20-مارس-2022
كتاب "السرقة من المسلمين (السَّاراسِن): كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا" (ألترا صوت)

كتاب "السرقة من المسلمين (السَّاراسِن): كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا" (ألترا صوت)

أصدرت "الدار العربية للعلوم ناشرون"، حديثًا، كتاب "السرقة من المسلمين (السَّاراسِن): كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا؟"، للباحثة والمستعربة البريطانية المتخصصة في دراسات الشرق الأوسط ديانا دارك، التي تضيء فيه على الجذور العربية والإسلامية للعمارة الأوروبية عمومًا، وفن العمارة القوطية خصوصًا.

تقول ديانا دارك في كتابها إن تصميم معظم الكنائس والمعالم العمرانية الأوروبية الشهيرة مأخوذ من مباني وكنائس ومعالم دينية شرقية

اختارت المؤلفة استخدام مفردة "السَّاراسِن" في عنوان كتابها، بدلًا من العرب أو المسلمين، بهدف الإشارة إلى المفارقة التي ينطوي عليها الكتاب، ذلك أن "ساراسِن" المشتقة من "سرقة"، هي المفردة التي استخدمها الأوروبيون في القرون الوسطى لوصف العرب والمسلمين. وفي استخدامها لهذه المفردة تقول ديانا دارك، ضمنيًا وبسخرية، إن الأوروبيين سرقوا تصاميم عمارتهم ممن يعتبرونهم لصوصًا.

ولدت فكرة الكتاب الذي صدر للمرة الأولى عام 2020 عن "دار هيرست"، ونقله إلى العربية عامر شيخوني، بعد حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، يوم 15 نيسان/ أبريل 2019، وما رافقها من أحاديث وكتابات حول الهوية الثقافية – العمرانية لفرنسا وعموم القارة الأوروبية، حيث تُعتبر الكاتدرائية رمزًا للفن القوطي الذي يميّز العمارة الأوروبية، ويشدّد الباحثون والأكاديميون الأوروبيون على أنه فن أوروبي خالص.

YT Banner

تُعيد ديانا دارك في كتابها الذي تقع نسخته العربية في 574 صفحة من القطع الوسط، النظر في هذه المقولات التي انتشرت بعد الحادثة بهدف تقديم فهم جديد لأسس وجذور العمارة الأوروبية، لا سيما خلال مراحل ازدهارها بين القرنين الخامس والسادس عشر، مع التركيز على الفن القوطي الذي تقدّم سردًا تاريخيًا غنيًا بالمعلومات حول جذوره التي ترى أنها تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث نشأت المسيحية، وترتبط بكنائسه على نحوٍ وثيق.

وترى الباحثة البريطانية أن تصميم معظم الكنائس والمعالم العمرانية الأوروبية الشهيرة، مثل كاتدرائية نوتردام في باريس، وكنيسة القديس فيتالي في مدينة رافينا الإيطالية، وكاتدرائية آخن في ألمانيا، بالإضافة إلى مبنى البرلمان البريطاني "قصر وستمنستر"؛ مأخوذ من مباني وكنائس ومعالم دينية شرقية، ومنها قبة الصخرة في القدس، وكنيسة قلب لوزة الواقعة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وغيرها من الكنائس التي اختفى بعضها ولا يزال بعضها الآخر قائمًا حتى هذه اللحظة.

تشير ديانا دارك إلى أن جذور العمارة القوطية تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، وترتبط على نحوٍ وثيق بكنائسه ومعالمه العمرانية

تقول دارك إن الأمر لم يقتصر على الكنائس وغيرها من المعالم العمرانية الشهيرة في أوروبا، بل شمل أيضًا مدنًا بأكملها، مثل مدينة البندقية الإيطالية التي تفيد المعلومات التي تستعرضها حولها، بأنها بُنيت وفق تصاميم عربية نقلها تجارها من رحلاتهم التجارية إلى الشرق، وخاصةً فلسطين وسوريا.

وتحرص المؤلفة في هذا السياق على الإحاطة بالظروف التاريخية الداخلية التي ترى أنها ساهمت في دخول فنون العمارة الإسلامية إلى أوروبا. بالإضافة إلى الإضاءة على دور أحداث تاريخية كبرى ومفصلية في تاريخ القارة، مثل الحروب الصليبية، وحروب استعادة الأندلس وصقلية، في نقل هذه الفنون التي تشكل أساس العمارة القوطية حسب دارك، التي تستشهد بكتابات عددٍ من المهندسين الأوروبيين الذين يشاركونها الرأي نفسه، لإثبات وجهة نظرها.