01-مايو-2023
Getty

يعمل كليجدار أوغلو على أمننة قضية اللاجئين (Getty)

قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا، المقرر عقدها في 14 أيار/مايو القادم، يستمر مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كليجدار أوغلو، في إطلاق تصريحات عنصرية، يحاول من خلالها استمالة الجمهور المعادي للأجانب واللاجئين. 

التصريحات العنصرية، المعادية للأجانب والدعاية لطرد اللاجئين من سوريا، لها حصة في دعاية المعارضة للانتخابات التركية

وفي تجمّع انتخابي بولاية قوجه إيلي غرب إسطنبول، وعد كليجدار أوغلو بأنه "لن يتم بيع أي منزل لأي أجنبي". 

وخاطب أوغلو أنصاره، قائلًا: "لقد وعدت إنه لن يتم بيع أي منزل لأي أجنبي. لدي وعد لكم، أيها الشباب، لا تقلقوا، سأنهي نظام اللصوص هذا، لن أعيش في القصور أبدًا".

.

وتحوّلت قضية بيع العقارات في تركيا للأجانب لمادة سجالية بين الحكومة والمعارضة، إذ تتهم الأخيرة الحكومة بسن قانون أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار العقارات. وفي أكثر من مناسبة توعد مرشح المعارضة كليجدار أوغلو بإقرار قانون يمنع تملك الأجانب لمدة خمسة أعوام في حال وصوله للحكم، زاعمًا أن قانون تملك الأجانب سبب "عدم الاستقرار في البلاد".

من جهتها، ترى الحكومة أن هذه الدعوات من قبل المعارضة تنافي سياسة جذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى البلاد.

وجاء في تقرير لهيئة الإحصاء التركي، أن روسيا تتصدر البلدان التي قام سكانها بشراء العقارات في تركيا من بين الأجانب خلال عام 2022، واحتلت إيران المرتبة الثانية، وجاء العراق بالمرتبة الثالثة.

Getty

في سياق متصل، وأمام تزايد مشاعر العداء ضد اللاجئين في تركيا، لا يفوت مرشح المعارضة التركية مناسبةً ليهاجم فيها اللاجئين، وفي تجمع انتخابي بولاية أسكي شهير، قبل عدة أيام، تساءل كليجدار أوغلو، عن سبب بقاء اللاجئين السوريين في تركيا، وخاطب أنصاره قائلًا: "ماذا يفعل 3 ملايين سوري في بلادنا؟ وأبناؤنا لا يجدون وظائف!"، متعهدًا بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في غضون عامين.

ولم يوضح مرشح المعارضة التركية الطريقة التي سيتبعها لتنفيذ وعده. لكنه، وعلى مدار الأشهر الماضية، قدم كليجدار أوغلو، عدة تصورات حول مشروعه لإعادة اللاجئين السوريين، تتضمن كلها التطبيع مع النظام السوري، وذلك عبر اتفاق ترعاه أطراف دولية، وينتهي بترحيل السوريين من تركيا.

Getty

تصريحات كليجدار أوغلو، مستمرة رغم تأكيد التقديرات القانونية على أن إعادة اللاجئين من حملة بطاقات الحماية التركية أمر غير قانوني.

ويعمل كليجدار أوغلو على إضفاء الجانب الأمني على القضية، معتبرًا أن أمن الحدود هو أمن قومي، موضحًا ذلك، بالقول: "أهم مسؤولية أساسية وضرورية لدولة ذات سيادة. أولئك الذين لا يستطيعون حماية حدودهم لا يمكن أن يكونوا أصحاب سيادة".

وتصنف الانتخابات المقررة في 14 أيار/ مايو القادم بأنها الأكثر اختلافًا في تركيا الحديثة، إذ يواجه الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان للمرة الأولى معارضة تركية موحدة وراء مرشح واحد بعد 20 عامًا على توليه الحكم.

يسعى مرشح المعارضة التركية للتطبيع مع النظام السوري من أجل تنفيذ خططه

وبحسب استطلاعات الرأي، فمن المتوقع أن تكون نتائج الانتخابات شديدة التقارب. في وقت يؤكد كل طرف على قدرته على الفوز من الدورة الأولى.

مؤخرًا، رجحت تقارير الإعلامية تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على منافسه مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، معتبرةً أن تحالف المعارضة "يفتقد الانسجام في المبادئ والتوجهات العامة".