05-أغسطس-2022
كتاب الحوثيون واليمن الجديد

كتاب الحوثيون واليمن الجديد

تأتي أهمية كتاب "الحوثيون واليمن الجديد.. صراع الدولة والقبيلة والجوار" للباحث والمترجم سعود المولى من محاولة الإجابة عمن هم الحوثيون وما صلتهم بالمذهب الزيدي؟ وهل صحيح أنهم من الفرقة الزيدية الجارودية؟ وبماذا تختلف عن الزيدية الرسمية أو الهادوية؟ هل هناك فرق بين زيدية صنعاء وزيدية صعدة وذمار؟ لماذا يحارب الحوثيون منذ عشر سنوات؟ ما صلتهم بالرئيس علي عبد الله صالح؟ لماذا خاضوا حروبهم السابقة ضده ثم تحالفوا معه ومع حزبه؟ ما انتماءاتهم القبلية وما صلتهم بإيران وبحزب الله اللبناني؟ وهل صحيح أنهم زيديون انتقلوا الى التشيع الامامي الاثني عشري؟ ما مشروعهم السياسي في اليمن بعد الثورة الشبابية؟

لماذا يحارب الحوثيون منذ عشر سنوات؟ ما صلتهم بالرئيس علي عبد الله صالح؟ لماذا خاضوا حروبهم السابقة ضده ثم تحالفوا معه ومع حزبه؟ ما انتماءاتهم القبلية وما صلتهم بإيران وبحزب الله اللبناني؟

نستعرض في هذه المراجعة أبرز ما جاء في هذا الكتاب الذي صدر قبل سنوات، وصدرت الطبعة الثانية منه منقحة ومزيدة في شهر حزيران/يونيو الماضي. كما نتوقف عند الرؤية التي قدمها المؤلف حول الحوثيين ومستقبل هذه الجماعة.

منهج الكتاب

إن المنهجية التي يقدمها المولى في كتابه، هي النظرة السوسيولوجية للجماعة الحوثية، الانطلاق من نشأت الحركة وتفكيك أنسجتها المتكونة والمتأثرة بالثورة الإيرانية وبالصحوة الإسلامية مطلع الثمانينات، إلى البناء على هيئة حزب الله اللبناني، في استراتيجية للهيمنة على السلطة والانفراد بالحكم.

ويسقط المولى نظريات علم الاجتماع على الدراسة، حيث يبتدأ بطرح نظريات التنظيم الديني حيث يعرف التنظيم الديني "أنه إلى جانب المظاهر العقدية والتجريبية والغيبية والفلسفية والعجائبية والثقافية والعبادية للدين، فإن ممارسة الحياة الدينية اليومية تجري من خلال وبواسطة علاقات اجتماعية منظّمة ومهيكلة. وشكل هذه العلاقات يختلف من جماعةٍ إلى أخرى ومن زمنٍ إلى آخر" (1).

ويوضح بأن هناك مصطلحات يتم تداولها في الغرب حول تسمية الجماعات الدينية وهي تحمل معنى واحد (الطائفة/ الفرقة/ الشيعة)، وإن الإشكالية حين تترجم هذه المصطلحات إلى عالمنا العربي فإنها مختلفة المعاني، وإن استخدامها لم يخضع إلى قواعد محددة، ويبين بأن مؤرخي الجماعات اعتبروا الزيدية (2)، من ضمن فرقة الشيعة ولم يستخدموا مصطلح طائفة.

كما يضع منظور الطائفة الحديث فيقول: "معيار مفهوم الطائفة وجود مجموعة من الأشخاص تعيش في بلدٍ أو في منطقةٍ معيّنة تتميّز بعامل العرق أو الدين أو اللغة أو التقاليد الخاصة بها، والتي تتّحد بشعورٍ من التضامن بهدف الحفاظ على تقاليدها وصيانة طقوسها وتأمين التعليم والتربية لأولاده" (3)، وهو ما ينطبق نسبيًا على الجماعة الحوثية، ثم يذهب المولى إلى مناقشة تكوين الهوية الطائفية عبر ذاكرتها الجمعية والحفاظ على ثقافتها في بيئة متعددة الطوائف.

ولا يغفل المولى عن مناقشة تأثير القبيلة والدولة وذلك بسبب ما تميزت به الحركة الحوثية حيث استطاعت الولوج إلى بنية القبيلة، ويعرج على الكثير من النظريات الاجتماعية حول القبيلة وأدوات انتاجها، ويوضح تميز القبيلة اليمنية بخاصتين وهما: الحضور السياسي داخل الدولة المركزية، والاحتفاظ ببناء قوة محلية قادرة على النمو الذاتي (4).

محتويات الكتاب

يبدأ المولى الكتاب بفصل أسماه بمقدمات نظرية، احتوى على تقديم نظريات سوسيولوجية تخص التنظيم الديني والطوائف والقبيلة، وبناء الهوية لدى الجماعات الدينية، ثم يعرض لمحة عن الجمهورية اليمنية مبينًا أبرز المعلومات الهامة حول التاريخ العام والجغرافيا والحدود والتنوع التضاريسي والتعداد السكاني.

وأما في الفصل الثالث فتناول المذهب الزيدي في اليمن، عارضًا الأصول والجذور حيث يُنسب المذهب الزيدي الى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب. وُلد زيد في المدينة المنوّرة سنة 80 للهجرة (699م)، ونشأ وتربى في كنف أبيه علي بن الحسين (5)، كما وضح بأن زيد بن علي كان ينكر وجود نص يعين أشخاصًا محددين للإمامة والخلافة في من آل البيت، والفكر الأساسي لدى الزيدية والتي لا غموض فيها هي وجود الإمام لا غيابه، وأن يثور الإمام المفضول على الفاضل أو على الظلم اذا استوفى شروط الإمام، وهذه الفكرة هي ما تميز الزيدية عن الشيعة.

وفي ذات الفصل يتحدث المولى عن علاقة الزيدية بالمعتزلة حيث يوضح بأنهما يجتمعان في مسألة الأصول الخمس (التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ويؤكد بأن الصلة الفكرية كانت وثيقة بين أئمة الزيدية وعلماء المعتزلة وأنها بلغت حد المناصرة، كما تتلمذ عدد من أئمة الزيدية على بعض علماء المعتزلة لاحقًا؛ وتوّجت تلك العلاقة بإرسال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614هـ/ 1217م دعاته إلى بغداد لاستنساخ كتب ومصنفات المعتزلة الفكرية، لتصبح مكتبات اليمن -من حينه- مخزنًا حافظًا لتراث المعتزلة حتى الوقت الراهن.

يتحدث سعود المولى عن علاقة الزيدية بالمعتزلة حيث يوضح بأنهما يجتمعان في مسألة الأصول الخمس (التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)

كما يتطرق المولى إلى علاقة الزيدية والأثنى عشرية، حيث يوضح الفرق بينهما من ناحية الإمامة حيث يتفق المذهبين بأحقية علي بن أبي طالب لكنهما يختلفان في تفضيل علي بن أبي طالب ونسله حيث لا تفضل الزيدية ذلك عكس المذهب الإثني عشري، كما أن المذهب الزيدي يرى الثورة على الحاكم الظالم من أسس العقيدة لديهم، بينما يرى الإثني العشرية بأن الإمام في غيبته. ويذهب المولى في أغوار التاريخ باحثًا عن الفرِق داخل المذهب الزيدي تاريخيًا فيعددها كرونولوجيًا".

أولًا فرق الجارودية (6) والصالحية (7) وتسمى أيضًا البترية (8) والسليمانية (9) (القرن الثاني للهجرة). وبحسب بعض العلماء من الزيدية أن هاتين الفرقتين (الصالحية البترية والسليمانية) لا وجود لهما اليوم كما أنها فرق تنتسب إلى علماء من غير أهل البيت في حين أن الزيدية لا يتبعون إلا تأصيلات أئمتهم" (10).

ويرى المولى بحسب بحثه بأنه لم يبق من فرق الزيدية إلا الجارودية آخذًا بقول المؤرخ نشوان الحميري (11). وقد يخالفه البعض بالرأي حيث يقول باحثون إن الجارودية السياسية تعود للظهور في المشهد الزيدي عند تراجع النشاط الفكري للمدرسة الزيدية الأصلية أو عند وجود هجوم عليها من أطراف خارجية وعند طغيان المد الإثني عشري.

ويبين المولى بأن المذهب الزيدي قد جمع بين التيار الشيعي الامامي متمثلًا بالجارودية، وبالتيار السني متمثلًا بالفقه الحنفي، إضافة إلى اعتناقه معتقدات المعتزلة مما يجعلنا نقول بأن الزيدية معتزلة في الأصل أحناف في الفقه والفروع.

وفي الفصل الرابع يتناول المولى صراع القبائل والمناطق في اليمن حيث إن المجتمع اليمني يشكله 85 % أبناء قبائل، وتعتبر القبيلة هي الثقافة والوطن، ويحفر المولى في مقدمة الفصل حول أصل كلمة قبيلة وشعب، ثم يبين النظام الاجتماعي الهرمي في اليمن، حيث يقف في قمة الهرم الفئات ذات الزواج اللحمي: السادة الذين ينتهي نسبهم إلى علي وفاطمة، ويليهم المشايخ، ومن ثم القبائل، وبعدهم الضعفاء والمساكين أي أهل القرى والمدن الذين فقدوا صلاتهم بقبائلهم، فالعبيد والخدم (12).

كما يعدد أسماء القبائل وأبرز الاتحادات القبلية، حيث يقول وقد حصر بعض المعنيين بتاريخ اليمن القبائل فكان عدد أهم القبائل التي تقيم في جبال الهضبة 141 قبيلة، وعدد قبائل تهامة اليمن المهمة 27 قبيلة، وباقي القبائل تتوزع على المناطق الشرقية والجنوبية للبلاد (13)، كما أن القبائل اليمنية (الزيدية) قحطانية تعتز بأصالتها، في حين أن السادة هاشميون عدنانيون جاءوا من الشمال. والقبيلة اليمنية يحددها الإقليم أو الأرض أكثر من الدم والنسب. وهي فلاحية حضرية وليست من البدو الرحل. والتناقض بين السادة والقبائل كان عنصرًا رئيسًا حكم تاريخ اليمن أكثر من التناقض بين بدو وحضر السائد في بقية أنحاء الجزيرة العربية (السعودية والبحرين مثالًا). وقد أدى بنو هاشم دورًا سياسيًا ودينيًا كبيرًا وأساسيًا في تاريخ اليمن، غير أن القبائل لا تعتبرهم يمنيين أقحاحًا مثلهم.

وفي الفصل الخامس تناول الإمامة الزيدية واليمن من بعد تاريخي، حيث سرد تاريخ اليمن في صدر الإسلام، وصولًا إلى أول حكم للأئمة الزيود متناولًا سيرة مختصرة للإمام الهادي يحيى بن الحسين (ت 922م) مؤسس الدولة الزيدية في اليمن، ثم يتطرق إلى الدويلات اليمنية غير الزيدية التي تكونت إبان صدر الإسلام وما تلاها ونافست الدولة الزيدية في التمدد والانكماش على الأراضي اليمنية، ابتداءً بدولة بني زياد واليعفريين ودولة بني رسول وبني نجاح، وصولًا إلى الدولة الطاهرية والتواجد العثماني في اليمن عام 1538م، ومقاومة الائمة الزيود للأتراك والثورة عليهم ووراثة الحكم على اليمن بعد خروج العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى عام 1918م.

وبسط الإمام يحيى سلطته بعد خروج الأتراك ويصفه المولى "كان الإمام يحيى إمامًا كأسلافه من الأئمة الذين أسّسوا حكمهم على المذهب والنسب وعلى الاستبداد المطلق. وقد تمركزت في أيديه السلطة الدينية العليا (الإمام أمير المؤمنين) وأمسك أيضًا بالسلطة الدنيوية حيث تمركزت بين يديه كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية (القوات المسلحة). وكانت المناصب العليا في الأجهزة الحكومية الإدارية من امتياز آل حميد الدين ونال "القضاة" وظائف القضاء في المحاكم الشرعية"(14).

فرض الإمام يحيى عزلة على المناطق التي يحكمها مما أدت إلى التخلف والجهل، ونتج عن ذلك تكون حركة وطنية خطّطت لانقلاب عام 1948م انتهى بمقتل الإمام يحيى، لكن فشل الانقلاب

وقد اشتبك الإمام يحيى بحرب مع ابن سعود كشفت عن ضعف دولته حيث تمكن ابن سعود من الاستيلاء على الأراضي اليمنية أو ما يسمى بالمخلاف السليماني، كما فرض الإمام يحيى عزلة على المناطق التي يحكمها مما أدت إلى التخلف والجهل، ونتج عن ذلك تكون حركة وطنية خطّطت لانقلاب عام 1948م انتهى بمقتل الإمام يحيى، لكن فشل الانقلاب حيث تمكن نجل الإمام من استعادة العرش وقتل الثائرين.

وتناول المولى ثورة السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 1962م التي أنهت الحكم الملكي في اليمن من منظور آخر، وكذلك الأحداث التالية لها من حرب الملكيين واتفاقية عام 1970م، حيث قارب بين القبائل والجمهورية حيث يقول "فتحت ثورة سبتمبر 1962 أمام شيوخ القبائل آفاق التطلع إلى المساهمة في صناعة القرار السياسي بعد أن كان ذلك بعيد المنال إبان العهد الملكي" (15)ـ  كما حلل تدخل القبيلة في الجمهورية ونفوذها في انقلاب عام 1974م واغتيال الرؤساء والحروب الوسطى في منتصف الثمانينات، وصولًا إلى الوحدة وتكون الأحزاب السياسية.

وفي الفصل السادس يتطرق إلى التحول الزيدي الكبير حيث تقلص نفوذ المذهب الزيدي بعد ثورة 1962م، لذلك لعب العلامة المجتهد المؤيدي الدور الأكبر في تجديد الهوية الزيدية من خلال بعث التراث الزيدي، كما تأسست الأحزاب المنتمية إلى قبل الوحدة وبزرت من تحت الطاولة بعد الوحدة عام 1990م. ومن هذه الأحزاب حزب الحق وحزب اتحاد القوى، كما أن بدر الدين الحوثي على رأس جماعة باسم "منتدى الشباب المؤمن" مشكلًا مع أبنائه وجوهًا صاعدة في النشاط المذهبي.

ثم تناول المولى في ذات الفصل تكون جماعة الحوثي وتسلسل اتساعها في الحروب الستة ثم تقلصها حيث تناول ثنائيات عديدة وهي: التشيع الايراني واليمن، الزيدية والحوثية، الحوثيون والقبائل، الحوثيون وعلي عبد الله صالح.

حيث ناقش المولى في كل ثنائية مستعرضًا في البداية أثر المد الشيعي الإيراني واستغلالها لجماعة أنصار الله، ثم بين معارضة علماء الزيدية للحركة الحوثية والخوف منها، أما علاقة الحوثيين والقبائل فقد بيّن المد والجزر وانتقام جماعة الحوثي من مشائخ القبائل التي وقفت مع الدولة إبان الحروب الستة، أما علاقة الحوثيين مع صالح فكانت تحت الاستراتيجية السياسية والتكتيكات في تصفيات الخصوم عبر القتال مع الحوثيين، وهو ما ظهر جليًا في تحالفه معهم بعد الربيع العربي.

أهم رؤى الكتاب

إن أصل المذهب الزيدي يعود إلى الأمام زيد بن علي والفكر القائم عليه الزيدية هي وجود إمام لا غيابه، والثورة على السلطان الظالم وهذا ما يميز الزيدية عن الشيعة الجعفرية والإثنى عشرية، كما أن الزيدية هي معتزلة في الأصول وحنفية في الفقه.

كما أن الزيدية تميزت بعلاقتها المنفتحة مع المذهب الشافعي، وهم يقرون بخلافة الشيخين خلاف الشيعة الإثني عشرية. ولم تتبن الزيدية مسألة العصمة لأئمتها، ولم يعترفوا بمبدأ التقية الذي عليه تقوم معظم الفرق الشيعية، ولم ينتظروا الإمام الغائب، إذ إن الإمام عندهم دائم الحضور. والإمامة لديهم ليست بالنص، اذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية، بل تقوم على البيعة، ولكن فقط لمن كان من أولاد فاطمة واكتملت فيه شروط الإمامة وكان أهلا لها.

أضحت جماعة أنصار الله ظاهرة طائفية تستنسخ التجربة اللبنانية لحزب الله في بناء جماعة مؤدلجة، كما أن مخطط هذه الجماعة ليس استعادة الإمامة المندثرة، بل السلطة والهيمنة

يوضح المولى بأن جماعة أنصار الله (الحوثة) قد أضحت ظاهرة طائفية تستنسخ التجربة اللبنانية لحزب الله لبناء جماعة مؤدلجة، كما يضيف بأن مخطط أنصار الله ليست استعادة الإمامة المندثرة، بل تقاسم السلطة وفرض هيمنتها. ويخلص المولى بأن أنصار الله تسعى أن تكون الفاعل الأقوى في البلاد (وهو ما حدث فعلًا)، وهو مع ضعف وحدة اليمن عقب الربيع العربي مترافقًا مع الدور الخليجي المتنفذ بالبلاد، كما ينبه المولى بأن أنصار الله لن يكونوا حزبًا ديمقراطيًا يعارض السلطة، بل هم جيش شبه نظامي استطاعوا فرض استراتيجيتهم.


هوامش
  1. سعود المولى، الحوثيون واليمن الجديد (بيروت: دار سائر المشرق للنشر والتوزيع، ط1، 2015م) ص7
  2. أحد المذاهب الإسلامية يعتبر شيعة السنة وسنة الشيعة منتشر في شمال اليمن.
  3. المولى، الحوثيون واليمن الجديد، 18.
  4. المرجع السابق، 39.
  5. المرجع السابق، 49
  6. نسبة إلى أبي الجارود زياد بن منذر الهمذاني وكان من أتباع الإمام محمد الباقر ثم ابنه جعفر الصادق إلا أنه تركهما ولحق بزيد مقاتلًا. والجارودية من الزيدية تُمثّل الاتجاه الأكثر ميلًا إلى الشيعة الإثني عشرية، حصروا الإمامة في البطنين (أي ذرية أحد الحسنَين) على شرط توفر صفات معينة في الإمام الداعي إلى نفسه، واعتبار الخروج شرطًا لصحة انعقاد الإمامة. كما آمنوا بالمهدي وإنما اختلفوا في تعيينه من بين أبناء فاطمة.
  7. نسبة إلى الحسن بن صالح بن حي الهمذاني وأصحابه: كثير النواء، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وأبي المقدام ثابت الحداد. وهي أقرب الفرق إلى أهل السنّة روحيًا، نظرًا لموقفهم المعتدل من الصحابة. فهم يقبلون خلافة الصحابة غير علي باعتبار أن عليًا قبِل بذلك في حياته (إمامة المفضول مع وجود الأفضل). ولكنهم يتمسكون بالإمامة في ذرية فاطمة فيمن قام ودعا من أولاد الحسنين وذريتهما. كما يقبلون بوجود إمامين في نفس الوقت في قطرين متباعدين.
  8. نسبة إلى "أبو إسماعيل كثير بن إسماعيل، ويقال: ابن نافع النواء التيمي مولى بني تيم الله الكوفي"، وهو الملقب بالأبتر. ويرى البعض أن البترية هي الأساس ثم انقسم أتباعها إلى صالحية وسليمانية.
  9. تنتسب إلى سليمان بن جرير الرقي الذي كان من أتباع جعفر الصادق، إلا أنه انفصل عنه ولحق بالصالحية ثم اختلف معها ببعض الآراء فخالف كل فرق الزيدية التي جعلت الإمامة في أبناء فاطمة من ذرية الحسنين وجعلها شورى تصلح لمن يصلح لها ويقدر على تحمل أعبائها والقيام بواجباتها.
  10. المولى، الحوثيون واليمن الجديد، 61.
  11. المرجع السابق، ص65
  12. المولى، الحوثيون واليمن الجديد، 95.
  13. المرجع نفسه
  14. المولى، الحوثيون واليمن الجديد، 123.
  15. المرجع السابق، 128.