09-مارس-2023
كتاب الإبادة الجماعية في ليبيا

كتاب الإبادة الجماعية في ليبيا

صدر حديثًا عن "مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة" و"مؤسسة كلام للبحوث والإعلام" كتاب "الإبادة الجماعية في ليبيا" للكاتب علي عبد اللطيف حميدة، بترجمة محمد زاهي بشير المغيربي.

الكتاب الذي حاز على جائزة الجمعية الأمريكية العلمية للدراسات المغاربية لعام 2022، نشر باللغة الإنجليزية في دار "Routledge" عام 2020، ولتصدر ترجمته العربية مؤخرًا.

يستعيد كتاب "الإبادة الجماعية في ليبيا" تاريخ الإبادة في ليبيا من خلال المعتقلات الإيطالية الفاشية (1929 - 1934) التي قضت على 70 ألف من الليبيين

يستعيد الكتاب عمليات الإبادة في ليبيا من خلال المعتقلات الإيطالية الفاشية (1929-1934)، وذلك عبر جمع المؤلف للشهادات الشفهية للناجين الليبيين، وربطها بقراءة مقارنة مع الدراسات الاستعمارية ودراسات الهولوكوست/المحرقة والإبادة الجماعية.

عرفت سنوات الإبادة هذه باسم "سنوات الشر" بين الشعب الليبي، وسجلت تفاصيلها في التاريخ الشفهي عبر الشعر الشعبي كالقصيدة الملحمية "ما بي مرض غير دار العقيلة" التي تصف بدقة ما حصل في معسكر العقيلة، غرب مدينة أجدابيا، أو عبر القصص المتوارثة ممن عايشوا الأحداث.

قضى المؤلف عقدين من الزمن يبحث في تاريخ المعتقلات الإيطالية التي راح ضحيتها الآلاف من الليبيين، من أجل إنتاج كتابه ليكون مصدرًا رئيسيًا للمهتمين. يقول في أحد حواراته: "بدأت البحث في هذا الكتاب سنة 2000. ذهبت إلى إيطاليا بحثًا عن كل ما يمكن أن أحصل عليه عن تلك الفترة. وجدت أن الأرشيف هناك غير موجود أصلًا، أو من أجل الدقة غير متاح للأكاديميين. ثم تواصلت مع أهم مؤرخي إيطاليا الذين رفضوا الصمت عن موضوع الإبادة في ليبيا، وبعضهم اقترح عليّ الحديث مع أولئك الذين عاشوا أهوال الاستعمار الفاشي، لأن هذا هو أهم مصدر متاح بالنسبة إلينا في الوضع الراهن. ذهبتُ إلى الشرق الليبي واستمر البحث حوالي عشر سنوات. خلال هذه الرحلة، حصلت على أزيد من 220 مقابلة واكتشفت أشياء مرعبة مثل آلاف المقابر الجماعية، وفجأة وجدت نفسي وجهًا لوجه أمام حرب الإبادة".

يوثّق الكتاب قصصًا كثيرة وصف فيها الناجون الأهوال التي عانوها، خصوصًا وهم يشاهدون أقاربهم يموتون ببطء من الجوع الشديد.

أنشأ الإيطاليون أكثر من 15 معسكرًا للاعتقال في عموم التراب الليبي. من المؤسف أن الدولة الليبية بعد الاستقلال لم تقم بالحفاظ على هذه المعسكرات كي تبقى شواهد على تلك المرحلة الدموية، ولم ينج من هذا الإهمال سوى معسكر العقيلة.

يذكر أن علي عبد اللطيف حميدة أستاذ ورئيس مؤسس لقسم علم السياسة بكلية الآداب والعلوم بجامعة نيوإنجلاند في الولايات المتحدة. متخصص في النظرية السياسية والسياسة المقارنة وعلم الاجتماع التاريخي. وتتركز اهتماماته البحثية على القوة والفاعل البشري والمقاومة ضد الاستعمار في شمال أفريقيا، خاصة ليبيا الحديثة. من إصداراته: "المجتمع والدولة والاستعمار في ليبيا"، و"الأصوات المهمّشة: الخضوع والعصيان في ليبيا أثناء الاستعمار وبعده"، و"جسور عبر الصحراء: التأثير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لطرق تجارة القوافل عبر الصحراء".