26-أبريل-2021

قرية لفتا المهجّرة (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

أصدرت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" حديثًا، كتاب "لفتا: سجل شعب، التاريخ والتراث الثقافي والنضال"، تأليف كلٌ من نظمي الجعبة، رنا بركات، خلدون بشارة، ويعقوب عودة. وفيه، يقدِّم المؤلفون الأربعة سردًا لتاريخ البلدة الواقعة على سفح وادي الشامي، في المدخل الغربي للعاصمة الفلسطينية القدس، منذ نكبة عام 1948 وحتى الوقت الحاضر.

يأتي الكتاب في إطار جهدٍ كبير يُبذل بهدف توثيق قرية لفتا معماريًا ودراستها بيئيًا ومراجعة تاريخها وآثارها ومعالمها

يبحث الكتاب في ماضي وحاضر القرية التي تعرضت، شأنها شأن الكثير من المدن والقرى الفلسطينية، إلى التهجير الذي طالها خلال عملية التطهير الشاملة التي نفذتها العصابات الصهيونية عام 1948. ويحاول، في الوقت نفسه، رصد تحولاتها الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية بين هذين الزمنين، لا سيما أن عددًا كبيرًا من مبانيها الواقعة في جزئها التاريخي وأطرافه سلمت، ولأسبابٍ مختلفة، من عمليات الجرف التي طالت غيرها من المدن والقرى، لتبقى بذلك شاهدةً على النكبة وما ترتب عليها.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "حيوات مقدسيّة في سيَر المدينة والناس" بالعربية والإنجليزية

تُقدَّم لفتا في الكتاب بوصفها شاهدًا على تطور القرية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، إن كان لجهة العمارة والتخطيط الحضري والثقافة، أو مشاريع المياه والغطاء النباتي أيضًا، بالإضافة إلى تفاعلها الخلاق مع البيئة المحيطة، الأمر الذي نتج عنه: "مستقرًا بشريًا يعود في تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف عام"، وفقًا لما جاء في بيان "مؤسسة الدراسات الفلسطينية".

ولا ينسى المؤلفون في ضوء انشغالاتهم هذه، الإنسان الذي عاش في القرية، والمصير الذي انتهى إليه بعد النكبة، حيث خصصوا حيزًا واسعًا لعرض نضال أهلها في الحفاظ لا على: "التراث الثقافي المميز فيها، وكنموذج للقرية الفلسطينية كما كانت عليه قبل سنة 1948 فحسب، بل أيضًا كشاهدة على النكبة وعلى أمل العودة إليها، إذ إن كثيرين من اللفاتوة يعيشون على مرمى حجر منها، وذلك في القدس ورام الله، ولم ينقطعوا عن زيارتها وتنظيم الجولات بين بيوتها. إنه سجل للماضي ووثيقة للإصرار على البقاء".

ويأتي "لفتا: سجل شعب، التاريخ والتراث الثقافي والنضال"، في إطار جهدٍ كبير يُبذل بهدف توثيق القرية معماريًا ودراستها بيئيًا ومراجعة تاريخها وآثارها ومعالمها أيضًا، وهو جهدٌ يقوده عددٌ كبيرٌ من أصحاب الاختصاص، انطلاقًا من خشيتهم من مواصلة قوات الاحتلال الصهيوني لعمليات تدمير ما تبقى من القرية ومعالمها التاريخية. ويضم الكتاب بين دفتيه أربعة أقسام، بالإضافة إلى قائمة مخصصة لتوثيق اللوحات والمخططات والخرائط المعروضة فيه.

يبحث الكتاب في ماضي وحاضر قرية لفتا المهجرة، ويحاول رصد تحولاتها الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية المختلفة بين هذين الزمنين

يتضمن القسم الأول "لفتا المكان والزمان: دراسة في التاريخ الحضاري"، أربعة فصول يتناول فيها نظمي الجعبة مواضيع مختلفة، مثل النكبة والمكان والذاكرة، إلى جانب مسألة توثيق القرية، والمخططات الإسرائيلية المتعددة المتعلقة بها، وموقعها الجغرافي، وواقع التطور المعماري والتخطيط الحضري فيها. في حين تبحث رنا بركات في القسم الثاني "ذاكرة الشعب، أيام بلدنا"، في طبيعة الحياة الاجتماعية واليومية في القرية وواقعها الاقتصادي.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "انتفاضة 1987: تحوّل شعب".. دراسات في المُقاومة الشعبيّة الفلسطينية

أما القسم الثالث "علاليّ على وادي الشامي: نظرة تحليلية إلى ما تبقى من عمارة قرية لفتا المهجّرة"، فيتناول فيه خلدون بشارة التشكيل الحضري للقرية والأنماط المعمارية فيها، بالإضافة إلى العناصر والتفصيلات الزخرفية في بيوتها. فيما يخصص يعقوب عودة القسم الرابع والأخير "لفتا: قصة وطن"، لسرد واقع القرية في ظل الاستعمار ومخططاته الاستيطانية، والبحث في مسألة توثيق الموروث المعماري فيها، إلى جانب نضال أهلها للحفاظ عليها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "الرواية الفلسطينية من سنة 1948 حتى الحاضر".. بين الجماليات والسياسة

كتاب "حركة مقاطعة إسرائيل BDS".. بحثٌ في الطُرق والقيم والتأثير