17-يناير-2022

كتاب "الأُنس بالراحلين: أمسيات مع السير الذاتية" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

صدر حديثًا عن "دار مدارات للأبحاث والنشر"، في العاصمة المصرية القاهرة، كتاب جديد للكاتب المصري محمد عبد العزيز الهجين، بعنوان "الأُنس بالراحلين: أمسيات مع السير الذاتية"، وهو الثاني في رصيده بعد كتاب "مودة الغرباء: حكايات من السير الذاتية والمذكرات" (2020).

يقول الهجين إن دراسة الأحداث التاريخية من خلال معرفة التفاصيل الشخصية يضفي شيئًا من الحياة والروح على التاريخ السياسي والأدبي

يصحب عبد العزيز الهجين قارئ كتابه في رحلة يستشكف من خلالها تفاصيل وأسرار حيوات ما يقارب 40 شخصية بين سياسيين وأدباء ومؤرخين وناشرين وغيرهم، وذلك من خلال البحث والتنقيب في سيرهم الذاتية ومذكراتهم التي يقدّم الكاتب المصري مراجعات وافية حولها.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "مذكرات عبد السلام أحمد جلود".. رحلة من رفقة القذافي إلى الثورة عليه

في حديثه لـ "ألترا صوت"، يقول محمد عبد العزيز الهجين إن ما دفعه إلى تأليف الكتاب، هو: "المتعة بالدرجة الأولى، محاولة إغراء القارئ بأمثلة تطبيقية من عوالم السير الذاتية لحثه على قراءة هذا الفن الجميل". بالإضافة إلى دافع آخر مهم هو: "غواية النشر بعد النجاح الذي لمسته في كتابي الأول".

ويضيف مؤلف كتاب "مودة الغرباء": "أريد أن أعرض الكثير من السير، أريد التعريف بسير مغمورة أو الحديث عن نقاط تم إغفالها في سير شهيرة، أريد كسر شهرة بعض السير المصرية من خلال الإضاءة على سير عربية أخرى". ويلفت ضيفنا هنا إلى أنه: "ثمة رسالة من نشر الكتاب مع "دار مدارات" المصرية، وهي تعريف القارئ المصري بسير عربية منوعة، والخروج من دائرة التقوقع داخل الإنتاجات المحلية".

وفي وصف الكيفية التي تبلورت فيها فكرة "الأُنس بالراحلين"، يقول الهجين: "أنا أعيش في ظلال عالم السير الذاتية والمذكرات، هذا الأمر هو هاجس فكري مستمر منذ كتابة كتابي الأول "مودة الغرباء: حكايات من السير الذاتية والمذكرات". لقد شعرت أن دراسة الأحداث التاريخية أو حتى الأدب وتطوره من خلال معرفة التفاصيل الشخصية، يضفي شيئًا من الحياة والروح على التاريخ السياسي والأدبي".

ويتابع ضيفنا: "لذلك أنا أبحث دائمًا عن ضحية جديدة كما يقول لي أحد الأصدقاء: من كتبَ نصًا يحكي فيه عن ذاته، أو كاتب اشتغل على حياة شخصية وكتب عنها. هكذا أتتبع أنواع مختلفة من فن السير والتراجم للإجابة عن السؤال الصعب: كيف نحكي عن أنفسنا؟".

أما عن مضمون الكتاب، فيقول الكاتب المصري: "قضيت أمسيات مليئة بالحكايات والفوائد والفرائد والغرائب مع السير الذاتية، فأحببت أن أسجلها، ثم أحببت أن أدعو القارئ الكريم ليشاركني هذه الأمسيات، لعلنا نحظى بشيءٍ من الأُنس بالراحلين".

ويضيف في هذا الصدد: "هذا الكتاب هو أوراق سيرتي كقارئ وحكايتي مع المذكرات. لقد عايشت هذه الشخصيات في غربتي، وفررت من الواقع لعالم الخيال، مصغيًا لهذه التجارب، ومحاولًا فهم التاريخ من خلال الدروس التي تقدّمها هذه الكتب. لكن وراء ذلك غاية أخرى، هي البحث عن دروس عملية تصلح لحياتي: كيف عاشوا وواجهوا ظروف الحياة وأقدارهم؟ كانت هذه القراءات تقوّي عزمي وتشد من أزري، وتعلّمني الكثير عن التحمل والصبر. هي إطلالة على ما يقارب أربعين شخصية، أرجو أن تكون إطلالة ماتعة ومفيدة على عالم المذكرات والسير".

وحول سؤالنا له عن أسباب شغفه بالسير الذاتية والمذكرات، أجاب: "السبب هو الفضول التاريخي والرغبة الدائمة في البحث عن روابط بين عالم الواقع والأفكار، وعالم الأشخاص وأمزجتهم ومسالك حياتهم. الفضول التاريخي يجعلني أبحث في السير عن: كيف عاش الشخص؟ وكيف قدّم إسهاماته؟ وكيف رأى العالم؟".

يصحب محمد عبد العزيز الهجين قارئ كتابه في رحلة يستشكف من خلالها تفاصيل وأسرار حيوات ما يقارب 40 شخصية أدبية وسياسية وفكرية

وأضاف: "الأهم أحيانًا هو حبي لاستكشاف النفس البشرية، ومحاولة فهم نفسي في دوافع الآخرين، والتأمل في مغامراتهم السياسية، والعاطفية، وهمومهم، وأشجانهم". كما لفت إلى أن: "السير مروحة كبيرة من العناوين، سياسيين وأدباء وفنانين، كلهم أهوى استكشاف عوالمهم التي لا أعيشها".

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "مذكرات أبو ماهر اليماني".. من الجليل إلى المخيم

وفي نهاية حديثه لـ "ألترا صوت"، يقول محمد عبد العزيز الهجين بخصوص سؤالنا له عن الذي وجده في السير الذاتية، ولم يجده في غيرها من الأجناس الكتابية الأخرى: "السير الذاتية أقرب إلى الأدب، أو أن بعضها فن أدبي خالص، وهي أمتع بالنسبة لي من خيالات الروائيين، فهي تجارب حقيقية متنوعة. لذلك، أعوض تقصيري في قراءة الروايات بالعربدة في عالم المذكرات".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة".. في العلاقات الأردنية - الفلسطينية

جمال الدين الأفغاني.. سيرة سياسية