15-ديسمبر-2021

كتاب "ما بعد التاريخ.. الخيال التاريخي في أوروبا ما بعد القرن التاسع عشر"

ألترا صوت – فريق التحرير

يصدر قريبًا عن المركز القومي للترجمة كتاب "ما بعد التاريخ.. الخيال التاريخي في أوروبا ما بعد القرن التاسع عشر" لفيلسوف التاريخ الأمريكي هايدن وايت (1928 ـ 2018)، بترجمة شريف يونس.

في كتاب "ما بعد التاريخ"، يقدم وايت نظرية لا عن الماضي، بل عن الرواية المكتوبة عن أحداث الماضي

يعتبر هايدن وايت أهم منظر للتاريخ على مدى نصف القرن الأخير. وفي كتاب "ما بعد التاريخ" الذي صدر لأول مرة عام 1973، والذي يعتبر أعظم أعماله، ​ يرى وايت أنَّ ثمّة محتوى بنيويًا يكمن وراء المستوى السطحيّ الذي تبديه النصوص التاريخية. وهذا المحتوى الشعري والألسني الذي يدعوه وايت "العنصر الميتا تاريخي"؛ يعمل في الأساس كإطار مفهومي لما يجب أن يكون عليه التفسير التاريخي اللائق. وبهذا يقدم وايت نظرية لا عن الماضي، بل عن الرواية المكتوبة عن أحداث الماضي. يستكشف وايت حالة هذه الروايات ويبيّن كيفية عملها كأبنية لغوية وبلاغية. ويهتم بكيفية خلق الكتّاب لمعايير تحدد ما يمكن اعتباره واقعيًّا ليمنحوا قصصهم سلطة مرجعية. ترمي دراسة وايت إلى تقويض هذه السلطة من أجل الكشف عن الاختيارات الأخلاقية والجمالية التي تدفع المؤرخين إلى تبني صورة معينة عن صور بلاغة الواقعية.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "كيف نكتب التاريخ".. إعادة النظر في اليقينيات

يرى وايت أن تحول كتابة التاريخ في القرن التاسع عشر إلى مهنة احترافية أكاديمية قمع الأبعاد الشخصية والمستقبلية والأدبية في محاولة فهم الماضي. ويحاول أن يوقظ في المؤرخ هذه الأبعاد من خلال دراسة تفصيلية لأعمال أربعة من أعظم مؤرخي القرن التاسع عشر، وهم: رانكه ومشليه وتوكفيل وبوركهارت. وانتقادات أربعة فلاسفة للواقعية الساذجة وهم: هيغل وماركس ونيتشه وكروتشه.

هذا العمل هو أول عمل في تاريخ التأريخ يركّز على الكتابة التاريخية بوصفها كتابة؛ ما يجرّد التاريخ من مكانته كأساس وطيد للحقيقة الواقعية، ويعلي من شأن السرد بوصفه جوهر التاريخيّة، ويحدد مدى الزيف في كلّ تمييز بين التاريخ والأيديولوجيا على أساس علمية مزعومة تُنْسَب إلى الأول.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مجلة "أسطور".. التاريخ هنا

كتاب "مذكرات أبو ماهر اليماني".. من الجليل إلى المخيم