20-يناير-2025
كتاب حدث في شارع الصحافة

كتاب "حدث في شارع الصحافة" (الترا صوت)

في كتابه "حدث في شارع الصحافة: أوراق ومعارك" (دار كلمة، 2023)، يسرد الكاتب المصري شهدي عطية قصصًا وحكايات لم تروَ من قبل، كما يسلط الضوء على شخصيات ساهمت في كتابة تاريخ الصحافة المصرية. 

يستعرض الفصل الأول من الكتاب ردود أفعال الصحافة المصرية على قرار إلغاء دور الدعارة رسميًا، في عام 1949، بما في ذلك آراء كبار الكتّاب والصحفيين في تلك الفترة، مثل سلامة موسى، علي الدالي، عبد القادر المازني، محمد التابعي، الذين تباينت آراؤهم بين مؤيد ومعارض. كما سلط الضوء على الحوار النشط الذي دار بين القراء والصحفيين، خاصةً محمد التابعي الذي أثارت آراؤه المعارضة جدلًا واسعًا، والتي قوبلت بردود أفعال متباينة، من بينها رأي الشيخ محمود أبو العيون الذي عُرف بمواقفه الحازمة في محاربة هذه الظاهرة، عدا عن عودة الأصوات التي طالبت بعودة دور الدعارة بعد ثورة تموز/يوليو 1952، مثل موسى صبري. 

يروي الكاتب أيضًا قصة أول تحقيق قام به محمد حسنين هيكل في جريدة "الإيجبيسيان" في عام 1942، إضافةً إلى الجدل الذي أُثير حول شخصية عباد محمود العقاد، وذلك من خلال استعراض بعض الحوادث التي تعرض لها، مثل المقالب الصحفية، وتسريب تفاصيل جلسات صالونه الخاص، وإجراء حوار معه ونشره دون علمه. وقد أثارت هذه الحوادث ردود فعل عنيفة من جانب زملائه الكتّاب، مما كشف عن الخلافات والآراء المتباينة حول شخصية العقاد وأدبه. 

يسرد شهدي عطية في كتابه قصصًا وحكايات لم تروَ من قبل، ويسلط الضوء على شخصيات ساهمت في كتابة تاريخ الصحافة المصرية

وأوضح الكتاب أيضًا دور صلاح جاهين في صناعة المشهد الشعري المصري المعاصر، وتقديمه نخبة من أهم الأصوات الشعرية الشابة من خلال زاوية "شاعر جديد يعجبني"، مثل عبد الرحمن الأبنودي وفؤاد قاعود وسيد حجاب، الذين فتح لهم آفاقًا جديدة في عالم الشعر.

ولم يكتفِ الكتاب بتسليط الضوء على الجانب الإبداعي لصلاح جاهين، بل تناول بعمق معاركه الصحفية الشرسة. فإلى جانب قلمه الذي اكتشف مواهب شابة عديدة، كان هناك قلم حد يدافع عن الحقيقة والعدالة، كما فعل في مواجهته مع النقابة العامة للمحامين، وحادثة الرباعية التي أزعجت أجهزة الأمن. 

يفرد شهدي عطية كذلك حيزًا لمسيرة محمد حسنين هيكل مستكشفًا أولى خطواته في عالم الصحافة العربية. هكذا نجد أنفسنا أمام الشاب الذي وقعت عليه الأضواء لأول مرة تحت اسم الأديب محمد حسنين هيكل، ونكتشف تفاصيل أول مقال له، وأول حوار أجرته. كما يكشف الكتاب عن جوانب خفية من علاقته بأستاذه التابعي، ويعرض قراءاته التحقيقية الأولى التي لم يسبق لأي دراسة أن سلطت الضوء عليها.

يقدم الكتاب قراءة عميقة في حياة محمد حسنين هيكل، مستكشفًا جوانب جديدة ومجهولة من مسيرته الصحفية. فنجد أنفسنا أمام شاب يخطو أولى خطواته الحذرة في عالم الكتابة الصحفية، ونكتشف تفاصيل حواراته الأولى وتحاليله النقدية. كما يكشف الكتاب عن علاقة هيكل بأستاذه التابعي، ويسلط الضوء على تحقيقاته الصحفية الأولى التي لم ترَ النور من قبل.

في الفصل الأخير من الكتاب، يأخذنا عطية في رحلة لاستكشاف حياة الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، الذي يكشف عن جوانب جديدة ومجهولة من مسيرته الصحفية. هكذا نجد أنفسنا أمام بهاء الدين الشاب وهو يكتب في جريدة "اللواء الجديد"، حيث يخوض تجربة شائكة تكاد أن تودي به إلى السجن.

كما يستعرض الكتاب بدايات بهاء مع مجلتي "روز اليوسف" و"صباح الخير"، ويكشف تفاصيل مثيرة عن نشأة مجلة "صباح الخير"، ودور بهاء في صياغتها. ثم يختتم المؤلف كتابه بتناول المعارك الصحفية التي خاضها بهاء، ومنها معركته الشهيرة مع الشيخ أبو زهرة ومعركته مع  الصحفي أحمد زين، استنادًا إلى وثائق ومعطيات جديدة غالبًا. وفي معظم فصول الكتاب، نجح الكاتب في عرض المواضيع بسلاسة وتنسيق، ووضع في نهايته ملحقًا بالوثائق والصور الأصلية من الجرائد للمواضيع المعروضة في الكتاب.