19-يونيو-2018

واجهة أحد محلات الهوى في فرانكفورت

فرانكفورت، من بين أكبر مدن أوروبا، تأبى النوم والسبات. ليس هنالك متاريس بين الليل والنهار في مدينة نهر "الماين"، شريان اقتصاد ألمانيا. ولكن ما يجري في عروق رجل الأعمال عدنان فاد هو زُها أجساد حسناوات أوروبا الشرقية المعروضة في "منطقة الأضواء الحمراء"، قرب محطة القطار العريقة.

عدنان ترك زوجته "المنتهية الصلاحية" حيال نزوات خصيتيْه بعدما ولدت له أربع بنات. اثنتان تدرسان في الثانوية، الكبرى في جامعة بلجيكية، والصغرى تدب في الابتدائية. اختير عدنان من بين أنجح المستثمرين في خليج العرب، ومساهماته في الأعمال الخيرية امتدت من بحر العرب إلى بحر العجم.

في سفرياته المتكررة إلى القارة العجوز، دأب عدنان على تسوق المتعة والجعة، اقذف ولا حرج، لعل عقده الخامس يذوب في ذكريات شبابه الغامض طبعًا. كالعادة، حجز عدنان عبر الإنترنت، بفضل بطاقة "فيزا كارد" فندقًا يطل على "المحلات الحمراء"، فقطف الثمار ولا أبسط. لم تمض أربع ساعات على وصول عدنان إلى مطار فرانكفورت، حتى وجد نفسه يتلذذ بالشقراوات والسمراوات، مرتديات "أزياء الدودة" وهن في مقتبل الاحتساء، يتوددن ما في جيوب عابري الجنس. بعدما وقع اختياره على حسناء أوكرانية من كييف، دخل إلى غرفتها وتمنى أن تعزز حبوب "الفياغرا" فحولته المعهودة.

مكث عدنان نحو ساعة داخل حجرة الشقراء، مغدقًا عليها بألفي يورو لإشباع شهواته.

على بعد آلاف الأميال منه، أم بناته تدعو، ببراءة بدوية عفوية، لعودة زوجها سالمًا غانمًا من سفره الاقتصادي! الغريزي!

في الدهليز شبه المظلم، وأمام أبواب مشروعة عن آخرها، تصطفُ مختلف البضائع الجسدية البضة لاصطياد الزبائن الموسميين، والذين ضاقت بهم بناية هدر السوائل المنوية. الدعارة مرخصة ومقننة في بلاد المرأة الفولاذية ميركل.

حسَب تقرير الهدهد (وكالة أنباء سليمان، واس)، نسبة لا يستهان بها من العرب يحجون إلى "أحياء الأضواء الحمراء" لأداء مناسك المتعة الغربية، لتكملة مغامراتهم الشرقية بلا ريب. "سائحون" من شتى الأعمار والفئات، متنكرين: وزراء، سفراء، رجال أعمال، عسكريون في عطلة، ولاة، رؤساء بلديات، سياسيون، برلمانيون، فنانون ورياضيون، والمستور أعظم!

عندما همَّ عدنان بالنزول من الطابق الثالث، دفعه الفضول إلى الولوج إلى جناح "بضاعة الشرق الأوسط"، لعل الحنين يرتطم بنفسه الساخنة. وفعلًا حدث ذلك، ولكن المشهد كان قذيفة بقوة الصخر الفضائي! في الباب الخامس على اليمين تقف فلذة كبده "إقبال" بالبكيني الزمردي تتحرش بالزبائن. تبادلا نظرات العار والانحطاط الخلقي. انهارت قواه وتمنى لو فتحت الأرض للتو لابتلاعه وتحريره من كابوس فرانكفورت. لم يتجرأ على التفوه ولو بحرف هجائي. ابنته تتاجر بجسدها؟ لِمَ؟ فأبوها رجل ثري جدًا.

إقبال قالت بجرأة:

- ماذا تفعل هنا يا أبتاه؟ إذًا، تعادلنا في الفحشاء!

صمت عدنان، مكتويًا بما سمع ورأى. بدرت إلى ذهنه المكهرب مقولة "كما تدين تدان". فجأة سقط على الأرض مغشيًا عليه، وعندما استيقظ بعد بضعة أيام، وجد أم إقبال بجانب سريره ساهرةً على صحته المتدهورة من جراء مضاجعة بائعات الهوى! كل حياتها هبت له أزهار الرند الوردية، والآن ناولته عصير أوراق الرند السامة للتخلص من خياناته المتكررة. فأما إقبال فقد اختفت عن أنظار عائلتها إلى يوم غير معلوم.

همسات صالونات الحلاقة تقول أنها التحقت بأورام داعش بالموصل العراقية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بستانيُّ الجحيم

ﻻ أﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻯ