19-أكتوبر-2020

ريكاردو بيجليا وكتابه

ألترا صوت – فريق التحرير

أصدرت "منشورات المتوسط" كتاب "القارئ الأخير" للنَّاقد والرِّوائي والقاصّ الأرجنتيني الشهير ريكاردو بيجليا، بتوقيع المترجم أحمد عبد اللطيف.

ريكاردو بيجليا الذي يُعدُّ واحدًا من أهمِّ كتاب أمريكا اللاتينية، هو أيضًا أشهر من اشتغل في مجال النقد الثقافي والإبداعي وعلاقة الأدب بالتلقي، بل إن مجلّة سوديتش زيتونج الألمانية تعتبره: "من بين كُتّاب أمريكا اللاتينية كلّهم الذين نهضوا على أكتاف بورخيس الرائد، وأفضل مَنْ تمتّع برؤى مناخات الأدب العالمي وأراضيه".

في هذا الكتاب يناقشُ بيجليا سؤالَ: ما هو القارئ؟ مَنْ هو؟ ماذا يحدث له عندما يقرأ؟

الأدب، بحسب بيجليا، يمنح اسمًا وحكايةً للقارئ. من دون كيخوتيه إلى هاملت، من بارتلبي إلى قارئ بورخس المخترَع، من إيما بوفاري إلى فيليب مارلو، نتصادف مع تنويعة لا نهائية من القرّاء: الرّائي، المريض، المُوسوَس، الميلانكولي، المترجم، الناقد، الكاتب، الفيلسوف، ولِمَ لا؟!: المؤلّف نفسه، بيجليا كـ بيجليا أو بيجليا كـ رينزي (الشخصية التي يتخفّى وراءها في أدبه).

من الكتاب

القارئ، مثل مَنْ يفكّ الشفرة، مثل المترجم، كان، في أحيان كثيرة، محض استعارة وأليجورية للمثقّف. فصورة مَنْ يقرأ تمثّل جزءًا من بنية صورة المثقّف بالمعنى الحديث. ليس كأديب فحسب، إنما كشخص يواجه العالم في علاقة تواسط مبدئية، في نوع محدّد من المعرفة. القراءة تتوظّف كنموذج عامّ لبنية المعنى. وتردُّد المثقّف يمثّل دومًا عدم اليقين في التأويل، في القراءات الكثيرة الممكنة للنّصّ.

 ثمّة توتّر بين فعل القراءة وفعل السياسة. ثمّة تعارض ضمني بين القراءة والقرار، بين القراءة والحياة العملية. هذا التّوتّر بين القراءة والتجربة، بين القراءة والحياة، نجده شديد الحضور في الحكاية التي نحاول تشييدها. وأحيانًا كثيرة يكون ما قرأناه هو الفلتر الذي يسمح بمنح معنى للتجربة. القراءة هي مرآة التجربة، هي التي تُعرّفها، وتصيغها

عن الكاتب

ريكاردو بيجليا؛ وُلد في أدروجيه في بوينوس آيرس (الأرجنتين) عام 1940. ويُعدّ أحد أهمّ كُتّاب أمريكا اللاتينية وأكبرهم في الثلث الأخير من القرن العشرين وبدايات هذا القرن. اشتهر كروائي وقاصّ ومنظّر أدبي، ورحل عن العالم في 2017.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "محاضرات في تاريخ الفلسفة السياسيّة".. في قراءة آباء الليبرالية الغربية

رواية "أحجية إدمون عَمران المالح".. حياة كأنها البرزخ