01-أغسطس-2022
كتاب حكايات وقصص شعبية عراقية

كتاب حكايات وقصص شعبية عراقية

صدر حديثًا عن "شركة دار الوراق للنشر" في لندن كتاب "حكايات وقصص شعبية عراقية"، من إعداد الكاتب والناشر العراقي ماجد شبّر. الكتاب الذي يقع في 368 صفحة من القطع الكبير يتضمن مجموعة من القصص والحكايات الشعبية التي كان يجمعها المستشرقون وينشرونها في الدوريات العلمية.

عمل المستشرقون على جمع وتسجيل المئات بل آلاف من القصص والحكايات الشعبية العراقية والعربية ونشرها في الدوريات الشهرية والسنوية

يقول محرر الكتاب في المقدمة: "هذه مجموعة من الحكايات والقصص العراقية مر على جمعها أكثر من أربعين عامًا وبقت حبيسة الرفوف المتفرقة، ووجدت الآن متسعًا من الوقت لتقديمها إلى القارئ، قبل أن تمر السنيين ويصيبها النسيان الأبدي. كان أملي أن أقوم بجمع وتقديم جميع القصص والحكايات الشعبية التي جمعها المستشرقون الغربيون عند زيارتهم للعراق في القرن التاسع عشر والعشرين ونشرها، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. فتركت الأمر إلا على بعض الحكايات التي جمعها السويسري ألبرت سكون والتي عثرت عليها قبل خمسة وثلاثين عاما في مكتبة جامعة لندن وقد ضممت قسمًا منها في هذا الكتاب وكذلك أضفت بعض الحكايات التي نشرها د. دواد سلوم".

يشير شبّر إلى أن المستشرقين عملوا خلال القرون الماضية على جمع وتسجيل المئات بل آلاف من القصص والحكايات الشعبية العراقية والعربية ونشرها في الدوريات الشهرية والسنوية، ولولا هذا الجهد لذهب الكثير الكثير من ذلك التراث أدرج الرياح: "لقد دخل الاهتمام بالأدب الشفاهي في والقصص والحكايات بالعالم العربي في العصر الحديث من خلال اهتمام الأوربيين بالموروث الشعبي، مما ساعد المثقفين والكتاب الى إعادة الاهتمام بهذا التراث، يمكن ملاحظة ذلك من خلال صدور المجلات والكتب العديدة في العالم العربي خلال القرن العشرين".

وعن هذا الكتاب يقول: "يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الحكايات والسوالف والقصص الشعبية، كتبت من أفواه رواتها وبلغتهم التي رويت بها، بين الفصيحة والعامية، وقد حافظت على أسلوب السرد دون أن أُفْصِح الكلام واجعله باللغة الفصحى. إن عملًا كهذا لو تم، سيكون قاتلًا لقيمة الحكايات والقصص ويقضي على جزء من المورث في نصوص الحكايات. شملت هذه الحكايات والقصص مناطق العراق المختلفة، ففيها حكايات حضرية (أهل المدن) وقروية وبدوية. وعندما شرعت في إعداد هذا الكتاب وجدت تكرارًا في بعض الحكايات مع بعض الاختلافات في السرد وفي استعمال المفردات، ولقد عملت على إبقاء جميع الحكايات والقصص التي سجلت آنذاك وضممتها في هذا الكتاب".

ويختم كلامه بالقول: "إن المتصفح لهذا الحكايات والقصص يجد فيها امتدادًا للماضي والهوية المشتركة للعراقيين من خلال تشابه وتداخل الحكايات والقصص وما تحويها من معاني ومفاهيم وأفكار متنوعة. يقول ستيفن بلجر؛ هذا التاريخ المشترك ليس بذلك التاريخ السياسي اَلْمُوَثَّق بل إنه تصور للماضي. فالقصص لا تفصح عن محتوى الماضي من فعل وماذا فعل وأين فعل، بل تنقل إلى أحداث وتصورات الماضي. لا تحفظ المعلومات في الثقافات الشفوية حرفيًا، بل تعاد صياغتها وتتحد مع ما يستجد من عناصر جديدة. فكل راوٍ يغير في الرواية التي ينقلها، فيحتفظ ببعض التفاصيل ويغير بعضًا منها حسب الزمان والمكان، وبين الحين والآخر يضيف عناصر جديدة. والسامعون من كل جيل جديد سيفهمون بعض المفاهيم التي تلائم زمانهم من بعض، فيحتفظون بها، وهكذا بدورهم يكيفون رواياتهم. يجب ألا يُنظر إلى هذه القصص والحكايات بوصفها إبداعًا فنيًا بل يجب على القارئ أن يفهم أنها قائمة على ما يذكر الراوي وما تدخل فيه من عناصر".

يذكر ان الكاتب شبر كان قد أصدر قبل 30 سنة كتابيين في هذا السياق الأول هو "الأدب الشعبي العراقي" والثاني "مدخل إلى المقام العراقي"، وهذا الكتاب بالإضافة إلى كتاب آخر يدخل فيه الشعر والحكايات والأمثال جزء من هذا الاهتمام القديم الجديد.