تلك الفترة من جنود بريطانيين ويهود يسكنون في فلسطين لمواجهة منتخب مصر الذي كان تحت سيطرة الانتداب البريطاني حينها. وقام "الإسرائيليون" باستخدام هذا الاتحاد بعد ذلك كحجر أساس للاتحاد "الإسرائيلي" الحالي ويتم حاليًا التسويق لـ"إسرائيل" على أنها أول دولة شاركت في تصفيات كأس العالم سنة 1934 على الرغم من أن ذلك كان قبل نكبة سنة 1948 بسنوات طويلة.

أما بداية كرة القدم في فلسطين فكانت في سنة 1908 وتشكل أول فريق كروي في مدرسة الروضة في القدس قبل الاحتلال البريطاني، وفي بداية الثلاثينيات والاربعينيات تم إنشاء العديد من الفرق الفلسطينية منها نادي الدجاني والأرثوذكسي في القدس ، ونادي إسلامي يافا وإسلامي حيفا ، وفي عكا النادي القومي وعكا الرياضي، وفي غزة نادي غزة الرياضي والنادي العربي والنادي الأرثوذكسي، واستضافت فلسطين مباريات بمواجهة كل من لبنان وسوريا ومصر والاردن على أرضه في تلك الفترة، ومن أهم تلك المباريات كان فوز المنتخب الفلسطيني على المنتخب اللبناني بنتيجة 5-1 في سنة 1940.

اقرأ/ي أيضًا: توقعات ريو2016..انهيار بريطانيا ويوسين بولت

يعتبر المؤرخ الرياضي عصام الخالدي أن الاتحاد الفلسطيني يعود حجر أساسه إلى سنة 1931 والذي أعيد تأسيسه سنة 1944 وليس إلى جمعية فلسطين لكرة القدم التي حاول اليهود والبريطانيين التسويق لها في سنة 1928. فاستغلال الصهيونية للعمل الرياضي كان من أولوياتها في تلك الفترة وذلك لبناء شكل المجتمع الذي تطمح إليه. وكان قد شكل يهود منشرين في العالم في سنة 1924 ما يسمى بمنظمة كرة القدم للأندية، لضم كافة الأندية الصهيونية حول العالم ودعمها وتنظيم عملها، وحاول اليهود في فلسطين بعد ذلك إضفاء شرعيتهم على  جمعية فلسطين لكرة القدم التي تأسست في سنة 1928، وأشرك اليهود فيها بعض الفلسطينين من ديانات أخرى لتلبية متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم لضمها إليه، وما إن باتت الجمعية مسجلة رسميًا في الـ "فيفا" حتى بدأت مرحلة تهميش غير اليهود بالتعاون مع السلطات البريطانية لفرض السيطرة على الاتحاد.

تُعد كرة القدم جزءً لا يتجزأ من الصراع السياسي، وما العمل الذي قامت به المنظمات الصهيونية في الرياضة طيلة سنوات مضت يؤكد على أن ميادين الصراع المستمر متنوعة ويجب العمل عليها بالتساوي من دون إغفال أي عنصر قد يتسبب بتزوير التاريخ من أجل كتابة مستقبل مغاير.

اقرأ/ي أيضًا: 

جيمي فاردي..من السجن إلى المجد

لاعبون وأساطير لم يلعبوا يومًا في أوروبا