21-يناير-2021

غلاف الكتاب (ألترا صوت)

صدر حديثًا عن "دار الشروق" في العاصمة الأردنية عمّان، كتاب "حكاية إيسيدور" الذي يجمع بين دفتيه مجموعة قصص مختارة من الأدب المكتوب باللغة الألمانية، انتقاها وترجمها وقدّم لها أستاذ الأدب والنقد في جامعة بير زيت إبراهيم أبو هشهش.

تنتمي أغلب قصص "حكاية إيسيدور" إلى "أدب الأنقاض" الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، وتناول أحوال ألمانيا وناسها ما بعد الحرب

يضم الكتاب 21 قصة قصيرة مكتوبة باللغة الألمانية لكتّاب من ألمانيا وسويسرا والنمسا، مثل هاينرش بول، ماري لؤيسه كاشنتز، بيتر بيكسل، فولفانغ بورشرت، هيرتا موللر، توماس بيرنهارد، بالإضافة إلى هيرمان هيسه، ماكس فريش، بودو كيرشهوف، هانز بيندر، هيربرت هيكمان، الفريده يلينك، ودانييال كليمان.

اقرأ/ي أيضًا: "حياة فتاة أو القديسة".. مارتن فالزر محاورًا عوالم كافكا

ويشير إبراهيم أبو هشهش في تقديمه للكتاب، إلى أن القصص المختارة لا تُقدّم الصورة الكاملة للقصة الألمانية القصيرة، أو القصيرة جدًا، على اختلاف اتجاهاتها ومساراتها وخلفياتها، كما أنها لا تساعد في رصد التحولات التي طرأت عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة الراهنة، إذ اعتمد في اختياره للقصص على الذائقة الذاتية، وقابلية النصوص للترجمة إلى اللغة العربية، دون أن تفقد أصالتها وملامحها. ولكنها، في المقابل، تُقدّم نماذج غاية في التنوع من القصة الألمانية القصيرة على مدى أكثر من 60 عامًا.

ويعيد المترجم الفلسطيني ظهور القصة القصيرة في الأدب الألماني المعاصر وتطورها أيضًا، إلى عوامل مختلفة، أهمها ظهور المجلات الأدبية التي أخذت على عاتقها مهمة ترجمة وتقديم كتّاب القصة الأمريكيين إلى المشهد الأدبي في الدول الناطقة باللغة الألمانية، مثل إدغار آلان بو، سكوت فيتزجيرالد، أو. هنري، إرنست همنغواي، وليم فوكنر، وغيرهم. ويلفت في هذا السياق إلى الأثر الكبير الذي تركه هؤلاء الكتّاب، على القصة القصيرة الألمانية بشكلٍ خاص، والسرد الأدبي الألماني بشكلٍ عام.

وتربط مقدمة إبراهيم أبو هشهش البداية الحقيقية للقصة القصيرة في المشهد الأدبي الألماني، بنهاية الحرب العالمية الثانية، وتنامي شعور الألمان بضرورة القطيعة مع الماضي، والبدء من جديد في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب، حيث بدأ حينها عدد من الكتّاب بالحديث عما عُرف حينها بـ "ساعة الصفر الأدبية"، التي أفرزت مدرسة أدبية جديدة تبتعد عن اللغة الوجدانية المحملة بالأيديولوجيا، لصالح اللغة الواقعية، وهي المدرسة التي ستُعرف فيما بعد بـ "أدب الجيل الضائع"، أو "أدب الأنقاض" الذي اتخذ من ألمانيا وبؤسها بعد الحرب العالمية موضوعًا له.

يضم كتاب "حكاية إيسيدور" 21 قصة قصيرة مكتوبة باللغة الألمانية لكتّاب من ألمانيا والنمسا وسويسرا

اقرأ/ي أيضًا: ترجمة عربية جديدة لرواية "الفراشة".. الحرية هاجس الإنسان الأول

تنتمي أغلب قصص "حكاية إيسيدور" إلى هذه المدرسة الأدبية، خصوصًا قصص هاينرش بول، ماري لؤيسه كاشنتز، هانز بيدر، بيتر بيكسل، إذ انشغلت قصصهم بمواضيع مثل الجوع والبؤس والبرد والتشرد واليأس، قبل أن تُطوى صفحة هذه التيمات بعد الازدهار الاقتصادي، واختفاء البطالة، الأمر الذي جعل من هذه المواضيع غير واقعية، مما دفع هؤلاء الكتّاب إلى تغيير مساراتهم، والانتقال للحديث عما يتعلق بالنفس البشرية وتأملاتها وعوالمها الداخلية، بالإضافة إلى استخدام لغة تميل إلى التحليل والاستبطان، ليصير التعبير عن حالات الحلم والذكرى والطفولة والتأملات الداخلية، سمات رئيسية لهذا الأدب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "الحكومة العربية في دمشق".. الذكرى المئوية الأولى للدولة العربية

كتاب "يوميات عارف العارف".. شهادة مبكّرة عن إمارة شرق الأردن