07-نوفمبر-2021

كتاب "خارج الفلسفة"

ألترا صوت – فريق التحرير

صدر عن منشورات المتوسط كتاب جديد اختارَ وترجم نصوصًا للفيلسوف والناقد الفرنسي الشهير جيل دولوز وحمل عنوان "خارج الفلسفة". وقد قام كلّ من عبد السلام بنعبد العالي وعادل حدجامي، باختيار وترجمة نصوص الكتاب.

يضم كتاب "خارج الفلسفة" الموضوعات المركزية في فلسفة جيل دولوز مثل: صورة الفكر، الفكر المترحل، الاختلاف والتكرار، قلب الأفلاطونية، الحركة

اختار المترجمان عددًا من الموضوعات المركزية في فلسفة جيل دولوز مثل: صورة الفكر، الفكر المترحل، نيتشه وصورة الفكر، المعنى واللامعنى، الاختلاف والتكرار، قلب الأفلاطونية، الحركة، الجيوفلسفة، الآيون، المفهوم.

اقرأ/ي أيضًا: جيل دولوز: الأغلبية والأقليات

وما قام به المترجمان في هذا الكتاب ليس عملية ترجمة اعتيادية، بقدر ما هو تنقيب بعين حاذقة وخبيرة ومتخصصة، أرادت أن تقدّم دولوز في صورة مكثفة.

يقول دولوز في الكتاب: "كل مرة نكتب فيها، نجعل غيرنا يتحدث. وقبل كل شيء، نجعل صورة معينة تتحدث. في العالم الكلاسيكي، على سبيل المثال، الذي يتحدث هم الأفراد. العالم الكلاسيكي برمته قائم على صورة الفردية، فيه يمتد الكائن في الفرد (نلمس ذلك في مكانة الإله ككائن متفرد السيادة). في العالم الرومانسي الشخوص هي التي تتكلم، وهذا أمر مخالف تمام الاختلاف: هنا يتعين الشخص كامتداد للتمثل. كان الأمر يتعلق بقيم جديدة للّغة والحياة. الظاهر أن تلقائية اليوم تفلت من امتداد الفرد أو الشخص، وليس مردّ ذلك فحسب قوى مجهولة الاسم. لطالما وضعونا أمام الاختيار بين موقفين: إما أن تكونوا أفرادًا أو أشخاصًا، وإما أن تسقطوا في هوة مجهولة يطبعها الاختلاط. وعلى رغم ذلك، فإننا نكتشف عالمًا من التفرّدات التي لم تتجسد بعدُ في أفراد أو أشخاص. إنها لا تؤول لا إلى أفراد ولا إلى أشخاص ولا إلى هوة مختلطة. إنها تفردات متحركة، سارقة وطائرة، تتنقَّل من هذا إلى ذاك، وتهشِّم وتكسر، وترسم صورًا من الفوضى، وتقطن فضاء مترحلًا. فرق شاسع بين أن توزع فضاء قارًا بين أفراد مقيمين مستقرين وفق حدود وأسوار، وبين أن تنشر تفردات في فضاء مفتوح من غير سياجات ولا مِلكيات. يتحدث الشاعر فيرلينغيتي Ferlinghetti عن الضمير الرابع للمفرد: إنه ما يمكن أن نحاول استنطاقه".

جيل دولوز: "كل مرة نكتب فيها، نجعل غيرنا يتحدث. وقبل كل شيء، نجعل صورة معينة تتحدث"

اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا يجب أن تموت الفلسفة؟

من المعروف أن جيل دولوز (1926 - 1995) فيلسوف وناقد فرنسي عاش أغلب حياته في باريس. له العديد من الكتب في الفلسفة وعلم الاجتماع. اهتم بوجه خاص بدراسة تاريخ الفلسفة وتأويل نماذج متعددة منها يعتبرها على غاية من الأهمية مثل فلسفات كانط ونيتشه وبرجسون وسبينوزا. وتمثل فلسفة جيل دولوز إلى جانب فلسفتي دريدا وفوكو تقليدًا مستقلًا في التفكير المعاصر يريد أن يقطع مع الهيجيلية والماركسية والبنيوية. ألف العديد من الكتب ومنها "نيتشه والفلسفة" (1962)، و"فلسفة كانط النقدية" (1963)، و"البرگسونية" (1966)، و"الاختلاف والمعاودة" (1968)، و"منطق المعنى" (1963). له أيضًا العديد من الدراسات حول الأدب والفن والسينما والتحليل النفسي.

أما المترجمان فعبد السلام بنعبد العالي مفكر وكاتب ومترجم وأستاذ بكلية الآداب في جامعة الرباط بالمغرب، له العديد من المؤلفات آخرها "قراءات من أجل النسيان"، وعادل حدجامي كاتب ومترجم من المغرب، يعمل كأستاذ محاضر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس، وله "جيل دولوز: عن الوجود والاختلاف".

 

اقرأ/ي أيضًا:

نيتشه.. فلسفة التخفّي

الفلسفة والتاريخ: العروي يتأمَّل نفسه