02-أبريل-2021

جميل مردم بك (1894 - 1960)

ألترا صوت – فريق التحرير

صدر حديثًا عن دار "جسور للترجمة والنشر" كتاب "العلاقات السرية بين الوكالة اليهودية وقيادات سورية في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى" من تأليف الدكتور محمود محارب الذي يعالج هذا الكتاب، الذي جاء في 496 صفحة، موضوع العلاقات السرية التي أقامتها الوكالة اليهودية مع قيادات ونخب سورية في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 ـ 1939، ويكشف التاريخ الآخر لهذه العلاقات المتناقض مع الروايتين السورية والإسرائيلية عن هذه العلاقات.

بذلت الوكالة اليهودية جهدًا كبيرًا للتأثير في النخب والرأي العام السوري والعربي من خلال دس المقالات الصهيونية في الصحف السورية واللبنانية وشراء بعضها

يبحث الكتاب في عمق التوغل الصهيوني في سوريا في هذه الفترة، ويتابع سعي الوكالة اليهودية لخلق مصالح مشتركة مع القيادات والنخب السورية، المتناقضة مع المصالح الوطنية السورية والقومية العربية والحقوق القومية للشعب العربي الفلسطيني.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "كيف تعمل الدكتاتوريات؟".. ترسيخ السلطة وانهيارها

ويقف الكتاب على الجهد الذي بذلته الوكالة اليهودية للتأثير في النخب والرأي العام السوري والعربي من خلال دس المقالات الصهيونية في الصحف السورية واللبنانية وشراء بعضها.

ويتابع الكتاب الدعم الكبير والمهم الذي قدمه الشعب السوري وقواه الوطنية، والكثير من القادة السوريين، للثورة في فلسطين في هذه الفترة، مثل شكري القوتلي الذي خططت الحركة الصهيونية لاغتياله في سنة 1941، وفخري البارودي ونبيه وعادل العظمة ومنير الريس والكثير من القادة السوريين الآخرين.

ويعالج الكتاب العلاقات والاتصالات السرية التي أجرتها الوكالة اليهودية مع بعض أبرز قادة الكتلة الوطنية مثل جميل مردم ولطفي الحفار ونسيب البكري، ومع قادة المعارضة الشهبندرية مثل عبد الرحمن الشهبندر ومحمد الأشمر ونصوح بابيل، ومع قادة جبل الدروز مثل سلطان الأطرش ويوسف العيسمي. ويكشف الكتاب عن محاولة المعارضة الشهبندرية الاستعانة بالوكالة اليهودية ضد الكتلة الوطنية السورية بغرض الوصول إلى السلطة. ويقف الكتاب على الخدمات التي قدمها نسيب البكري للوكالة اليهودية في هذه الفترة وعلى دعم الوكالة اليهودية له في محاولته الوصول لرئاسة الحكومة السورية في ربيع 1939.

وأكد المؤلف أن هذه الوثائق التي كانت سرّية جدًا في حينه، ولم يتيسر لجمهور الباحثين الاطلاع عليها إلا بعد مرور عقود طويلة، وفّرت فرصة مهمة للولوج إلى داخل ذهنية قيادة الوكالة اليهودية في تلك الفترة، كما أنها فتحت الباب للإطلال مباشرة على الأهداف التي سعت الدائرة السياسية للوكالة اليهودية لتحقيقها، وعلى الوسائل التي اتبعتها، وعلى النقاشات الداخلية التي كانت تجري بين قادتها بشأن أنجع الطرق لتحقيق الأهداف الصهيونية، وعلى مدى الجهود التي بذلتها من أجل تحقيق أهدافها.

يذكر أن محمود محارب أستاذ جامعي فلسطيني، له العديد من الكتب والأبحاث المتعلّقة بالصهيونية وإسرائيل والقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي. حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من "الجامعة العبرية" في القدس. وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من قسم العلوم السياسية في جامعة ريدينغ في إنجلترا. من أعماله: "الحزب الشيوعي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية 1948-1981" و"سياسة إسرائيل النووية وعملية صنع قرارات الأمن القومي فيها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

صنّاع النكبة الفلسطينيون

كتاب "القافلة".. عبد الله عزام وسيرة الجهاد العالمي