08-مايو-2021

كتاب "الفن الفلسطيني المعاصر: الأصول، القومية، الهوية" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

واظبت الفنون البصرية الفلسطينية على توثيق قضية الأرض والإنسان الفلسطيني منذ بدايتها، حيث حرص الفنانون الفلسطينيون على تقديم أعمالٍ تواكب مختلف مراحل هذه القضية وتحولاتها، منذ وقوع النكبة عام 1948، وما ترتب عليها من عمليات إبادةٍ وتهجيرٍ جماعيٍ بحق الشعب الفلسطيني، وحتى ظهور المنظمات الثورية، وانطلاق العمل الفدائي المسلح.

يضم الكتاب ستة فصولٍ تبحث في مأزق نشأة الفن الفلسطيني المعاصر، ودور الكارثة وموقعها في سياق هذه النشأة

الوقوف على ظروف نشأة هذا الفن، وتوثيق مراحل تطور ممارساته المعاصرة، وعلاقته بتحولات القضية الفلسطينية المختلفة وطبيعة انعكاساتها عليه، هو موضوع كتاب "الفن الفلسطيني المعاصر: الأصول، القومية، الهوية"، الذي صدرت نسخته العربية حديثًا عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، في العاصمة اللبنانية بيروت، تأليف بشير مخول وغوردون هون، وإعداد وتحرير الباحثة المتخصصة بالفنون البصرية الفلسطينية روان شرف، ترجمة عبد الله أبو شرارة.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "لفتا: سجل شعب".. التاريخ والتراث الثقافي والنضال

يضم الكتاب الصادر للمرة الأولى باللغة الإنجليزية عام 2013، ستة فصولٍ تبحث في مأزق نشأة الفن الفلسطيني المعاصر، ودور الكارثة وموقعها في سياق هذه النشأة، إلى جانب تناولها لطبيعة موقع مدينة القدس، بصفتها مدينة مقدسة، ضمن السياق ذاته.

ويسعى مخول وهون، على امتداد هذه الفصول الموزعة على 276 صفحة، إلى تقديم دراسةٍ نقدية موسعة حول الفن الفلسطيني المعاصر بمختلف مدراسه وتياراته، باعتباره جزءًا لا يمكن تجاهله في سياق المحاولات التي تسعى إلى فهم تشكيل وتمثيل الهوية الفلسطينية.

وينطلق المؤلفان في محاولتهما هذه، من النظريات التي تتمحور حول تشكيل الأمة وعلاقتها بالدولة القومية الحديثة، وذلك ضمن إطارين مختلفين يحكمان مسار هذه المحاولة: استعماري، وما بعد استعماري. ويحاولان، في الوقت نفسه، الإضاءة على طبيعة العلاقة التي تجمع بين الفن والقومية، وهي علاقة تؤدي فيها فكرة المنشأ دورًا مهمًا وإشكاليًا، لا سيما وأنهما يتعاملان مع النكبة بوصفها الحدث التأسيسي للتاريخ الفلسطيني الحديث، ووصلة محورية في بناء الهوية الفلسطينية وفق تعبيرهما.

ويَنظُر مخول وهون إلى الشتات الفلسطيني، بما هو مفهوم مؤسِّس للهوية الفلسطينية المعاصرة، بوصفه أساسًا لفهم الثقافة الفلسطينية وتمثيلاتها المختلفة، وذلك بشكلٍ يتصل ويتجاوب، وبحسب ما جاء في بيان "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، مع صيغة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد المتناقضة التي تُعرف بـ "تماسك التشتت".

نشأة الفن الفلسطيني، وتوثيق مراحل تطور ممارساته المعاصرة، وعلاقته بتحولات القضية الفلسطينية، هو موضوع كتاب "الفن الفلسطيني المعاصر"

وبعد تناولهما لما سبق من جوانب نظرية ونقدية، ينتقل الباحثان إلى تفكيك السرديات المتداولة ضمن حقل تأريخ الفن الفلسطيني، تلك التي تعود إلى القرن التاسع عشر للبحث عن أصوله وجذوره. ويَعتبران، في هذا السياق، أن الفن الفلسطيني المعاصر يتمظهر من خلال تعدد الهويات والمرجعيات السياسية والفلسفية وعلاقاتهما المركبة، إن كان تجاه سرديات الهوية أو بناء الأمة.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "الرواية الفلسطينية من سنة 1948 حتى الحاضر".. بين الجماليات والسياسة

ويربط المؤلفان في نهاية كتابهما، بين الأطروحات النقدية والنماذج التي تنتجها العولمة في فضاء الفن، ودورها وموقعها في سياق الحديث عن الفن الفلسطيني المعاصر. كما ويعرضان في الوقت نفسه، قدرة الفنان الفلسطيني على تخطي حدوده القومية، والتحليق في فضاءت عولمة الفن، رغم معضلة غياب الدولة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "خرائطية المنفى".. في فن محمود درويش الشعري

كتاب "حركة مقاطعة إسرائيل BDS".. بحثٌ في الطُرق والقيم والتأثير