28-فبراير-2021

تشكل حملات المقاطعة خطرًا على دولة الاحتلال (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أصدرت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" حديثًا، كتاب "حركة مقاطعة إسرائيل BDS: بحثٌ في الطُرق والقيم والتأثير"، للباحث وأستاذ العلوم السياسية والاجتماعية الفلسطيني عمرو سعد الدين، يضيء فيه على تجربة الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، ويبحث في ظروف نشأنها، ودورها في مقاومة الكيان الصهيوني منذ تأسيسها قبل نحو عقدٍ ونصف.

يتناول عمرو سعد الدين في كتابه مسار نشوء حركة مقاطعة إسرائيل في المجتمع الفلسطيني، وطبيعة الأطراف الفلسطينية التي دفعت باتجاه تشكيلها

يناقش المؤلف طبيعة الفئات الاجتماعية التي تشكل حركة المقاطعة، وعلاقة الأخيرة بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة، ويُخصص مساحاتٍ واسعة لرصد دورها وتأثيرها في النضالات الفلسطينية والعربية والعالمية ضد الكيان الصهيوني، باعتبارها أداة فاعلة في مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، والتأثير على صورة الكيان عالميًا، وعزله، إلى حدٍ ما، أكاديميًا وثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، الأمر الذي دفع عددًا من المسؤولين الصهيونيين إلى الاعتراف بتأثيرها، واعتبارها خطرًا يهدد وجود دولتهم وأمنها.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "حيوات مقدسيّة في سيَر المدينة والناس" بالعربية والإنجليزية

يضم كتاب عمرو سعد الدين خمسة فصولٍ بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة، ويتناول الباحث الفلسطيني في أول فصوله "نشأة حركة مقاطعة إسرائيل في سياقها الفلسطيني"، مسار نشوء الحركة في المجتمع الفلسطيني، معتبرًا أنه لا يمكن فهمها من دون التركيز على نشأتها الفلسطينية، ولكن دون أن ينفي الفرضيات التي تقول بأنها ذات منشأ أوروبي وأمريكي.

ويبحث المؤلف ضمن هذا السياق، في تفاعلات الانتفاضة الثانية في المجتمع الفلسطيني وخارجه، ويناقش تأثيرها، إلى جانب اتفاقية أوسلو، في تبلور حركة المقاطعة، بالإضافة إلى مناقشته طبيعة الأطراف الفلسطينية التي دفعت باتجاه تشكيلها، واستعراضه الخبرات الفلسطينية السابقة في هذا المجال، وارتباط السياق الفلسطيني بسياقاتٍ إقليمية وعالمية، دون أن يغفل عن تناول السؤال الاقتصادي للمقاطعة، وأبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية.

يتناول عمرو سعد الدين في الفصل الثاني من الكتاب "طرق أوروبية وأسئلة حضور المقاطعة"، بداية ظهور المقاطعة في أوروبا، ومدى تأثيرها، قبل الانتفاضة الثانية وبعدها، في المجتمعات الأوروبية، لا سيما في بريطانيا وبلجيكا.

ويدرس المؤلف في هذا الفصل ملامح المقاطعة الأساسية في بريطانيا وإيرلندا قبل سنة 2005 وبعدها، بالإضافة إلى التفاعلات الأكاديمية الفلسطينية والبريطانية ضمن إطار المقاطعة والدعوة إليها، والحملات الأوروبية المضادة التي انطلقت ردًا عليها، ودعت إلى مقاطعتها أيضًا.

يضيء عمرو سعد الدين على تجربة الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل، ويبحث في ظروف نشأنها، ودورها في مقاومة الكيان الصهيوني

في الفصل الثالث "سجال الحضور الإسرائيلي في دعوات المقاطعة"، يستعرض الباحث الفلسطيني السياق التاريخي الإسرائيلي للمقاطعة، وحجج المقاطعة الشاملة، والتباسات المقاطعة الفلسطينية. فيما يضيء في الفصل الرابع "حراك المقاطعة العربية: من الجذور الشعبية إلى التبني الرسمي"، على المساهمات العربية في تشكيل حركة المقاطعة، وتداعيات الثورات العربية عليها، وتصاعد وتيرة التطبيع الرسمي، بالإضافة إلى أثر النكبات والانقسامات العربية عليها، وارتباطها بالحرية وقيم العدالة والديمقراطية.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "تركيا: التاريخ السياسي الحديث والمعاصر ".. سيرة بلد في القرن العشرين

ويفرد المؤلف في هذا الفصل، مساحة لمناقشة التحركات الأردنية الجديدة المتمثلة بدعوات مقاطعة الغاز الإسرائيلي، وحالة قانون مناهضة التطبيع في تونس، والمقاطعة الثقافية في لبنان وتحولاتها. أما الفصل الخامس "حراك مقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية"، فقد خصصه عمرو سعد الدين لدراسة دور وتأثير الحركة في المجتمع الأمريكي، وتفاعل التضامن الأمريكي معها، والدعوات المتزايدة، بضغوطٍ صهيونية، لمقاطعة المقاطعة ومواجهتها بمختلف الوسائل الممكنة، لا سيما القانونية منها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "الإمبريالية والهوية الثقافية".. كيف أنشأت بريطانيا الرياضة المصرية؟

كتاب "الهجرة وتشكل النخبة السياسية في لبنان".. الثروة المهجرية والصعود السياسي