05-مارس-2023
أسبقية العلوم الإسلامية عند فؤاد سزكين

كتاب أسبقية العلوم الإسلامية عند فؤاد سزكين

أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كتابها رقم (195) في سلسلة "كتاب الأمة" بعنوان: "أسبقية العلوم الإسلامية عند فؤاد سزكين" للكاتب أحمد حامد قشطة.

يُقدّم الكتاب عملًا استقصائيًا في إطار البحث عن "فضل العلوم الإسلامية على الحضارة الغربية الحديثة"، والتعريف بالإنتاج المسلم المؤسِّس لكثير من العلوم الحديثة، والكشف عن الإمكانات التي يتوفر عليها العقل المسلم، والمقدَّرات التي يتمتع بها في التفكير والإنتاج والإبداع والاستيعاب لإنتاج الآخرين، حينما يكون متصلًا بدينه.

اعتبر المؤرخ الراحل فؤاد سزكين أن الإبداع الحضَاري المبكِّر في العلوم المدنيَّة والطبيعيَّة إنما كان ثمرةً مِن ثمرات الدِّين الإسلامي

 

وهذا الإصدار في حقيقته: كتابان في كتاب واحد. أمَّا الكتاب الأول: فيتمحور حول السيرة العلمية للعَالِم "الحُجَّة"، رائد تاريخ العلوم العربيَّة والإسلاميَّة؛ وأحد العبقريات العلمية التي استطاعت أنْ تترك أثرًا واضحًا في مسيرة إحياء وبعث التراث العلمي للحضارة الإسلامية الدكتور فؤاد سَزْكِين (1924 - 2018)، معتمدًا في ذلك على اعتزازه بإسلامه، وإيمانه بأن "الإبداع الحضَاري المبكِّر في العلوم المدنيَّة والطبيعيَّة إنما كان ثمرةً مِن ثمرات الدِّين الإسلامي"، وقدرته على الجمع بين منهج السَّلَف الصالح من العلماء المسلمين وبين المنهج العلمي الحديث، حتى استقامَ له في موسوعة "تاريخ التراث العربي" منهجٌ متميِّز؛ يتَّصفُ بالواقعيَّة والموضوعيَّة، ويجمع بين الشمول والوضوح.

وأمَّا الكتاب الثاني فيتمحور حول ما أثبته سَزْكِين من إسهامات العلماء المسلمين في المجالات العلمية المختلفة، وأسبقيتهم في إبداع أو اختراع أو التوصل أو التطوير والارتقاء بكثير من العلوم المزدهرة اليوم.. تضمَّن عددًا من المحاور والموضوعات المهمة، من بينها: مركزية العلم في الإسلام؛ دور الحضارة الإسلامية في تأسيس العلم الحديث؛ علم تاريخ العلوم عند المسلمين؛ طبقات علماء المسلمين؛ فروع المعرفة العلمية الإسلامية؛ أخذ وتمثل العلوم الإسلامية في الغرب.

الجدير بالذكر أن سلسلة "كتاب الأمة" سلسلة ثقافية فكرية، دورية، تصدر كل شهرين عن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، وقد مضى عليها أكثر من أربعين عامًا.

أما سزكين، فقدم إلى إسطنبول عام 1943 بعد إنهاء دراسته المتوسطة والعليا في أرضروم. وضعته حكومة الانقلاب العسكري عام 1960 على قائمة من 147 أكاديميًا استُبعدوا من الجامعات في تركيا، مما أدى إلى مغادرته البلاد ومواصلة مسيرته العلمية في ألمانيا. وفي معهد تاريخ جامعة فرانكفورت للعلوم، كتب رسالة دكتوراه ثانية عام 1965 عن جابر بن حيان. وبعد عام واحد أصبح أستاذًا. وفي عام 1967 أنهى المجلد الأول من أكثر كتب انتشارًا، وهو كتاب "تاريخ التراث العربي"، وعندما توفي كان يكتب المجلد الثامن عشر منه. حصل على جائزة الملك فيصل في العلوم الإسلامية عام 1978، واستخدم مكافأة الجائزة في تأسيس معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية عام 1982، المرتبط بجامعة يوهان- فولفجانج- جوته. أتقن 27 لغة، منها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية. دفن في حديقة جولهانه قرب متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام في إسطنبول.